أهمية موقع الوطن العربي
الأهمية الاقتصادية
تنبع الأهمية الاقتصادية لموقع الوطن العربي من الحركة التجارية النشطة التي حققها المكان لأهله، فموقعه الاستراتيجي بين كل من قارة أسيا، وإفريقيا، وأوروبا، وإشرافه على العديد من البحار المرتبطة ببعضها البعض من خلال المضائق، والممرات، بالإضافة إلى وجود الكثير من الموانئ على سواحله التي لعبت دوراً مهماً في التاريخ البشري منذ القدم، مما أدى إلى تطوير المعارف البحرية، وبالتالي تطورت أدوات الملاحة البحرية، واكتشاف البوصلة، وعلم الخرائط، وعلم تصميم السفن.
كان للموارد الطبيعية التي يملكها الوطن العربي، خاصة الثروة النفطية المدفونة في أراضيه، بالغ الأثر في جذب المستثمرين، وأصحاب رؤؤس الأموال إليه، ولا يقتصر الحديث عن الموقع الجغرافي للوطن العربي، بل يشمل الموقع الفلكي الذي أسهم بدوره في تنوع المناخ، وتعدد الأقاليم المناخية؛ مما أدى إلى تنوع الإنتاج الزراعي، وتشجيع التبادل بينه، وبين دول العالم الخارجي.
الأهمية الحضارية
كان للموقع الجغرافي الذي تميز به الوطن العربي دور بارز في ظهور العديد من الحضارات العظيمة على أراضيه، كالحضارة الفرعونية في مصر ، والحضارتين الأشورية والبابلية في العراق، بالإضافة إلى الحضارة المقامة في بلاد الشام، فقد امتلك الوطن العربي كافة المقومات، والعوامل التي جذبت الجماعات البشرية التي أنشأت هذه الحضارات، وارتقت بها، مثل: وفرة المياه من نهر النيل، ونهري دجلة، والفرات، وتوفير التربة الخصبة كتلك الموجودة في اليمن، وفلسطين، وسوريا.
الأهمية الدينية
تنبع الأهمية الدينية لموقع الوطن العربي من كونه مهبط الديانات السماوية الثلاث المتمثلة بالديانة اليهودية، والمسيحية، وأخيراً الإسلام، لا بل كان قبل ظهور هذه الديانات موطناً لديانة النبي نوح عليه السلام، وقد استطاع الدين الإسلامي الذي خاطب الوجدان، والفطرة تجاوز الحدود السياسية للوطن العربي، وباتت المدن العربية؛ كالقدس الشريف، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة الوجهة الوجدانية والروحانية الموحدة.