أهمية علم القراءات
تعريف في علم القراءات
علم القراءات من أشرف العلوم الشرعيّة ؛ لاتصاله بكلام الله -سبحانه وتعالى-، وهو: علمٌ يُعرف به كيفيَّة النطق بالكلمات القرآنية، وطريقة أدائها اتفاقًا واختلافًا، مع عزو كلّ وجهٍ لناقله، وهو مستمدٌّ من النقول المتواترة عن علماء القراءات والموصولة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم.
أهميّة علم القراءات
علم القراءات يبين إعجاز القرآن الكريم
إنّ تعدّد القراءات ميزةٌ خاصَّةٌ بالقرآن الكريم، ولا توجد في أيّ كتابٍ سماويٍّ آخر، وهذا التعدّد في قراءة الآية الواحدة دليلٌ على إعجاز القرآن الكريم، فمع تعدّد وجوه قراءة الآية الواحدة؛ فإنّ كلّ معنى تأتي به القراءة لا يخالف ولا يضاد المعنى الذي تأتي به القراءة الثانية، وإنّما تأتي المعاني مصدِّقَةً لبعضها، وهو دليلٌ على أنّ القرآن من عند الله -تعالى-، كما أن للقراءات العشر المتواترة وما حوته من أوجه البلاغة والبيان والإيجاز فوائد عظيمة في غزارة المعاني مع إيجاز الألفاظ، فإن كل قراءة بمنزلة الآية، وهذا ضربٌ آخر من إعجاز القرآن، حيث شملت الآية الواحدة مع تعدّد لفظها على معانٍ كثيرةٍ.
علم القراءات متَّصلٌ بكثيرٍ من العلوم النافعة
إنّ علم القراءات يُمكِّن متعلّمه من الوعي بكثيرٍ من العلوم النافعة؛ فيتحصّل لطالب هذا العلم ودارسه الكثير من المعارف والعلوم، ومن هذه العلوم:
- علم التراجم والقرَّاء: يدرس هذا العلم السير الذاتية للقرّاء والرواة، وكذلك يبحث في أسانيد كلّ قراءةٍ، والرواة الذين نقلوا عنهم.
- علم رسم المصحف الشريف: وهو علمٌ يتناول الرسم الذي كتبت به المصاحف في عهد عثمان -رضي الله عنه-.
- علم توجيه القراءات: وهو علمٌ يبحث في الاحتجاج بالقراءات من الناحية الصرفيّة والنحويّة واللغويّة.
- علم التجويد: وهو علمٌ يبحث في مخارج الحروف وصفاتها ، والأحكام التي تعرض لها.
علم القراءات يميز ما هو قرآنٌ وما ليس بقرآنٍ
من خلال علم القراءات فإنّ المسلم يستطيع معرفة القراءات الصحيحة المتواترة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- والقراءات الشاذة، وبهذه المعرفة تتمايز القراءات ويعرف المسلم ما يُتعبَّد به وما لا يجوز التعبد به؛ فعلم القراءات هي سورٌ حصينٌ يحفظ ألفاظ القرآن من التحريف.
أهمية علم القراءات في التفسير
إنّ علم القراءات له أهميَّةٌ كبيرةٌ في علم التفسير ، حيث يكون نظر المفسر للآية الكريمة ضمن التعدّد الذي جاءت به القراءات، وهذا يوسّع المعاني المستنبطة من الآية الكريمة، أو قد يقيّد المطلق، أو يخصّص العام منها، وقد حوت كتب تفسير المتقدّمين خاصَّةً على هذا النوع من التفسير الذي يأخذ بعين الاعتبار تعدَّد القراءات.
علم القراءات بابٌ لتعظيم الأجور
إنّ المشتغلين في هذا العلم يبذلون جهدهم في تتبع المعاني، واستنباط الأحكام، والكشف عن توجيه القراءات، وكذلك فقد بذلوا وسعهم في الحفاظ على الأداء اللفظي لكلمات القرآن الكريم من التحريف، وعنوا بالمحافظة على الإسناد الصحيح المتصل بالنبي -صلى الله عليه وسلم.