أهمية دراسة العمران
إنّ لدراسة الأرض أهمية كبيرة جداً للإنسان، وذلك كي يتمكّن من معرفة طبيعة الأرض التي يعيش عليها وما يحدث عليها من ظواهر طبيعية وما تحتويه من معالم وخيرات وثروات، ممّا أدى إلى ظهور إلى علم الجيولوجيا، إلّا أنّ دراسة الأرض وحدها لم يكن كافياً بالنسبة للإنسان، فقد احتاج إلى وصفها ووصف ما يجري عليها من ظواهر طبيعية وبشرية، ووصف تضاريسها، الأمر الذي استدعى ظهور علم الجغرافيا، فهو العلم الذي يعنى بوصف الأرض وما يحدث عليها من ظواهر، وينقسم علم الجغرافيا إلى 4 أقسام رئيسية، وهي:
الجغرافيا الطبيعية، علم الخرائط، نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، الجغرافيا البشرية والتي تتفرع منها جغرافية العمران، التي سنتحدث عنها في هذا المقال.
جغرافية العمران هي إحدى فروع الجغرافيا البشرية، وتعنى بعلاج العلاقات المتبادلة بين الإنسان وبيئته وانعكاسها على نمط الحياة السائد، وتتألف جغرافية العمران من قسمين رئيسين، وهما: جغرافية العمران الحضري، وجغرافية العمران الريفي، وفي ما يلي شرح موجز عن كل منهما.
- جغرافية العمران الحضري، أو ما تسمى بجغرافية المدن: وهي التي تعنى بشكل رئيس بدراسة النمو الحضري وعملية التحضر وتوزيع المدينة على سطح الأرض، وطبيعة البيئة الحضرية السائدة ومدى تدهورها، وعلاج علاقة البيئة بالخصائص الطبيعية والبشرية في تلك البيئة، ودراسة التركيب الداخلي للمدينة والتباين المكاني داخلها، كما تهتم أيضاً بدراسة الهجرات السكانية القادمة من الريف إلى المدينة، والتوسع الحضري الحاصل في تلك المدينة، وهذا ما جعل جغرافية المدن الأكثر وضوحاً وأهميةً بسبب توجه غالبية الناس لترك الحياة الريفية والتوجه للعيش في المدينة.
- جغرافية العمران الريفي: وهي التي تهتم بدراسة وفهم وتحليل البيئات الريفية المعاصرة ومشاكلها، ومن أكثر الأمور التي تركز عليها هي تحليل الظروف التاريخية والحضارية التي نشأت وترعرعت فيها الأنماط السكانية واللاندسكيب الريفي، وهي معنية أيضاً بدؤاسة جغرافية القرى وتنوعها وتنوع مساكنها الإقليمي، كما تهتمّ بدراسة سكان الأرياف أنفسهم ونشاطهم الاقتصادي والعلاقة التي تربطهم بالمدن.
أمّا بالنسبة للأهداف التي تحققها دراسة جغرافيا العمران بشكل عام فهي مهمة للغاية، بحيث قدمت الكثير من الفوائد للبشرية، وهي كالآتي:
- علاج نشأة المساكن الريفية وأنواعها الدائمة وغير الدائمة.
- تعالج العوامل الجغرافية الطبيعية والبشرية التي تؤثر في توزيع القرى في الريف وأنماطها.
- تهتم بعلاج كل ممّا يخصّ المساكن الريفية، أنماطها، صفاتها، مكوناتهان وارتفاعها.
- تبرز دور المدينة المهم والفعال في إقليمها الوظيفي، والذي يشتمل بدوره على جميع المراكز العمرانية المستفيدة من خدماتها المركزية.
- علاج الظواهر المدنية المختلفة، كتركز المدن وتباعدها، وأحجام المدن ورتبها والمواقع المركزية للمدن وغيرها من الظواهر التي تنشأ في المدن.