أهمية العلوم الإنسانية
أهمية العلوم الإنسانية
تعود أهمية العلوم الإنسانية لأسباب عديدة منها ما يأتي:
تكوين رؤية تجاه العالم
تساعد دراسة العلوم الإنسانية واستكشافها في تعلم كيفية تكوين رؤية تجاه كل ما حولنا، وتكوين آراء نقدية وفكر مبدع، والتعرف على الطريقة المثلى لاستخدام العقل عبر طرح الأسئلة وعدم الاكتفاء بالقبول فقط، وتتكون هذه المهارات مع دراسة الفن وقراءة الشعر والتعرف على تطور العلوم عبر التاريخ.
محاولة فهم العالم
وفرت التجارب السابقة في التاريخ الإنساني في مجالات العلوم والثقافة و الأدب وسيلةً لفهم العالم في السابق، وفي وقتنا الحالي، وتخيله مستقبلًا وهناك العديد من الإنجازات الهامة التي تسهل دراستنا وفهمنا كالمؤلفات والكتب واللوحات الفنية والمنحوتات وغيرها.
توضيح المستقبل
استمر تطور العلوم الإنسانية منذ نشوء الحضارات القديمة حتى وقتنا الحاضر، إذ ساهمت هذه العلوم المعتمدة على التجربة في اكتشاف الإنسان، ومن الأمثلة على ذلك تعلم لغة جديدة لفهم ثقافة الشعوب وتاريخهم، أو قراءة كتاب سياسي أو تاريخي للمساعدة في فهم المستقبل وتكوين صورة أكثر وضوحًا حوله.
فهم الآخرين
ساعدت العلوم الإنسانية على دراسة الإنسان باختلاف ثقافته وتاريخه مما يساهم في فهم الآخرين بعيدا عن جميع الاختلافات، ويساعد ذلك في تقبل الآخر والتعاطف معه وخلق حسٍّ أخلاقي وإنساني تجاه العالم، وتعزيز قيم العدالة والمساواة ونبذ التطرف والعنصرية.
العلوم الإنسانية قديمًا
بدأ الاهتمام بتعزيز روح المواطنة لدى الإنسان في الحضارة الإغريقية وتشجيع الشباب على ذلك في القرن الـ 5 قبل الميلاد، وتبعه برنامج التعليم المسيحي في العصور الوسطى لتعلم العلوم الإنسانية كالتاريخ واللغات والفلسفة والعلوم، وفي عصر النهضة اهتمت الدولة الإيطالية بتعليم العلوم الإنسانية وتطويرها كالفلسفة والبلاغة والشعر والدراسات الإغريقية القديمة، وفيما يأتي علاقة العلوم الإنسانية مع العلوم الأخرى ومع الأخلاق قديماً:
العلوم الإنسانية والعلوم الأخرى
اهتم الدارسون في القرن الـ 19 بفصل مجالات العلوم الإنسانية عن العلوم الأخرى لاختلاف أهداف كل منها، إذ تركز علوم الفيزياء مثلا على دراسة الظواهر بموضوعية دون اهتمام بالطبيعة البشرية.
كان للفلاسفة آراء عدة في جانب الفصل كالفيلسوف الألماني ديلثي الذي أطلق مسمى "العلوم الروحية" على العلوم الإنسانية، باعتبارها دراسة تقع خارج الفيزياء، والفيسلوف ريكرت الذي بيّن أن هدف العلوم الإنسانية هو إعطاء قيمة فريدة للثقافة والفنون، بعكس علم الفيزياء الذي يسعى لتحويل الفرضيات لقوانين علمية.
العلوم الإنسانية والأخلاق
عُرفت العلوم الإنسانية سابقًا باسم "العلوم الأخلاقية" لتركيزها على مبادئ الإنسان وكيفية تطبيقها والعمل بها بعقلانية لتحقيق أهدافه، إذ اعتبر الفعل البشري فعلًا ذا مغزى يعتمد على تمييز الإنسان وإرادته الحرة، ولا يشمل ذلك العلوم المهتمة بدراسة الإنسان بجزئه المادي كعلم الأحياء والتشريح، بل كعنصرٍ يعتمد الأخلاق معياراً للتفريق بين الصواب والخطأ بعيدًا عن الدراسات الوصفية والعلمية.
مفهوم العلوم الإنسانية
تعد العلوم الإنسانية (بالإنجليزية: Humanities) نوعًا رئيسي من أنواع العلوم التي تهتم بدراسة كل ما يتعلق بالإنسان من ثقافة وتاريخ وفلسفة وآداب ولغات وفنون، من خلال استخدام الطرق التحليلية وإجراء الأبحاث في محاولة لفهم طبيعة النفس البشرية والقيم الإنسانية، وتعتبر اليوم واحدة من التخصصات الدراسية في الجامعات للتمييز بينها وبين أنواع العلوم الأخرى كعلم الفيزياء وعلم الأحياء.