أهمية الجهاز العضلي
أهمية الجهاز العضلي
يتكون الجهاز العضليّ (بالإنجليزية: Muscular system) من خلايا متخصّصة تُعرَف بالألياف العضليّة (بالإنجليزية: Muscle fibers)، وتتمثل وظيفتها في الغالب بقدرتها على الانقباض، إذ تعمل العضلات إما عن طريق الانقباض أو الانبساط لإنتاج الحركة، ولذلك توجد العضلات متصلة بالعظام أو الأوعية الدموية أو الأعضاء الداخلية وتكون مسؤولةً عن حركتها، وقد تكون حركة العضلات إرادية أو لا إرادية، ويُشار إلى أنّ جميع أنواع الحركة في الجسم ناجمة عن الانقباضات العضليّة ما عدا بعض الحركات البسيطة مثل:
- الحركة الأميبيّة (بالإنجليزية: Amoeboid movement) لبعض أنواع خلايا الدم البيضاء.
- حركة الأهداب (بالإنجليزية: Cilia).
- حركة خلايا الحيوانات المنويّة (بالإنجليزية: Sperm cells) باستخدام السوط (بالإنجليزية: Flagellum).
وتكمن أهمية الجهاز العضلي فيما يأتي:
حركة الجسم
تُنتج عضلات الهيكل العظمي حركات دقيقة ينتج عنها تعابير الوجه المختلفة وحركات العين والتنفس، كما تعمل العضلات الهيكليّة (بالإنجليزية: Skeletal muscles) بشكلٍ متناسق ومتكامل مع العظام والمفاصل لإنتاج حركات واضحة للجسم مثل المشي والركض.
وضعية الجسم وثبات المفاصل
يساهم انقباض العضلات في ثبات وضعيّة الجسم خلال الجلوس والوقوف مثلًا، أمّا عن ثبات المفصل؛ فتلعب الأوتار العضلية دورًا رئيسًا في ذلك، وذلك من خلال امتداد أوتار العديد من العضلات فوق المفاصل، ويتضح هذا بشكل خاص في مفاصل الركبة والكتف.
حماية الأعضاء الداخلية
بالإضافة إلى دور العظام، مثل عظام القفص الصدريّ وعظم العمود الفقريّ، في حماية الأعضاء الداخليّة، تساهم العضلات خاصّةً عضلات الجذع في حماية الجزء الأمامي والخلفي وجانبي الجسم، وكذلك تساهم في حماية العظام والأعضاء من خلال امتصاصها للصدمات وتقليل الاحتكاك في المفاصل.
الدورة الدموية
تظهر أهمية الجهاز العضلي في الدورة الدموية من خلال ما يأتي:
- عضلة القلب: إذ تعتمد الدورة الدمويّة في الجسم بشكلٍ رئيس على انقباض عضلة القلب وهي أكثر عضلات الجسم جهدًا وعملًا في الجسم، إذ ينبض القلب ما يقارب 60-100 نبضة في الدقيقة الواحدة، ويتألف جدار القلب من أنسجة عضلية قلبية عالية التخصص تنقبض بشكل لا إراديّ استجابة للإشارات الكهربائية المتولدة داخل القلب، ومع انقباض هذه الأنسجة يتمّ ضخ الدم من القلب إلى باقي أنحاء الجسم من خلال شبكة متكاملة من الأوعية الدمويّة، إذ يحمل الدم المنقول عبر هذه الشبكة العناصر الغذائيّة اللازمة والأكسجين إلى جميع أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة.
- عضلات الشرايين والأوردة: تلعب العضلات الملساء (بالإنجليزية: Smooth muscles) الموجودة ضمن جدران الشرايين (بالإنجليزية: Arteries) والأوردة (بالإنجليزية: Veins) دورًا مهمًّا أيضًا في الدورة الدمويّة من خلال تغيير قطر الأوعية الدمويّة حسب الحاجة إلى مرور الدم، فعلى سبيل المثال تنقبض الأوعية الدموية في حال فقدان كميّة كبيرة من الدم نتيجة الجفاف أو النزيف لضمان استمرار تدفّق الدم إلى الدماغ والاعضاء الحيويّة الأخرى وتنظيم مستوى ضغط الدم، وفي المقابل تسترخي عضلات الشرايين المغذية للعضلات عند الحاجة إلى المجهود العضليّ لزيادة تدفّق الدم إلى العضلات لتلبية الطلب المتزايد.
التنفس
تعتمد عملية التنفس على استخدام العضلات الآتية:
- عضلة الحجاب الحاجز: (بالإنجليزية: Diaphragm muscle)، وهي عضلة تشبه القبّة تقع أسفل الرئتين، ويؤدي انقباض الحجاب الحاجز إلى اندفاعها للأسفل وزيادة حجم التجويف الصدري لتمتلئ الرئتان بالهواء، وفي المقابل يؤدي ارتخاء عضلة الحجاب الحاجز إلى دفع الهواء إلى خارج الرئة.
- عضلات البطن والظهر والرقبة: ويتمّ اللجوء إليهم في الحالات التي تتطلب تنفسًا عميقًا.
وظائف الأعضاء الداخلية
تشكّل العضلات الملساء دعمًا للأنسجة الرخويّة الداخليّة، كما تشكّل حراسة لمداخل ومخارج الجهاز الهضميّ والجهاز البوليّ، إضافة إلى أنّ العديد من الأعضاء الداخلية تحتوي على أنسجة عضلية ملساء تتقلص تلقائيًا لدعم وظيفتها الطبيعية، وفيما يأتي أمثلة على ذلك:
- التقلصات المنتظمة للعضلات الملساء في المريء، والمعدة، والأمعاء الدقيقة والغليظة تساهم في دفع الطعام عبر الجهاز الهضميّ .
- دفع البول من المثانة يتمّ بمساعدة العضلات الملساء.
- العضلات الملساء في الغدد والقنوات التناسلية للرجل.
- عضلات قزحيّة العين.
- العضلات الملساء في [[أعراض المرارة|المرارة] (بالإنجليزية: Gallbladder).
- عضلات الرحم (بالإنجليزية: Myometrium) وهي أيضًا عضلات ملساء تتكاثر خلال فترة الحمل في الرحم لتوفر قوة دفع قوية تمكن من الولادة الطبيعية، إضافةً إلى دور عضلات قاع الحوض في توجيه رأس الجنين إلى أسفل قناة الولادة (بالإنجليزية: Birth canal).
تنظيم درجة حرارة الجسم
تلعب العضلات دورًا مهمًّا في تنظيم درجة حرارة الجسم، ففي حال انخفاض درجة حرارة الجسم عن المعدّل الطبيعيّ، أي ما يقارب 37 درجة مئويّة، تنقبض الخلايا الملساء في الأوعية الدمويّة الموجودة في الجلد للمحافظة على الحرارة والحدّ من فقدانها عبر سطح الجلد، وتُعدّ الرجفة أو الرعشة (بالإنجليزية: Shivering) التي تظهر خلال البرد والتي تتمّ نتيجة حركة العضلات الهيكليّة من طرق توليد الحرارة التي يلجأ إليها الجسم لرفع درجة حرارته، وعند ارتفاع درجة حرارة الجسم أو الجوّ يظهر تأثير معاكس لما سبق.
نصائح لصحة الجهاز العضلي
توجد مجموعة من النصائح التي تساهم في المحافظة على صحّة العضلات بالتالي تعزيز قوتها وتحسين أدائها، ومن هذه النصائح ما يأتي:
- شرب كميّة كافية من الماء والسوائل: إضافةً إلى أنّ ذلك يحافظ على الصحة العامة بشكلٍ عامّ، إلّا أنّه يحافظ على صحة العضلات بشكلٍ خاصّ من خلال تجديد نسبة الأملاح والعناصر الضرورية للجسم التي فُقدت خلال التمارين، والضرورية لتعزيز قوة العضلات، وتقدّر النسبة المطلوب شربها من الماء يوميًا ما يقارب 8 أكواب أو لترين بشكلٍ عام، وللرياضين يضاف 2-3 أكواب أخرى لضمان صحة الجهاز العضليّ.
- اتّباع نظام غذائيّ صحيّ: يساهم اتّباع نظام غذائيّ متوازن في الحصول على العناصر الغذائيّة اللازمة للعضلات وصحة الجسم بشكلٍ عام، ويساعد كذلك على التحكم في الوزن، ويكون النظام الغذائي متوازنًا بتحقيقه ما يأتي:
- يوازن بين السعرات الحراريّة المكتسبة من الطعام والسعرات الحراريّة المستهلكة خلال النشاط البدني الرياضيّة للمحافظة على وزنٍ صحيّ.
- يحتوي نسبة منخفضة من الكوليسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) والدهون المشبعة والدهون المتحولة، والسكريّات المضافة والملح والحبوب المكرّرة.
- يحتوي على الحبوب الكاملة، والخضروات والفواكه، ومنتجات الألبان منزوعة أو قليلة الدسم مثل الجبنة والحليب واللبن.
- يشمل البروتينات الموجودة في البيض والمكسّرات، والمأكولات البحريّة، والدواجن واللحم الخالي من الدهون.
- ممارسة التمارين الرياضيّة: إذ إنّ ممارسة التمارين المختلفة مثل حمل الأثقال، والهرولة والركض والرقص، ونطّ الحبل، وكذلك أيّ نوع من التمارين الذي يتطلب من الجسم العمل ضد الجاذبية تساعد في بناء العضلات، ولها دور كبير في المحافظة على صحة العضلات وتعزيز قوتها، إذ يمتلك الأشخاص الممارسين للتمارين الرياضيّة عضلات أقوى من أقرانهم من نفس الفئة العمريّة، ويُشار إلى أهمية ممارسة التمارين الرياضيّة بما لا يقلّ عن نصف ساعة يوميًا.
- تجنّب إصابة العضلات: يُشار إلى أهمية تجنّب التعرّض لإصابات الجهاز العضليّ مثل الالتواء والإجهاد، ومن النصائح التي تساهم في تجنّب مثل هذه الإصابات ما يأتي:
- إجراء تمارين التمدّد والاستطالة للسماح للعضلات بالتأقلم مع النشاط بشكلٍ تدريجيّ ومنع التمزّق والإصابات في العضلات، إذ يُنصح بإجراء هذه التمرينات لمدّة تتراوح بين 15-20 دقيقة، مع تمديد كل عضلة من العضلات المستهدفة ما يقارب 15-20 ثانية قبل التمارين.
- إجراء تمارين الإحماء للعضلات المستهدفة بالتمرين بما لا يقلّ عن ربع ساعة تقريبًا قبل البدء بالتمارين الرياضيّة وذلك لمساعدة العضلات والجسم على التكيف على النشاط البدني المتزايد وبالتالي تجنّب الإصابات، وبعد الانتهاء من ممارسة التمارين الشاقّة من الضروري إجراء تمارين التهدئة لإعطاء فرصة للعضلات للعودة إلى حالتها الطبيعيّة، والقلب إلى معدّل نبضه الطبيعيّ، وخفض سرعة النشاط الاستقلابيّ.