أهمية التنوع الحيوي
أهمية التّنوع الحيوي في المجالات المختلفة
يُعرف التنوع الحيوي أو البيولوجي (بالإنجليزية: Biodiversity) بأنّه وجود كائنات حيّة على كوكب الأرض من مختلف الأنواع، والمستويات والبيئات، ويعود التنوع الحيوي بالعديد من الفوائد التي تعكس أهميّته بالنسبة للحياة على كوكب الأرض واستمرارها، وفيما يأتي توضيح لأهميته في مختلف المجالات:
أهمية التنوع الحيوي في المجال الاقتصادي
يؤثر التنوع الحيوي إيجابيًا بصورة مباشرة على المجال الاقتصادي، إذ إنّ ما يزيد على نصف إجمالي الإنتاج العالمي هو نتاج الطبيعة وتنوّعها، فالتنوّع البيولوجي يسمح بمرونة العمل الاقتصادي وتوسّع شريحته.
وذلك بسبب توفّر المواد الخام في الطبيعة واللازمة للبناء الاقتصادي المتين، فضلًا عن تسهيل سبل العيش، كما تعدّ البيئة وإصلاحها من الاستثمارات الناجحة والتي تعود على المستثمر بأضعاف ما أنفق.
أهمية التنوع الحيوي في المجال البيئي
يُساهم التنوع الحيوي في دعم وتحسين البئية من خلال ما يأتي:
- توفير غاز الأكسجين.
- تسهيل عملية تلقيح النباتات.
- مكافحة المواد الضارّة بالكائنات الحية.
- معالجة وتنقية المياه العادمة.
- التغلّب على مشكلة تغيّر المناخ، والحفاظ على عدم زيادة درجات الحرارة العالمية لأكثر من 2 درجة مئوية.
- الحد من انقراض بعض أنواع الحيوانات والكائنات الحية الذي يتسبّب البشر في حدوثه بصورة مباشرة.
أهمية التنوع الحيوي في مجال السياحة
يُساعد التنوّع الحيوي الكبير على توفر الأنشطة السياحية المختلفة، كالتخييم، وممارسة الصيد، ومراقبة أسراب الطيور، ومن أمثلة ذلك دوليًا، نشاط السياحة في أستراليا بسبب تنوّع المشاهد البرية الطبيعية هناك، مما ساهم في ازدهار السياحة لديهم رغم ركود الحركة السياحية عالميًّا، وبذلك يُمكن القول بأنّ أي تأثير سلبي على البيئة وتنوّعها الحيوي، سيؤدي إلى التأثير على الجانب السياحي للدول أيضًأ.
أهمية التنوع الحيوي في المجال العلمي
يمكّن وجود التنوع الحيوي من القدرة على فهم الطبيعة ومكوّناتها من خلال دراسة عناصرها عن كثب على هيئة معلومات وبيانات ملموسة، كما أنّ وجود هذه المعلومات في النظم المتنوعة حيويًّا، يساعد العلماء والمهتمّين بدراسة البيئة على مواصلة عملهم، والبحث عن كل ما يُمكن للبشر الاستفادة منه وتطويره، ولذلك يهتم العلماء بدراسة التنوّع الحيوي والعلاقات التي تربط الكائنات الحية ببعضها للتوسّع في البحث العلمي.
أهمية التنوع الحيوي للكائنات الحية
يوفّر التنوع الحيوي إمكانية استدامة الكائنات الحية الموجودة في النظم البيئية المختلفة، فلكل كائن حي موجود في الطبيعة وظيفة وأهمية بالنسبة لغيره من مكونات النظام، ويُمكن توضيح ذلك من خلال مثال تنوّع النباتات الذي ينتج عنه العديد من المحاصيل النباتية، فالتنوّع في منطقة ما يؤدي إلى التأثير الإيجابي على كل ما هو حيّ، ويعود ذلك إلى العلاقات المتبادلة لتحقيق التوازن البيئي.
تحصل كائنات النظم البيئية المتنوعة حيويًّا وغيرها من الكائنات على العديد من المزايا، ومن ذلك:
- الخدمات البيئية، كالبناء الأمثل للتربة مثلًا، والحدّ من التلوّث.
- توفّر الموارد في النظام البيئي بصورة طبيعية.
أنواع التّنوع الحيوي
ينقسم التنوّع الحيوي إلى عدّة أنواع حسب شكل التنوع كالآتي:
- التنوع الجيني
يُشير التنوع الجيني إلى اختلاف وتفرّد التكوين الجيني للكائنات الحية على اختلاف أنواعها وأصولها، ولا ينحصر التنوع الجيني بالإنسان بل يتعدّاه إلى جميع الكائنات الحية.
- تنوع الفصائل
تميّز بقعة جغرافية ما بتنوّع الفصائل يعني وجود أكثر من فصيلة فيها، كما تضم كل فصيلة أفرادًا متباينين في الصفات الدقيقة أيضًا، فالفصيلة هي أساس تصنيف الكائنات الحية، وهي التصنيف الأشمل، فمثلًا تختلف فصيلة النباتات عن فصيلة الكائنات الدقيقة، وهكذا.
- تنوع الكائنات الحيّة
يؤدي تنوّع الكائنات الحية إلى تنوّع العلاقات البيئية بينها، فاختلاف النباتات والحيوانات المعتمدة على بعضها، وتنوعها بصورة كبيرة يؤدي إلى ظهور سلاسل وشبكات عذائية أكثر تعقيدًا.
المخاطر المحيطة بالتنوّع الحيوي
إن هناك الكثير من الأسباب المُختلفة التي أثّرت على التنوّع الحيويّ بشكلٍ سلبيّ في الكرة الأرضية، ومن هذه الأسباب:
- انقراض عددٍ كبير من الكائنات الحيّة المهمّة في السلم البيولوجي، وإذا استمرّ الوضع على هذا الحال سيُدمّر كوكب الأرض، وسيُخلّ بالنظام البيئي كاملاً.
- الصيد الجائر للكائنات الحيّة من قِبل الإنسان.
- فقدان بيئاتِ الكائنات الحيّة المُختلفة ممّا يؤدّي لهجرتها أو حتى موتها نتيجة زيادة عدد الوفيّات، وقلة عدد المواليد.
- الكوارث الطبيعيّة كالفيضانات وحرائق الغابات، ما قد يُنهي جماعاتٍ بأكملها.
- التلوّث البيئي ممّا يجعل الكائنات الحيّة المَوجودة في تلك المنطقة من التكيف مع التغيّرات التي حصلت؛ كالمطر الحمضي، والمُبيدات.
- تجزئة البيئة؛ أي تقسيم البيئة لأقسامٍ صَغيرة مُنفصلة عن بعضها، عن طريق إقامة الطرق والمجمّعات السكنيّة في بيئةٍ ما.
طرق المُحافظة على الأنواع المُهدّدة بالانقراض
من أشدّ المخاطر التي تُهدّد التنوّع الحيوي هي اختفاء بعض الأنواع الحيوية من مناطق استيطانها، والذي يُعرف بالانقراض، ومن المُمكن أن نتجنّب انقراض الكائنات الحيّة بحِمايتها عن طريق مَعرفة أسباب انخفاض أعدادها، وإيقاف هذه الأسباب. من طرق حماية الكائنات الحيّة من الانقراض:
- استعادة البيئات التي تمّ تدميرها وإعادتها كما كانت، رغم صعوبة هذه الخطوة لكنّها مهمّة جدّاً.
- حفظ الكائنات الحيّة المُهدّدة بالانقراض في أماكن مَحميّة لضمان عدم انقراضها، كما في حيوان المها العربي الذي حُفظ بمحميّة الشومري في الأردن.
- إزالة أنواع الكائنات الحيّة الدخيلة على البيئة، والتي تتسبب بموت الكائنات الحية الأخرى؛ حيث إنّ إعادة سمك البلطي مثلًا إلى بُحيرة فكتوريا يحتاج إلى إزالة عشب المكحلة المائي وأسماك فرخ النيل، ليستطيع هذا السمك التّكاثر من جديد.
- أسر الحيوانات المُهدّدة بالانقراض والعمل على تكاثرها ثمّ اطلاقها؛ حيث عُمِل بهذه الطريقة مع طائر الباز الجوال (الشاهين) في الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
اتفاقية التنوع البيولوجي
اتفاقيّة التنوّع البيولوجي هي اتفاقية دوليّة ترعاها الأمم المتحدة تهدف لإلزام الدول على حِماية التنوّع الحيوي والاستخدام المُستدام للكائنات الحية، لتُحقّق ديمومة واستمراريّةَ الحياة على كوكب الأرض.
خرجت هذه الاتفاقية على أرض الواقع، وبدأت الدّول التوقيع عليها سنة 1992م، وذلك بعد تَزايد المَخاطر حول التنوّع الحيوي، وازدياد حالات الانقراض للأنواع بسبب النشاطات البشريّة، وقرّرت الدول الموقّعة على الاتفاقية تخفيض معدل فقد التنوع الحيوي.
يقع مقر أمانة الاتفاقية في مدينة مونتريال الكندية، وتُساعد هذه الأمانة الحكومات في العالم على تنفيذ أهدافِ الاتفاقية، وتنفيذ الدّراسات المُختلفة حول التنوّع الحيوي.