أهمية التدخل المبكر
أهمية التدخل المبكر
التدخل المبكر هو مصطلح يشير إلى تعليم الطفل في الفترة الزمنية بين ولادته حتى دخوله مرحلة رياض الأطفال، ويعد هذا الوقت مهمًا بشكل لا يصدق في حياة الأطفال، لأنهم يتعلمون فيه لأول مرة كيفية التعامل والتفاعل مع الآخرين، بما في ذلك الأقران، المعلمون وأولياء الأمور، كما أنهم في هذه الفترة يبدأون في تطوير اهتمامات ربما ستبقى معهم طوال الحياة.
ومن الخاطئ الاعتقاد أن التدخل المبكر يتعلق بتعليم الطفل المهارات الأساسية فقط، بل إن الأمر يتعدى ذلك بكثير، فهذا الوقت هو الوقت الذي يتعلم فيه الطفل المهارات الاجتماعية والعاطفية المهمة، فعن طريق التعاون بين الطفل وولي الأمر والمعلم، يوضع في الطفل الأساس الذي يستمر عليه طوال فترة تعليمه، ويمكن حصر أهمية التدخل المبكر في النقاط الآتية:
تحسين المهارات الاجتماعية
الأطفال الذين يشتركون في برامج التدخل المبكر تتحسن المهارات الاجتماعية لديهم بطريقة ملحوظة، لأنهم في هذه الفترة يتعلمون مهارات مهمة كالاستماع والمشاركة والتناوب مع الأطفال الآخرين، ويستمعون للكثير من الأغاني والقصص ويلعبون عدة ألعاب.
وهذا كله مهم لتحسين المهارات الاجتماعية مثل: التعبير عن مشاعرهم؛ كمشاعر السعادة والحزن والغضب، التعامل مع مشاعرهم بطريقة صحيحة، تعلم مهارات التعاون مع الآخرين والتحدث وتبادل الأدوار وغيرها.
زيادة التركيز
الأطفال الصغار يكون لديهم فترات انتباه قصيرة، لذا يكونون غير قادرين على التركيز على شيء ما لفترة طويلة، وبالتالي فإن التدخل المبكر يعطيهم الفرصة لاكتشاف بيئات وتجارب وطرق تواصل جديدة مع الآخرين، ويتعلمون كيفية الاستماع والمشاركة في المهام الجماعية والاستجابة إلى التوجيهات، وهذا من شأنه أن يحسن من قدرتهم على التركيز.
تحسين الأداء الأكاديمي
الأطفال الذين شاركوا في برامج التدخل المبكر يظهرون أداءً أكاديميًا أفضل حين يدخلون إلى المدرسة من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر، ويظهر لديهم تحسن ملحوظ في الرياضيات والقراءة مقارنة بغيرهم من الأطفال الذين لم يشاركوا في برامج التدخل المبكر.
تعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات
يواجه الأطفال الذين يشاركون في برامج التدخل المبكر الكثير من التعزيز الإيجابي الذي يساعدهم على تبني احترام الذات في سن مبكرة، ويعزز من ثقتهم بنفسهم طوال الحياة، وهذا يرجع للكثير من التفاعلات الإيجابية التي يخوضونها مع معلميهم وزملائهم في الفصل.
حب التعلم
من المعتاد أن الطفل يتعلم لوقت طويل جدًا، لكن هذا لا يعني أن مرحلة التعلم ستكون سهلة، لأن الطفل من المحتمل أن يفقد شغفه وحماسته تجاه التعليم، ويواجه وقتًا عصيبًا في المدرسة الابتدائية وما بعدها بسبب ذلك.
لذا فإن التدخل المبكر الذي يقوم بإعطاء الطفل دروس بطريقة ممتعة ومثيرة، يساعده على اكتشاف متعة التعلم وكيف يمكن أن تكون هذه التجربة مثيرة إلى حد كبير، وبالتالي فإن الطفل يحب التعلم ويستمتع به طوال حياته.
تحسين قدرة الدماغ
يتطور دماغ الطفل بين مولده وسن الخمس سنوات أكثر من أي مرحلة أخرى في حياته، إذ يكمل الدماغ 90 بالمائة من نموه قبل أن يدخل الطفل مرحلة رياض الأطفال، لذا فإن التدخل المبكر يوفر للطفل الوسيلة التي تمكنه من بناء وتحسين قدرات الدماغ على أكمل وجه.