أهمية الأخلاق في المجتمع
أهمية الأخلاق في المجتمع
تتمثل أهمية الأخلاق في المجتمع فيما يأتي :
- إنشاء حضارة إنسانية فاعلة؛ من خلال بناء أفراد، ومجتمعات، ودول واعية.
- زيادة قوة المجتمع ومناعته؛ من خلال غرس مبادئ الحب، والإيثار، والأُخوة بين أفراده.
- تمتع كافة أفراد المجتمع بحياة رغيدة وتحقيق سعادتهم.
- ضبط سلوك الأفراد وممارساتهم بما يتماشى مع المعايير الأساسية القائمة على حسن الخلق.
- المساهمة في نهضة الشعوب؛ لما تُحققه من تماسك وتجانس بين أفراد المجتمع الواحد، وسيادة الأمن والعدل بين أفراده ومؤسساته.
- التشجيع على التعاون والعمل الجماعي؛ إذ تخلق الثقة بين الأشخاص، وتحارب السلوكيات الفاسدة، فلا يخشى الفرد التعرض للغدر أو الخيانة.
- تحقيق الرقي في المجتمع باعتبارها المحرك الأساسي لسلوكيات الأفراد، والعامل الأساسي الذي يعزز الروابط الاجتماعية.
- خلق الانضباط والتوازن في حياة الأفراد، وتنقية نفوسهم من مشاعر الأنانية الفردية؛ ممّا يؤدي إلى تحقيق الأهداف الجماعية.
- الحفاظ على حياة الأفراد واستقرارهم؛ وذلك بتمكينهم من اتخاذ القرارات الصائبة، وتزيد قدرتهم على التكيف والاستجابة مع كل ما هو جديد.
وظيفة الأخلاق في المجتمع من ناحية فلسفية
يعتقد المفكرون أنّ للأخلاق وظيفتان أساسيتان في المجتمع، تحقق كل منها هدف معين كالتالي:
- وظيفة تطويرية: تُمكن الأخلاق أفراد المجتمع من التفاعل فيما بينهم لتحقيق الأهداف وجلب المنفعة الجماعية.
- وظيفة معاصرة: وتتمثل بإضفاء طابع أخلاقي على المُمارسات اليومية يُساهم في الشعور بالرضى، ويُساعد على تحقيق الأهداف على المدى الطويل، فضلاً عن تسهيل المفاوضات الجماعية والسماح للقانون بأخذ مجراه من خلال تطبيق العقوبات وتحقيق العدالة، ومشاركة المسؤولية في اتخاذ أيّ قرار بين أفراد المجتمع جميعاً دون استثناء.
يُؤمن بعض الفلاسفة أنّ الأخلاق تأتي لتعزيز الإيثار والعمل من أجل الجماعة، ومن منظورهم ينطوي مفهوم الأخلاق في الفسلفة على أكثر من كونها مجرد السلوكيات، والتصرفات، والمعتقدات التي يمارسها الأفراد؛ إذ يعتقد الكثير من الفلاسفة أنّ الأخلاق هي عامل أساسي يخلق النظام للأفراد، ويُساعد على الحد من النزاع بينهم وتحقيق مصالح متبادلة، وتُعزز التعاون في المجتمع.
دور الأخلاق في بناء المجتمع الإنساني
يُعبر عن الأخلاق بأنها إحدى الأسس التي تُنظم الحياة والمعاملات البشرية، كما تُعد المعيار الذي يُمكن أن نقيس به مدى تطور الدولة وتقدمها، لذا ينبغي على جميع الأفراد على حد سواء التزام مكارم الأخلاق التي حثت عليها جميع الأديان، من صدق، وأمانة، وإخلاص في العمل، وصلة الأقرباء، وتجنب الغيبة والنميمة، والابتعاد عن الحسد والحقد، وغيرها الكثير.
تُساهم الأخلاق في بناء مجتمع يسعى أفراده للتطور في كافة المجالات السياسية، والاجتماعية، والدينية، والاقتصادية، فالأخلاق تُهذب أفكار الأفراد وسلوكياتهم، وتُؤسس أركاناََ ثابتةً تقوم عليها حضارة إنسانية قوية، فضلاً عن الألفة وقوة الروابط بين الأفراد، كما أنّها تُجنب الأضرار والتفكك الذي يُمكن أنّ يحدثه سوء الخلق.
الأخلاق والمسؤولية المجتمعية
تشير المسؤولية الاجتماعية إلى أداء كل فرد لواجباته المدنية تجاه مجتمعه بما يُحقق أهداف المجتمع ككل، ويُساهم في النمو الاقتصادي، والبيئي، والمستوى المعيشي على حد سواء، ويعتمد تحقيق المسؤولية الاجتماعية على المنظومة الأخلاقية، بحيث يجب تقييم القرارات أخلاقياََ للتمييز بين الخطأ والصواب قبل وضعها حيز التنفيذ، واستثناء أية إجراءات غير مسؤولة يُمكن أن تلحق الضرر في المجتمع أو البيئة، وينبغي على الأفراد والجماعات تطبيق المسؤولية الاجتماعية ضمن المعاملات، والإجراءات، والقرارات اليومية خاصة تلك التي تُؤثر بشكل مباشر في الأشخاص أو الجماعات الأُخرى.
تمتلك الشركات حالياً نظاماً خاصاً للمسؤولية الاجتماعية تتناسب مع بيئة عملها، وفي حال استطاعت الشركات تطبيق المسؤولية الاجتماعية داخل مؤسساتها على الدوام، فإنّها تضمن بذلك الحفاظ على سلامة المجتمع وحماية بيئة العمل، حيث تتساوى أهمية الموظفين وبيئة العمل مع اقتصاد الشركة، كما ينبغي اتخاذ إجراءات صارمة بحق الشركات التي تُمارس سلوكيات من شأنها تحقيق مكاسب شخصية، وأرباحًا مادية، وتجاهل الأنظمة الخاصة ببيئة العمل أو التحايل عليها.
أثر غياب الأخلاق على المجتمع
ينعكس غياب الأخلاق بشكل سلبي على الأفراد والمجتمعات، وتتمثل آثاره السلبية فيما يأتي:
- انتشار الشعور بالقلق والإحباط؛ ممّا يؤدي إلى انخفاض إنتاجية الأفراد والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بدرجة رضاهم أو سعادتهم.
- انعدام الثقة وخلق الشكوك بين الأفراد، ممّا يؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بشكل أساسيّ، والتي يُعد عامل الثقة أحد أهم الأسس فيها.
- انتشار الفوضى وعدم الالتزام بالقوانين، والذي يساهم في تراجع تنمية الدولة وتطورها اقتصادياً واجتماعياً.
- انعدام الشعور بالإنسانية؛ إذ تُصبح مصلحة الشخص وتحقيق رغباته أولوية تبيح له الاعتداء على الآخرين وأذيتهم لتحقيق أهدافه.
- فُقدان حق التملك، بحيث تصبح الملكيات متاحة للجميع، وليس بإمكان الشخص الدفاع عن ممتلكاته الخاصة أمام خطر السرقة أوالاعتداء.
- انتشار الفوضى، والتخلي عن العمل وممارسة الوظائف حتى الأساسية منها؛ لانشغال الأفراد بحرب البقاء.