مفهوم الفن المعماري اليمني
تطور الفن المعماري اليمني
تكيّف اليمنيون مع متطلبات الحياة والبيئة والمناخ حالهم حال باقي البشر، ولهذا بنوا أبنيتهم الخاصة التي تناسب طريقة عيشهم ومناخ دولتهم، وتأثر الفن المعماري اليمني ببعض الموروثات الثقافية، وبثقافات البشر والحضارات التي أتت إلى المنطقة، مما خلق أنماطًا معمارية فريدة.
وامتاز الأسلوب المعماري اليمني باتباع الثقافات الإسلامية والعربية التي تمتاز بطابع العمارة الانطوائية، ولكنهم اختلفوا عن باقي الدول التي اتبعت هذا النمط بأنهم جعلوا أبنيتهم على شكل عمودي وليس أفقي، ليتناسب مع خصوصية ثقافتهم وطريقة عيشهم، وامتازت العمارة اليمنية بأنها تهتم بالتفاصيل جدًا، وتهتم أيضًا بالتقنيات المستخدمة في البناء، ومع هذا تأثرت الفن المعماري اليمني أيضًا ب دول شرق آسيا وأفريقيا، وذلك بسبب العلاقات التجارية القوية بينهما، الأمر الذي أدخل إلى العمارة اليمنية بعض الزخارف والأنماط التي كانت شائعة هناك.
وعلى الرغم من وجود تقنيات حديثة اليوم، إلا أن البناء في اليمن ما زال يأخذ شكلًا تقليديًا، ويستخدم البناة أساليب تقليدية استخدموها قديمًا، وخاصة في المناطق الريفية من اليمن.
المواد المستخدمة في العمارة اليمنية القديمة
اعتمد البناة في اليمن قديمًا على الطين المجفف بالشمس لبناء أبنيتهم وبيوتهم، واستخدموا أيضًا مواد من الأرض كالصخور و الطين والحجر والنباتات والأشجار، وحاولوا خلق تناغم فريد بين الأبنية والطبيعة المحلية الموجودة لديهم، ونجحوا في ذلك، فكانت أبنيتهم فريدة، وتشير الصور القديمة للعمارة اليمنية أن أبنيتهم كانت الأساس لناطحات السحاب الموجودة اليوم، فبنوا الأبراج العالية والقصور الصحراوية بتقنيات فريدة.
استخدم اليمنيون أيضًا مواد مختلفة بناء على المنطقة التي يتواجدون ففيها، ففي غرب تهامة استخدموا الخشب والقش في الشمال، واستخدموا الحجر الجيري في المدن، وفي تهامة الجنوبية استخدموا الخشب والقش والطوب المحروق، أما في جبل تهامة فكان الأساس للأحجار الطبيعية، وفي المرتفعات اليمنية استخدموا الأحجار الطبيعية والطوب المحترق، وتراب مدس المصنوع من الطين والرمل والحصى، في حين استخدم اليمنيون التراب وطوب اللبن المجفف بالهواء في المناطق الصحراوية الشمالية الشرقية، وفي فترة الستينيات دخل الإسمنت الصناعي والحديد، واستخدموا أيضًا الحجر الطبيعي المعالج آليًا، وكانت النوافذ تصنع من الزجاج والخشب، وامتازت العمارة اليمنية بوجود المناور التي تكون على شكل هلال (قمرية) المصنوعة من الزجاج الملون الشبيه ب الفسيفساء .
معالم العمارة اليمنية في المدن
اختلفت العمارة اليمنية باختلاف مدن اليمن، فكان لكل مدينة طابعها المعماري الخاص بها:
- صنعاء: تمتاز المنازل في صنعاء بأنها كبيرة وتتكون من أربعة أو ستة طوابق، ويحتوي الطابق السفلي على الدهليز، ويحيط ببهو المدخل الإسطبلات وغرف التخزين، وبنى سكان صنعاء منازلهم من الحجر الطبيعي المحفور، والطوابق العلوية كانت من الطوب المحروق (الطين).
- محافظة إب: تتكون المنازل فيها من أربعة طوابق، ومبنية من الحجر الطبيعي المنحوت مثل مدينة صنعاء، ولكن في الطابق الأول توجد تصميمات للواجهات، تتكون من ست نوافذ علوية مستطيلة وحتى 20 نافذة تكون على شكل نصف دائري، مع وجود أفاريز بشكل شبكي أسفل حافة السطح.
- صعدة: منازل صعدة تكون من ثلاثة إلى أربعة طوابق، مبنية من عجينة الطين والطين والقش، وفي الجزء العلوي من المبنى توجد نوافذ صغيرة للتهوية، وامتازت أبنيتهم بالخرز والزخارف.
- زبيد: يبني سكان زبيد منازلهم من الطوب واللبن المحترق والمغطى بالجبس، والبيوت هنا تكون منخفضة وتتكون في معظم الأحيان من طابق واحد، وتحتوي الواجهة على باب مدخل ونافذتين مزينتين من الداخل والخارج بأفاريز وأسطح زخرفية، وغالبًا ما تكون واجهات المنازل بيضاء اللون.
- منطقة شمال تهامة: المنازل هناك هي عبارة عن أكواخ من القش، مستديرة ومستطيلة الشكل، مع بابان، ودون وجود نوافذ، وتتكون الهياكل الداعمة من أعمدة خشبية، ويتم استخدام يستخدم العشب الصلب كغلاف خارجي للكوخ، في حين أن الجدران الداخلية مغطاة بالطين والسماد ومطلية بأشكال فنية.
- شبام في وسط حضرموت: بنيت الأبنية هناك من الطوب المجفف بالهواء، وكانت الأبنية عالية، وفيها أبراج يصل طولها إلى 20 مترًا، ويتراوح عمر بعضها بين 100 و 300 عام، وكانت أغلب الأسطح والواجهات العلوية مطلية باللون الأبيض وبالجص الجيري لحماية الأبنية من المطر.