أنواع وسائل الإعلام
وسائل الإعلام وتطورها
تطوّر العالم واختلفَ اختلافاً كبيراً مُقارنةً بما كان عليه سابقاً، وكان هذا التطوّر نتيجةً لعدّة ثوراتٍ، منها ثورة تطوّر وسائل الإعلام والاتّصال. حيثُ تطوّرت وسائل الإعلام عبر فتراتٍ زمنيّة مُتلاحقة وبزمنٍ ليس بالقصير، وكانت بداية انطلاقتها في بدايات مُنتصف القرن العشرين، ممّا أثرّ بشكل كبير في تأسيس وإنشاء قنواتٍ فضائيّة بمُختلف الأغراض والأهداف والأدوات، بحيث شملت مُختلف وسائل الاتّصال المقروء والمسموع والمرئيّ.
وعبر نظرةٍ تاريخيّة فاحصة، فإنّ المُجتمعات الإنسانيّة لم تستغنِ عن الإعلام ومارسته منذ الأزل، منذُ وجود الإنسان على هذه الأرض ومن أيام الكهوفِ والقبائل البدائيّة، حيثُ اهتدى لذلك بفطرته لكونه كائناً اجتماعيّاً يُحبّ تبادل الأخبار ضمنَ أُطر معرفته وظروفه، كما أنّه ازدادت حاجته للإعلام بتقدّم العصور، فكان ذا أثرٍ بالغٍ في أماكن العبادة والتجمّعات.
مفهوم الإعلام
الإعلام لغةً هو التبليغ، (وأبلغتُ النّاس أي أوصلت لهم المطلوب).
ويُعرّف الإعلام أنّه العمليّة التي يتمّ فيها نشر الأخبار والحقائق والآراء والأفكار بين الناس بمُختلف الوسائل المُتاحة، لأجل الإقناع ونشر التوعية، والحصول على التأييد. كما يُعرّف الألماني أوتوجروت -المُختص في الإعلام- الإعلام بأنّه: (التعبير الموضوعيّ لعقليّة الجماهير، ولروحها، وميولها، واتّجاهاتها في نفس الوقت).
أنواع وسائل الإعلام
يُمكن تصنيف وسائل الإعلام ضمن ثلاثة أنواعٍ رئيسيّة، هي:
وسائل الإعلام المطبوعة
يُستخدَم الورق والحبر والطابعة لعرضها، ومن أهمّ هذه الوسائل:
الصحف والجرائد
تُعدُّ الصحف والجرائد المنشورة في كل دولة مثالاً واضحاً على دور الإعلام وأهميّته في بثِّ الأخبار بأنواعها، سواءً العالميّة أو الإقليميّة أو المحليّة. والجريدة أو الصحيفة يُخطُّ بداخلها مادّةً معروضةً بطريقة إعلاميّة فنيّة تحوي الخبر، وتعرض تحليلاته، وتحوي المقالات وآراء الأدباء والكتّاب، بالإضافة إلى زوايا كثيرةٍ أخرى كالإعلانات.
من مُميّزات الجريدة أنّها تُصدَر دوريّاً؛ إمّا يوميّاً أو أسبوعيّاً، كما أنّ تاريخ الصحافة قديمٌ؛ فقد ابتدأت بنشرِ أوّل صحيفة في العالم سنة 1605م في فرنسا. ومن الجدير بالذّكر أنّ الجرائد والصُّحف تُعدُّ من أبرز وسائل الإعلام وأقواها، ومن أكثرها تأثيراً على تشكيل الرأي العام في المُجتمعات عبرَ ما تبثّه من آراءٍ ومقالاتٍ وتحقيقات وصور.
المجلات
تختلفُ المجلات عن الجرائد والصّحف في شكلها ومحتواها والنّقاشات التي تعرضها، حيثُ إنّ هيئتها تتشكّل من غلافٍ، كالكتاب، وفيها صفحة مُخصّصة للمواضيع والمُحتويات، وبعد ذلك تبدأ بعرض المواضيع والمحتويات كالأخبار، ومن ثم تُناقشها، وفيها صفحاتٌ مُتخصّصة لكثير من المواضيع، كالموضة والفن والطعام والأزياء.
كما أنّها تصدر بشكلٍ دوريّ؛ إما شهريّ أو كما يُقرّر مُنشؤوها. وفي عام 1731م تم إصدارُ أولّ مجلة في العالم في لندن ، وكان اسمها مجلة السيّد (بالإنجليزيّة: Gentleman’s magazine).
وسائل الإعلام غير المطبوعة
تصنّف إلى وسائل مسموعة ومرئيّة وإلكترونية، حسب الأداة الإعلاميّة التي تعرضها، ومنها:
التلفاز
يُعدّ التلفاز من أهمّ أحدث أدوات ووسائل الإعلام المُؤثّرة، ومن الوسائل التي يصعُب تركها والاستغناء عنها؛ لكونه يتمتّع بجماهيريّة كبيرة لدى الناس، ولقوّته في الرأي العام في المُجتمع.
تطوّر التّلفاز تطوّراً كبيراً منذُ أول تجربةٍ في اختراعه عام 1848م، إلى أولّ بثّ إعلانيّ له عام 1941م عبر محطّات مُختصّة في الولايات المُتّحدة، ليشيع بعدها على نطاقٍ أوسع وينتشر في دول أوروبا الغربيّة.
يتفرّد التلفاز عن غيره من الوسائل الإعلاميّة بأمور، منها:
- يدمج التّلفاز بين الصوت والصّورة جامعاً بذلك خصائص الإعلان المسموع والمرئيّ، ممّا يُسهم في شدّ انتباه المُشاهد ودعم الفكرة وترسيخها في عقله.
- تعدّد القنوات والبرامج والفقرات، وتعدّد الإعلانات والفترة المُخصّصة لها، ممّا يُساعد في وصول المُعلن لأي فئة من الجماهير في أي وقت.
- برامج التلفاز بمُجملها محليّة، ممّا يُسهم في زيادة التّأثير على الرأي العام.
- يملك التلفاز ميزة قابليّة التصديق من قبل المشاهدين، وذلك نتيجة ازدياد ساعات البث والمشاهدة والدوام عليها.
- يُعتبر التلفاز أهمّ وأفضل وسائل الإعلام في الإعلان عن البضائع والسلع الخدمات التي تحتوي على التفاصيل البصريّة.
المذياع أو الراديو
يُعدّ المذياع من وسائل الإعلام المسموعة لعدم رؤية الجمهور لمن يذيع الخبر، وعلى الرغم من عدم تحقُّق الرؤية إلّا أنّ السّمع يُحقّق التواصل بين المُذيع والمتُلقّي. ويُذكر أنّ المُختَرع هنري هيرتز كان أول من اخترعَ اختراعاً للتردّدات المغناطيسيّة عام 1889م، وأول راديو تم اختراعه كان عام 1895م. ويُتيح المذياع خياراتٍ عديدةً للمُستمع، ما بين مَحطّات الأخبار والنقاشات إلى محطّات الرياضة والقرآن والتسلية.
يتميّز المذياع بعدة أمور، منها:
- بإمكان الجميع اقتناؤه نظراً لقلّة كلفته.
- لا يحتاج الكثير من المهارة لتشغيله واستعماله.
- إمكانية انتشاره ليُغطّي مساحات واسعة سواءً إقليميّة أو قوميّة.
- إمكانيّة استمرار بثّه على مدار الساعة بعد اختراع الأجهزة التي تدعم هذه الميزة، ممّا يُمكّن الجمهور من تحديد الوقت الذي يُلائمهم لتلقيّ المحتوى.
- حجمها صغير ووزنها خفيف، ممّا يُسهّل من عمليّة حملها واستعمالها.
- إمكانيّة استقبال البثّ في أيّ مكان وعند القيام بأي فعل، كالرياضة مثلاً أو في السيارة، ممّا يجعله وسيلةً مفيدةً تُمكّن الجمهور من التعلّم عن بعد إنْ أرادوا ذلك.
الإنترنت
تُعدّ شبكة الإنترنت من أحدث وسائل الإعلام في العالم، وتجمعُ بين الصّفات المكتوبة والمسموعة والمرئيّة والإلكترونيّة، حيثُ يُمكن للشّخص أن يتصفّح المواقع المُختلفة بكل سهولة، ومن الجدير بالذّكر أنّ شبكة الإنترنت خرجت للعالم لأول مرة عام 1969م. وأحدثت شبكة الإنترنت ثورةً كبيرةً في عالم الإعلام والاتّصال نتيجةً لانتشاره الكبير في كلّ العالم، وساعدت في ربط العالم كلّه تحت فضاءٍ واحد، ممّا أتاح المجال لتبادل الثقافات والأفكار، وساهم هذا كلّه في جعلِها أفضل وسائل الإعلام في ربط الأفراد والجماعات وتحقيق تواصلهم.
ممّا يُميّز الإنترنت أنّه مُستقلٌ تماماً عن الدول وسياساتها، ممّا لا يُتيح لأحدٍ أنْ يتحكّم به وبمُحتوياته وما يُعرَض عليه من آراء وأفكار، كما يُقّدم كثيراً من الخدمات، ويحتوي على كمٍّ هائل من المعلومات.