أنواع العبادة
العبادات الاعتقادية
يقصد بالعبادات الاعتقادية: هي كلُّ ما يحبُّ الله ويرضاه، وهي إقرار قلبي واعتقاد جازم، بأنَّ الله -تعالى- المتفرِّد بالربوبية والألوهية والإحياء والإماتة، والنفع والضرّ، والتصديق الجازم بباقي أركان الإيمان، والإيمان بكلِّ ما أخبر به عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، من البعث والنشور والصراط.
العبادات القلبية
وهي عبادات يقوم بها القلب وحده، لذا هي عبادات تتناسب مع القلب، كالإنابة لله -تعالى-، والخوف، والرجاء، والتوكل، والخشوع، ومن أهمها النيَّة، وهي: قصد الله -تعالى- وحده في العبادة.
والنية في العبادات القلبية تُعدُّ شرطاً لقبول الأعمال؛ حيث تكون هنا بمعنى الإخلاص لله -تعالى-، وتظهر أهمية النية في تحديد العمل، هل هو ركعتي فرض الصبح مثلاً، أم ركعتي سنة الوضوء.
يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)، فالأعمال تصلُح إذا صلحت النية، وإذا صَلُح العمل وقبل من الله، صَلُح القلب، وكم من عمل صغير في الدنيا هو عند الله -تعالى- عظيم؛ لصدق نيَّة صاحبه.
العبادات القولية
وهي العبادات التي تؤدى بالتلفُّظ باللسان، وهي كثيرة ومتنوعة ومن أمثلتها:
- نطق الشهادتين
وهي واجبٌ، قال -صلى الله عليه وسلم-: (يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ).
- قراءة القرآن
لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ).
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فهو دعوة الناس للخيرات، و ترك المنكرات ، ودليله قوله -تعالى-: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
- ذكر الله تعالى
لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَفلا أُعَلِّمُكُمْ شيئًا تُدْرِكُونَ به مَن سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ به مَن بَعْدَكُمْ؟ وَلَا يَكونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنكُم إلَّا مَن صَنَعَ مِثْلَ ما صَنَعْتُمْ قالوا: بَلَى، يا رَسولُ اللهِ قالَ: تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ، دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً).
- الدعاء
وهو من أفضل الأعمال، وأكرم العبادات على الله -تعالى-؛ لقوله -تعالى-: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾.
العبادات البدنية
وهي العبادات التي يؤديها المسلم بجسده، كالصلاة، والصوم، والجهاد، والحجّ، وطلب العلم، وفيما يأتي بيلن بعض منها.
- الصلاة
وتعدُّ من أهم العبادات البدنية التي يُؤديها المسلم امتثالاً لأمر الله -تعالى-، وقد ذكرت كثيراً في كتاب الله -تعالى- منه قوله -تعالى-: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾.
- الصوم
ويكون بالامتناع عن الطعام والشراب طاعة لله -تعالى-؛ من أذان الفجر الثاني إلى أذان المغرب، قال -تعالى-: ﴿ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ﴾.
- الجهاد في سبيل الله
لنشرة دينه ورفع العدوان والظلم؛ لقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيم* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون).
- حجُّ البيت
وهو ركن من أركان الإسلام وهو عبادة بدنية؛ يلزم منها الطواف، والسعي بين الصفا والمروة، وأيضا الوقوف في عرفة.
- طلب العلم
والرحلة فيه، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الملائكةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَها لطالِبِ العلْمِ؛ رضًا بما يطلُبُ).
العبادات المالية
وهي العبادة التي يتمُّ التقرُّب بها إلى الله -تعالى- ببعض ما نملك من المال، ومن أمثلة العبادات المالية ما يأتي:
- الزكاة
وهي من أركان الإسلام، وهي تعرف بأنّها: عبادة مالية واجبة؛ تؤدى بإخراج جزء من المال إذا بلغ النصاب، وإعطائها لمصارف الزكاة؛ طاعة لله -تعالى-.
- صدقة المال
بإعطائها للفقراء والمحتاجين؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من أنفقَ نفقةً في سبيلِ اللهِ كُتبتْ لهُ سبعمائةِ ضِعفٍ).
- النفقة
على الأهل والعيال، كذلك من العبادات المالية؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلُ دِينارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ، دِينارٌ يُنْفِقُهُ علَى عِيالِهِ).
- الحج
وهو من أركان الإسلام، ويعدُّ من العبادة المالية أيضاً؛ لما يلزم المسلم من التجهيز لنفقة الرحلة، والأهل وثمن الهدي طاعة لله -تعالى-.