أنواع الحساسية
أنواع الحساسية
في الحقيقة توجد عدة أنواع للحساسية، وتختلف هذه الأنواع فيما بينها بأمور عديدة، منها أنّ بعضها قد يقتصر ظهوره على فصول معينة أو أوقات محددة من العام، وبعضها الآخر قد يُرافق المصاب طوال العام، وفيما يأتي بيان أنواع الحساسية بشيء من التفصيل.
حساسية الدواء
تُعرّف حساسية الدواء (بالإنجليزية: Drug Allergy) بأنّها الاستجابة غير الطبيعية للجهاز المناعي عند أخذ الدواء، وحقيقةً يمكن أن تظهر هذه الحساسية تجاه أي دواء، سواء كان يُباع بوصفة أو دون وصفة، أو حتى عند استخدام الأعشاب والمكملات الغذائية، ولكن توجد بعض الأدوية التي تُعدّ أكثر تسبباً بالحساسية مقارنة بغيرها، ويجدر التنويه إلى أنّ حساسية الدواء تختلف اختلافاً جذرياً عمّا يُعرف بالآثار الجانبية للدواء، وكذلك تختلف عمّا يُعرف بأعراض الجرعة الزائدة أو التسمم بالدواء، وعادة ما تتمثل أعراض حساسية الدواء بظهور الطفح الجلدي والإصابة بالحمى، وعلى الرغم من أنّ حساسية الدواء تظهر في الغالب عند أخذ الدواء لأول مرة، إلا أنّها قد تحتاج أن يأخذ الشخص المعني الدواء أكثر من مرة قبل حدوثها، ومن الجدير بالذكر أنّ الأشخاص جميعهم على اختلاف الفروقات بينهم عُرضة للمعاناة من حساسية الدواء، إلا أنّ هناك بعض العوامل التي تزيد هذه الفرصة، مثل: وجود تاريخ للإصابة بالحساسية مثل: حمى القش ، أو حساسية تجاه أحد أنواع الأطعمة، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بحساسية الدواء، أو زيادة التعرض للدواء إمّا بسبب تناول جرعات عالية منه، وإمّا بسبب أخذه لفترة طويلة أو تناوله بشكل متكرر، أو المعاناة من بعض الأمراض أو المشاكل الصحية مثل: فيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: human immunodeficiency viruses).
وأمّا بالنسبة لأكثر الأدوية التي شاع تسببها بالحساسية فيمكن إجمالها فيما يأتي:
- بعض أنواع المضادات الحيوية مثل: البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin).
- بعض مسكنات الألم، مثل: الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
- العلاج الكيماوي المُستخدم في علاج السرطان .
- بعض الأدوية المُستخدمة في علاج أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune diseases)، ومن الأمثلة على هذه الأمراض: التهاب المفاصل الروماتيدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis).
حساسية الطعام
تتمثل حساسية الطعام (بالإنجليزية: Food Allergy) باستجابة الجهاز المناعي لبعض أنواع البروتينات الموجودة في الأطعمة بطريقة غير صحيحة، بمعنى أنّ الجهاز المناعيّ يتعامل مع هذه البروتينات على أنّها أجسام ممرضة كما يتعامل مع الفيروسات والبكتيريا، فسرعان ما يُنتج أجساماً مضادة تُهاجم هذا النوع من البروتينات، وكلما تناول الشخص الطعام المُسبب للحساسية فإنّ الأجسام المضادة تؤدي المهمة ذاتها، وتُحفز الجسم لإطلاق مركب الهيستامين وبعض المركبات الكيميائية الأخرى، والتي تُسفر في نهاية المطاف عن ظهور أعراض حساسية الطعام، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأعراض التي تظهر في حال المعاناة من حساسية الطعام تختلف من شخص إلى آخر، وقد تشمل: الشعور بوخز في الفم، والشعور بحرقة في الفم والشفتين، والطفح الجلدي، والغثيان، والإسهال، وسيلان الأنف، والشعور بحكة في الجلد ، وممّا يجدر التنويه إليه أنّه في بعض الحالات قد يُسبب الطعام ما يُعرف بصدمة الحساسية سالفة الذكر، وقد تظهر الأعراض في مثل هذه الحالات مباشرة أو تحتاج لبضع ساعات لتظهر، ومنها: هبوط ضغط الدم بشكل مفاجئ، والغثيان، ومواجهة مشاكل في التنفس، وتسارع ضربات القلب ، وربما فقدان الوعي، والتقيؤ، وأمّا بالنسبة لأكثر الأطعمة تسبباً بالحساسية فهي: البيض، والسمك، والحليب، والبندق واللوز والجوز، والفول السوداني، والمحار، والروبيان، وسرطان البحر، والقمح.
على الرغم من احتمالية إصابة أي شخص بحساسية الطعام، إلا أنّه توجد بعض العوامل التي تجعل الشخص أكثر عُرضة لها، ومن هذه العوامل ما يأتي:
- التاريخ العائلي: يعتقد العلماء أنّ بعض أنواع الحساسية تجاه الطعام قد تكون موروثة بسبب حمل جينات مُعينة، ولعل هذا ما يُفسر أنّ الشخص الذي يُولد لأب أو أم مصاب بحساسية الفول السوداني يكون سبع مرات أكثر عُرضة للمعاناة من هذا النوع من الحساسية.
- الإصابة بحساسية أخرى: وُجد أنّ الأشخاص المصابين بأنواع أخرى من الحساسية مثل: الربو والتهاب الجلد التأتبي (بالإنجليزية: Atopic Dermatitis) هم أكثر عُرضة للمعاناة من حساسية الطعام مقارنة بأقرانهم.
- مرحلة الطفولة: يُعتقد أنّ الأشخاص الذين لم يتم إدخال الطعام إلى نظامهم الغذائي قبل بلوغ الشهر السابع من العمر أكثر عُرضة للإصابة بحساسية الطعام، هذا وقد وُجد كذلك أنّ الأطفال الذين وُلدوا ولادة قيصرية وتلقوا أحد أنواع المضادات الحيوية في السنة الأولى من عمرهم أكثر عُرضة للمعاناة من حساسية الطعام أيضاً.
حساسية الحشرات
على الرغم من وجود بعض الحشرات في البيوت والبنايات طيلة فصول العام، إلا أنّ فصل الصيف من المعروف أنّه أكثر الفصول الذي تنتشر فيه الحشرات، ولذلك ترتفع احتمالية حدوث حساسية الحشرات في هذا الفصل، والجدير بالذكر أنّه لا يتطلب الأمر لدغ أو لسعة الحشرة للإنسان لتُسبب له الحساسية، فقد يكون وجودها كفيلاً بتحفيز التفاعل التحسسي لدى مرضى الربو أو المصابين بأنواع أخرى من الحساسية، ويمكن بيان أنواع الحشرات المُسببة للحساسية فيما يأتي:
- الحشرات اللاسعة: مثل: النحل، والدبابير بما فيها دبابير السترات الصفراء، والنمل الناري، فعند تعرض الإنسان للسعات هذه الحشرات فإنّها سرعان ما تحقن مادة سامة، وقد يحتاج الإنسان الذي تعرض لهذا السم بضع ساعات أو عدة أيام في أغلب الأحيان للتخلص من آثار هذه اللسعات، ولكن قد يصل الأمر في حالات نادرة إلى مراحل أكثر خطورة.
- الحشرات اللادغة: مثل: البعوضيات، والفسافس، وبق الفراش، والبرغوثيات، وذوات الجناحين، ومن أعراض لدغة هذه الحشرات: الشعور بالألم، والحكة ، والاحمرار، وحدوث انتفاخ بسيط في موضع اللدغة.
- الآفات المنزلية: مثل: الصراصير وعث غبار المنزل، ومن أكثر الآفات تسبباً بالحساسية خلال السنة، ومن أكثرها تحفيزاً لأعراض الربو عند المصابين به، ويجدر العلم أنّ عث غبار المنزل لا يُرى بالعين المجردة كالصراصير.
حساسية اللاتكس
توجد مادة اللاتكس (بالإنجليزية: Latex) في بعض المنتجات مثل: القفازات وبعض المعدات الطبية، ولذلك فإنّ حساسية اللاتكس قد تكون شائعة بعض الشيء بين الأشخاص العاملين في المجال الطبي، وعلى الرغم من احتمالية معاناة أي شخص من حساسية اللاتكس، إلا أنّ بعض الفئات قد تكون أكثر عُرضة لها، مثل: الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب في خلايا نخاع العظم، أو المصابين بالإكزيما أو الربو أو حساسية من نوع آخر، أو الذين يستعملون القسطر البولي المصنوع من اللاتكس، الذين يعانون من مشاكل في المثانة البولية أو المسالك البولية عامة، وأمّا بالنسبة لأنواع حساسية اللاتكس فيمكن إجمالها أدناه:
- التهاب الجلد التماسي البسيط: وتتمثل أعراضه بجفاف الجلد، والشعور بحكة وحرقة فيه، بالإضافة إلى تقشره، ولا يُعدّ هذا النوع من الالتهابات تفاعلاً تحسسياً، وإنّما يحدث ببساطة بسبب تكرار استخدام المنتجات المحتوية على اللاتكس كالقفازات مثلاً.
- التهاب الجلد التماسي التحسسي: يُعدّ هذا الالتهاب أكثر خطورة من النوع السابق وتستمر أعراضه لفترة زمنية أطول، وممّا يجدر التنويه إليه أنّ أعراض هذا النوع من الحساسية قد لا تظهر حتى مرور أربعة أيام على التعرض للمواد التي تُصنع منها مادة اللاتكس.
- الالتهاب الشديد: وهو أشد أنواع التفاعلات التحسسية المرتبطة باللاتكس، ويتطلب هذا النوع مراجعة الطوارئ بشكل فوري، ومن أعراضه: الطفح الجلدي ، والحكة الشديدة، ومغص البطن، واحمرار العين، وحساسية الأنف، ومن الممكن أن يُسبب انخفاض ضغط الدم، وصعوبة التنفس، وتسارع ضربات القلب، وألم الصدر.
حساسية العفن
يُعتبر العفن أحد أنواع الفطريات، ويتكاثر العفن بالأبواغ التي تنتقل عن طريق الهواء، وإنّ استنشاق البعض للهواء المُحمل بالأبواغ قد يُسبب تفاعلاً تحسسياً، وعادة ما يظهر هذا النوع من الحساسية في نهاية تموز حتى بداية الخريف، ومن الممكن أن ينمو العفن داخل البيوت حيث تتوافر الرطوبة، ولذلك أكثر ما يُلاحظ في بيوت الخلاء والمطابخ، وعادة ما تتمثل أعراض حساسية العفن بالعطاس ، واحتقان الأنف، وسيلانه، والشعور بحكة فيه.
حساسية الحيوانات الأليفة
يُعدّ الزغب الخاص بالحيوانات الجزء الناقل للمواد المُسببة للحساسية في الغالب، وعادة ما تكون هذه المواد قابلة للحمل عبر الهواء، بالإضافة إلى احتمالية التصاقها بالمفروشات والأثاث، الأمر الذي يجعل انتقالها إلى الإنسان سهلاً، وإنّ أكثر الحيوانات تسبباً بالحساسية القطط والكلاب الأليفة، وعادة ما تظهر أعراض الحساسية على شكل احمرار وحكة في العينين، بالإضافة إلى العطاس، ويمكن تفصيل حساسية القطط والكلاب فيما يأتي:
- حساسية القطط الأليفة: عادة ما تكون المادة المُسببة للحساسية في لعاب القطط أو في الغدد الخاصة بالجلد، ويمكن أن تنتقل من اللعاب إلى الفرو أو الزغب في حال لعقت القطة نفسها، ومن الممكن كذلك أن تخرج المادة المُسببة للحساسية في بول القط الذكر.
- حساسية الكلاب الأليفة: توجد المادة المُسببة للحساسية الخاصة بالكلاب في اللعاب، والبول، والدم.
حساسية حبوب اللقاح
يوجد العديد من أنواع حبوب اللقاح، ولعلّ هذا ما يُفسر حساسية البعض عندما تُزهر الأشجار، بينما تظهر الحساسية عند البعض الآخر عندما تبدأ الأعشاب بالنمو، ومن الأمثلة على الأشجار التي تُسبب الحساسية: القَضْبَان أو التَّامُول، والأرز، والسنديان، ومن الأمثلة على الأعشاب المُسببة للحساسية: عشبة الرجيد، والدغل العشبي، والحَشيشة المُتدحْرِجَة.
حساسية العيون
تُعرف حساسية العيون أيضاً بالتهاب الملتحمة، وعادة ما تتمثل أعراضها باحمرار العينين، وتدميعهما، والشعور بحكة وحرقة فيهما، وفي بعض الحالات يمكن أن يحدث انتفاخ فيهما، ويجدر التنبيه إلى تشابه الأعراض التي تُرافق حالات حساسية العينين مع أعراض عدوى العنينين وبعض أمراض أومشاكل العين الأخرى، ولذلك تجدر مراجعة الطبيب المختص لتشخيص الحالة على الوجه الصحيح، وبشكل عام يمكن القول إنّ أعراض حساسية العينين تظهر نتيجة إفراز الجهاز المناعي لأجسام مضادة، وإنّ هذه الأجسام المضادة تُحفّز العينين لإنتاج الهيستامين وبعض المركبات الكيميائية الأخرى في الجسم، وحقيقةً قسم الباحثون حساسية العين إلى نوعين، الأول يُعرف بالحساسية الفصلية أو الموسمية، ومثل هذه الحساسية تحدث في العادة في بداية الربيع، أو خلال الصيف، أو في فصل الخريف، وأمّا النوع الثاني من الحساسية فيحدث على مدار السنة، ومثل هذه الحساسية تظهر عند التعرض لمُسبباتها كالغبار مثلاً، وعلى أية حال فإنّ المصاب في الغالب يستطيع تحديد المُسبب، وذلك بمراقبة تهيج الأعراض وهدوئها، ومن هنا يجدر تقديم النصيحة حول ضرورة تجنب المُحفّزات، والبقاء في المنزل في أوقات زيادة وجود المُهيّجات خارج المنزل، فضلاً عن ضرورة ارتداء النظارات الشمية أو الواقية عند الخروج منه، ويُنصح بتجنب فرك أو حكّ العينين، والاستعاضة عن ذلك باستخدام كمادات الماء الباردة بعض الشيء.
حساسية الجلد
يُقصد بحساسية الجلد تهيّج الجلد نتيجة تحفيز الجهاز المناعي عند تعرضه لمُحفّز معين، ويمكن تصنيف أنواع حساسية الجلد كما يأتي:
- التهاب الجلد التأتبي:' (بالإنجليزية: Atopic Dermatitis) أو الإكزيما (بالإنجليزية: Eczema)، تُعدّ هذه المشكلة من أكثر مشاكل الجلد شيوعاً، ولا سيما بين الأطفال، وتحدث نتيجة فقدان الحاجز الخارجي من الجلد بصورة تجعل الجلد جافاً، وهذا ما يزيد فرصة تهيّجه والتهابه، وحقيقةً يُعزى التهاب الجلد التأتبيّ في أغلب الحالات إلى وجود عامل وراثيّ تسبب بانتقال بعض الجينات من الآباء إلى الأبناء، والجدير بالعلم أنّ التهاب الجلد التأتبيّ يظهر في العادة لدى المصابين بأنواع أخرى من الحساسية، كأولئك الذين يُعانون من الربو أو حساسية الأنف المعروفة بالتهاب الأنف التحسسي (بالإنجليزية: Allergic Rhinitis) أو حساسية الطعام، وتجدر الإشارة إلى أنّ ظهور أعراض الحساسية تجاه أي من هذه العوامل يزيد حساسية الجلد سوءاً.
- التهاب الجلد التماسي: (بالإنجليزية: Allergic contact dermatitis)، كما يُوضح الاسم فإنّ هذا النوع من الحساسية يظهر عند ملامسة المواد التي تُحفّزه، مثل: النيكل، فعندئذ يُعدّ التعرض للنيكل مهما كان بسيطاً سبباً كفيلاً لظهور الاحمرار والانتفاخ في الجلد، والشعور بالحكة فيه.
- الوذمة الوعائية: (بالإنجليزية: Angioedema)، يمكن أن تحدث حالة الوذمة الوعائية مع الشرى،، والوذمة الوعائية تتمثل بانتفخ الجلد أيضاً، ولكن عادة ما يكون هذا الانتفاخ في الطبقات العميقة من الجلد، ومن أكثر الأجزاء التي يمكن أن تظهر فيها هذه المشكلة: الأعضاء التناسلية، والفم ، وجفون العينين، وتُقسم الوذمة الوعائية أيضاً إلى نوعين، حاد ومزمن، والحاد غالباً ما يكون نتيجة تناول طعام معين أو أخذ دواء ما، وأمّا المزمن فهو اذلي يستمر لفترة طويلة من الزمن ويصعب تحديد السبب الكامن وراءه.
- الشرى: (بالإنجليزية: Hives)، يتمثل هذا النوع من الحساسية بانتفاخ الجلد نتيجة تمدد الأوعية الدموية، وإنّ هذا التمدد ما هو إلا نتيجة لتحفيز الجهاز المناعي لإفراز الهيستامين، وتُعتبر الشرى غير مُعدية على اختلاف أنواعها، وحقيقةً يمكن تقسيم الشرى إلى نوعين، النوع الأول وهو الحادّ (بالإنجليزية: Acute)؛ وهو النوع الذي يُعبر عن الحساسية الجلدية التي تحدث فور التعرض لمادة أو تناول دواء معين، وقد يكون نتيجة التعرض للحراة أو حتى ممارسة التمارين الرياضية، وأمّا النوع الثاني فهو المزمن (بالإنجليزية: Chronic)؛ ويتمثل باستمرار أعراض الحساسية لمدّة تتجاوز الستة أسابيع، وقد لا يكون سبب ذلك معروفًا.
التهاب الجيوب التحسسي
يُطلق مصطلح الجيوب على التجاويف الفارغة في الجمجمة التي تقع خلف العينين، وفي الجبهة، وفي الخدّين، وإنّ هذه التجايف ترتبط بالأنف بأنابيب صغيرة كرؤوس الدبابيس، وإنّ دور الجيوب الأنفية يعتمد على موقعها في الجسم، فمثلاً تكمن أهمية الجيوب الأنفية في تدفئة وترطيب وتنقية الهواء الداخل إلى الأنف، ومن الممكن أن تتعرض الجيوب للانسداد أو الاحتقان، ومن المُسببات لذلك نزلات البرد ولحميات الأنف، والحساسية كذلك، وفي حال كانت الحساسية هي السبب الكامن وراء المعاناة من هذه المشكلة فإنّ الحالة تُعرف بالتهاب الأنف التحسسي (بالإنجليزية: Allergic Sinusitis)، وإنّ التهاب الأنف التحسسي قد يكون حاداً أو مزمناً، والفرق بينهما هو مدة الاستمرارية، فمثلاً تظهر أعراض التهاب الجيوب التحسسي الحاد لمدة لا تزيد عن ثلاثة أسابيع، في حين أنّ التهاب الجيوب التحسسي المزمن تظهر أعراض المعاناة منه لمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع، ويمكن تفسير الرابط بين الحساسية والتهاب الجيوب بقولنا إنّ الحساسية تُسبب التهاباً مزمناً في الجيوب الأنفية، ولأنّ الجيوب الأنفية في الوضع الطبيعي تكون قادرة على مواجهة العدوى بما فيها البكتيرية، فإنّ إصابتها بالالتهاب تحول دون قدرتها على محاربة هذه العدوى، وهذا ما يؤدي في نهاية المطاف إلى المعاناة من التهاب الجيوب الأنفية البكتيري، فتظهر الأعراض.
ومن الأعراض والعلامات التي تدل على التهاب الجيوب التحسسي ما يأتي:
- خروج مخاط من الأنف أو من الجزء الخلفي من الحلق، وعادة ما يكون هذا المخاط ذي لون أخضر أو أصفر، بالإضافة إلى قوامه السميك.
- فقدان أو ضعف حاسة الشم أو التذوق.
- الشعور برائحة كريهة أو طعم غير مستساغ في الفم.
- الشعور بألم في الحلق، وقد يكون هذا الألم مصحوباً بالسعال.
- الشعور بضغط يزداد سوءاً عن انحناء الرأس.
- الشعور بألم في الرأس أو ألم في الأسنان.
معلومات عن الحساسية
تُعرّف الحساسية بأنّها ردّ فعل الجهاز المناعي عند التعرض لبعض المواد، وهي حالة صحية مزمنة تُرافق المصاب في الغالب طوال حياته، ولفهم الحساسية لا بُدّ من بيان أنّ الجهاز المناعي يلعب الدور الرئيس في حماية جسم الإنسان من أنواع العدوى المختلفة ومن الكائنات المُمرضة، وإذا أخطأ الجهاز المناعي فتعامل مع بعض المواد غير الضارة في الأصل على أنّها أجسام ممرضة فإنّه سرعان ما يُهاجمها، وذلك عن طريق إنتاج الأجسام المضادة التي تُعرف طبياً بالغلوبولين المناعي هـ (IgE)، وتكمن أهمية هذه الأجسام المضادة في تحفيز الخلايا لإفراز بعض المركبات الكيميائية بما فيها الهستامين (بالإنجليزية: Histamine)، وهذا ما يُسفر في نهاية المطاف عن حدوث التفاعل أو رد الفعل التحسسي، وفي الحقيقة تتراوح شدة الحساسية من حالات تُسبب الشعور بالانزعاج والاستياء إلى حالات قد تصل إلى مرحلة تهديد حياة المصاب.
ولمعرفة المزيد عن مرض الحساسية يمكن قراءة المقال الآتي: ( ملخص عن مرض الحساسية ).