أنواع الاستفهام الحقيقي
أنواع الاستفهام الحقيقي
يُعَرَّف الاستفهام أنّه: طلب الفهم، أو طلب معرفة شيء مجهول، أو هو طلب العلم بشيء لم يكن معلومًا من ذي قبلُ لدى السائل، ويقسم إلى قسمين: الاستفهام الحقيقي و الاستفهام المجازي ، ويقسم الاستفهام الحقيقي إلى نوعين هما الاستفهام التصديقي والتصويري، وتاليًا شرحهما.
الاستفهام التصديقي
هو عبارة عن استفهام يُراد به الإجابة فعلًا، وتكون الإجابة عنه بأحد أحرف الجواب، وهي: "نعم، لا، كلا، بلى"، وحروف الاستفهام الحقيقي التصديقي هي كالآتي:
- هل
وهي حرف استفهام مبني على السكون ولا محل له من الإعراب .
- الهمزة "أ"
وهي حرف استفهام ولا محل له من الإعراب
وهما حرفا استفهام وليس أداتيْ استفهام، ويختصان باستفهام التصديق؛ فلو وجدناهما في الجملة فتعني أن الاستفهام حقيقي تصديقي، على سبيل المثال قوله تعالى: {أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى} ، فهذه الجملة استفهامية؛ لأنها بدأت بحرف الاستفهام والسؤال وهي الهمزة.
وقد يأتي الاستفهام التصديقي لإدراك وقوع النسبة بين أمرين أو عدم وقوعها، ومثال ذلك: أسَافَرَ أحمدٌ؟ فالسائل ها هنا يجهل نسبة السفر؛ لذا يطلب نفيها أو ثبوتها، فيكون الجواب بـ "نعم أو لا"، إلا إذا في حالة أن يكون الاستفهام منفيًا، عندها تكون الإجابة بـ "بلى" إثباتًا، وبـ "نعم" نفيًا؛ مثل: ألم يسافرْ خالدٌ؟ وفي هذه الحالة يمتنع ذكر المعادل بعد همزة التصديق.
الاستفهام التصويري
وهو الاستفهام الذي يُطلب من خلاله تعيين أحد الأمرين، وفي هذه الحالة يأتي أحد هذين الأمرين بعد همزة الاستفهام مباشرة ثم يأتي بعده حرف العطف "أمْ " وتسمى بـ "أم المعادلة" لأن الذي بعدها يعادل الذي قبلها في عقل السائل.
وأدوات الاستفهام التصوري هي: "الهمزة، أين، هل، متى، من، ما، إذا، أيّان، أنّى، كيف " و "أنى" تأتي بمعنى: " كيف، كم، أي "، فعلى سبيل المثال قوله تعالى: {أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ}، وقولنا: أتقرأ أم تعمل؟ ويكون الجواب بالتعيين: " أقرأ".
ويمكن أن يكون الاستفهام التصوري على سبيل إدراك المفرد؛ على سبيل المثال: أعمرٌ مسافرٌ أم جعفرٌ؟ فالسائل موقنٌ بأن السفر واقعٌ حتماً، وأنه منسوب إلى واحد من منهما، ولكنه يرغب في تعيين أحدهما فيكون الجواب بتعيين أحدهما، ويذكر غالبًا بعد همزة التصور معادِلٌ معه ألا وهو لفظة "أم".
الفرق بين الاستفهام التصديقي والاستفهام التصوري
أما الفرق الذي بين الاستفهام التصوري والاستفهام التصديقي من حيث حرف الهمزة : هو أن الهمزة في استفهام التصور لا تأتي بمفردها وإنما يشترط أن تقترن بـ "أم" المعادلة التي تقع في وسط الجملة.
ففي استفهام التصور يجب أن تقترن الهمزة بأم المعادلة، أي أن تأتي "أم " المعادلة بعد الهمزة في وسط الجملة لتدل على أنه استفهام تصوري، أما الهمزة في استفهام التصديق فلا تأتي معها "أم المعادلة" لأن أم المعادلة تختص باستفهام التصور فقط.
ولا يكون الاستفهام تصوريّاً إلا بعد حصول التصديق بأصل النسبة فيه، وفي القرآن الكريم نجد أن التصور والتصديق لهما تواجد واضح؛ لما يمثّلاه من إثراء لغوي وعمق ذهني.
إذ إنَّ هدف المفهومَين هو تعيين دلالة الاستفهام في الخطاب القرآني ؛ فالاستفهام التصوري يحتاج إلى تعيين الجواب فقط، ولا يكون بحاجة إلى إجابة بنفي أو إثبات، أما التصديقي فإنَّه يستوجب أداة من أدوات الجواب سواء كانت مثبتة أم منفية، ولهذا فقد قسم الاستفهام في القرآن إلى قسمَيْن: تصوري وتصديقي.
حالات الإجابة على الاستفهام الحقيقي
وهنالك حالات للإجابة على الاستفهام الحقيقي، وهي كالآتي:
- الإجابة بنعم
يجاب بـ "نعم" إذا كانت الجملة مثبتة لتبقى جملة الجواب مثبتة وإذا كانت منفية تبقى منفية، فعلى سبيل المثال: أتحب المطالعة؟ الجواب: نعم أحبها.
- الإجابة بلا
يجاب بـ "لا" لنفي الجملة المثبتة، ومثال ذلك: هل قرأت الجريدة؟ الجواب: لا لم أقرأها.
- الإجابة ببلى
يجاب بـ "بلى" لإثبات الجملة المنفية، على سبيل مثال قوله تعالى: {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}
- الإجابة بكلا
يجاب بـ "كلا" لنفي الجملة المثبتة، على سبيل مثال قوله تعالى: أأنت سرقت؟ الجواب: كلّا لم أسرق.