أمثلة عن التعاون في الإسلام
أمثلة التعاون من السيرة النبوية
حثت الشريعة الإسلامية على التعاون بين المسلمين في أبواب الخير المختلفة ونهاهم عن التعاون الذي يفضي إلى معصية الله وارتكاب الآثام، قال الله تعالى في محكم كتابه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ۖوَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، ومن الأمثلة على التعاون في الإسلام ما يلي:
تخبرنا السيرة النبوية في بداية نزول الوحي عندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم لبيته عند السيدة خديجة من غار حراء بعد نزول جبريل، وقد كان خائفاً وفزعاً فبدأت زوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها تهدئ من روعه وتقول: (كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا؛ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ).
وفي كلام أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها أمثلة على سعيه صلى الله عليه وسلم للتعاون وقضاء حاجة من يحتاج العون من مختلف فئات الناس، وفيه كذلك كيف أن مد يد العون للناس تقي المكاره ، كما تخبرنا القصة عن نماذج للتعاون بين المسلمين مثل استقبال الضيف وإكرامه والقرى ما يقدم للضيف من طعام، وكذلك إعانة الفقير المعدوم وغيرها.
ومن أمثلة تعاونه صلى الله عليه وسلم ما قالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سئلت ما يصنع الرسول الكريم في بيته قالَتْ: (كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ -تَعْنِي خِدْمَةَ أهْلِهِ- فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ)، ويعني الحديث أن الرسول عليه السلام كان في بيته يساعد زوجاته في أعمال البيت وينشغل بما يحتاج البيت من أعمال.
أمثلة التعاون في الدعوة والجهاد
منذ أول عهد الإسلام تعاون المسلمون في مجال الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله فكان التآخي بين المهاجرين والأنصار، وكان التعاون في الجهاد في سبيل الله، ومن أمثلة ذلك كان حفر الخندق الذي اقترحه الصحابي الجليل سلمان الفارسي على النبي صلى الله عليه وسلم.
وما أصاب المسلمين من أثر حفره والعمل على إنجازه من تعب وإرهاق شديد، وما شهده الحفر من تعاون الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قلب رجل واحد لتحقيق أفضل درجات الإعداد لجهاد المشركين وما يحقق خدمة وحماية المسلمين في تلك المعركة التي تكالب بها الكفار على رسول الله وصحابته.
أمثلة التعاون في طلب العلم
كثيرة هي الأمثلة التي تزخر بها السيرة النبوية الشريفة ومن بعدها سيرة السلف الصالح في التعاون على طلب العلم، ومن هذه الأمثلة تعاون الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع جار له من الأنصار حيث كانا يتبادلان الأدوار ويتناوبان على مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم والتعلم منه فيقوم عمر بذلك يوماً وجاره آخر، وعندما يلتقيان يخبران بعضهما بتفاصيل يومهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.