ألعاب تقوية الذاكرة
ألعاب تقويّة الذاكرة
لا يقتصر اللعب على التسليّة والمرح في وقت الفراغ، فهُنالك ما يُعرف بألعاب تقوية الذاكرة المُفيدة والهادفة أيضاً، والتي تقوم على أنشطة تُحفّز العقل على التفكير، والتي قد تضم بعض الأنشطة الإبداعيّة التي تُنميّ الخيال والإبداع وتخلق أفكاراً جديدة ومتميّزة لديه، حيث وجدت بعض الدراسات بأنّ هُنالك أنواع من الألعاب لا يقتصر تأثيرها على لحظات اللعب وإنما يمتد ويستمر مع مرور الوقت، فيؤخّر الخرف ويُبطء تقدّمه، ويُمكن دعم هذه الدراسات بالدليل العملي على أنّ بعض الألعاب التي تحث وتُعزز مهارات التفكير التي تتلاشى لدى بعض الكبار في السن، ومنها الذاكرة القصيرة، وسُرعة اتخاذ القرار وصُنعه ، إضافةً لمهارات التخطيط وغيرها، يوحافظ الشخص الذي اعتاد عليها ويُواصل استخدامها رغم تقدّمه في السن.
أفكار لألعاب تقويّة الذاكرة
هُنالك العديد من الألعاب التي يُمكن الاستعانة بها لتقويّة الذاكرة وتحفيزها، ومنها ما يأتي:
لعبة السودوكو
تُعتبر لعبة السودوكو من ألعاب اللغز الذهنيّة القائمة على الأرقام، والتي بدورها تُحفّز الذاكرة قصيرة المدى لدى اللاعب، حيث إنّ طريقة لعبها تقوم على تتبع الأرقام في الأمام وتعقّبها واختيار الرقم المُناسب لوضعه في المُربع مع وجوب تذكر الأرقام التي سبقته والتي تليه أيضاً، وبذلك تجعل العقل يُفكر ويُخطط فتُحسّن ذاكرته على المدى القصير، وتتميّز هذه اللعبة بوجود مُستويات عدّة تتدرج من المستوى السهل للمُبتدئين ولغاية تعلّم قواعد وطريقة سير اللعب، ويليها المستوى المتوسط للمُتمرسين إلى الأكثر صعوبة المُصمم للمُحترفين، ويُمكن لعبها على الورق باستخدام أقلام الرصاص؛ للتعديل في حال الخطأ، كما أصبحت تتوفر على المواقع الإلكترونيّة المُخصصة للعب على شبكة الإنترنت، وقد تتواجد في بعض الصُحف والمجلات في صفحات التسليّة والترفيه أيضاً.
ألعاب الفيديو الإلكترونيّة
مع تقدم التكنولوجيا المُعاصرة اشتهرت الألعاب الإلكترونيّة وزاد انتشارها واستخدامها بشكلٍ واسع، ومن ناحيّة تأثيرها على العقل والتفكير فإن هُنالك العديد من النقاشات المُختلفة حول الأمر، فقد شاع تداول بعض الأفكار التي تدعيّ بأن لها تأثير سلبيّ على السلامة العقليّة لمُستخدميها، لكن الدراسات والأبحاث الكثيرة أظهرت عدم صحة هذه الادعاءات في حال اللعب بها بشكلٍ مُعتدل وضمن حدود ومعايير خاصة، وفي المُقابل أفادت بوجود عدّة فوائد إيجابيّة لها في حال استخدامها بالشكل الصحيح والمُناسب بعيداً عن اللعب المُفرط الذي قد يقود صاحبه لما يُعرف بالإدمان عليها، ومن تأثيراتها الإيجابيّة ما يأتي:
- تغيير الأداء الهيكلي للدماغ وذلك من خلال تحسين اهتمامه وحثّه على الانتباه والتركيز، حيث أثبتت الدراسات بأنّ مناطق الانتباه في الدماغ لدى فئة اللاعبين الممارسين لهذه الألعاب أكثر كفاءة من الأشخاص الآخرين الذين لا يُمارسونها، وذلك لأنها تتطلب تنشيطاً أقل نوعاً ما للذاكرة في سبيل التركيز على أداء المهام الصعبة.
- زيادة حجم وكفاءة أجزاء الدماغ المسؤولة عن المهارات البصرية وتعزيز القدرة على تحديد العلاقات المكانية بين الأشياء لمُستخدمي ألعاب الفيديو الرقمية .
ألعاب التركيز
يُنصح بأداء بعض الألعاب التي تركز على التعامل مع المعلومات بشكلٍ صحيح وسريع، والانتباه لها من أجل الفوز، وذلك بهدف تقويّة وتنشيط الذاكرة وحثّها على التركيز والانتباه أكثر، حيث تطورت العديد من الألعاب التعليمية والتي يتواجد الكثير منها على شبكة الإنترنت لمساعدة الأشخاص على تدريب ذاكرتهم، والتي تُعد بمثابة رياضات ذهنيّة هادفة يُستفيد اللاعب منها لتطوير أجزاء مُختلفة من دماغه، كما أنها من ناحيّةٍ أخرى تُساعده على الحدّ من التوتر والإجهاد، وتُدرّب الدماغ وتُعزز الذاكرة في الوقت ذاته، لكن يُنصح باللعب بها بأوقاتٍ محددة وعدم الإفراط في استخدامها كما ذكر من قبل لتجنّب آثارها السلبيّة والاستفادة منها قدر الإمكان.4.
لعبة الشطرنج
يُعتبر لوح الشطرنج من الألعاب القديمة التي لا تزال تحظى بشعبيّةٍ وانتشارٍ واسع لغاية الآن، كما تُعد هذه اللعبة من الألعاب الذهنيّة المُفيدة جداً التي أجريت عليها العديد من الدراسات والبحوث العلميّة، والتي أفادت بأهميّتها للمساعدة على زيادة النشاط العقليّ من خلال تذكر اللاعب تحرّكات القطع وتنبؤه بها، وتحليله للمكان المُناسب لوضعها ولتحرّكات الخصم القادمة وتأثيرها على القطع الخاصة به، ولأنّ طبيعة الدماغ البشري مرنةً وقابلةً للتكيّف، فإن مُمارسة هذه اللعبة بتركيزٍ وذكاء تُكسبه الخبرة، والصبر، والتأني، والتفكير الصحيح المنطقي قبل الإقدام على خطواته، وبذلك تكون قد ساهمت في تحفيز نشاطه العقلي وذاكرته وحثّها على الانتباه والتركيز في سبيل الفوز في اللعبة.
أفكار ألعاب أخرى تقوي الذاكرة
يُمكن تقويّة الذاكرة وتعزيز النشاط العقليّ للمرء بممارسة عدّة ألعاب أخرى، منها ما يأتي:
- لعبة الكلمات المُتقاطعة.
- ألعاب المنطق المُختلفة، والتي تشمل حل الألغاز ، والاختبارت البسيطة المُسليّة التي تُحفز الذاكرة وتُشجعها على التركيز أيضاً.
- الطباعة على لوح الطابعة بسرعةٍ لزيادة التركيز وتحفيز الذاكرة على تذكّر مواقع الحروف.
- ألعاب ألغاز الحروف والكلمات والأرقام، أو تجميع الصور وغيرها.
أنشطة وإرشادات أخرى لتقويّة الذاكرة
هُنالك العديد من الأنشطة الأخرى والنصائح الفعّالة في تعزيز وتقويّة ذاكرة للمرء، ومنها ما يأتي:
- ممارسة التعلّم وتطوير مهارات جديدة بشكلٍ مُستمر بغضّ النظر عن نوع النشاط الذي تُكتسب من خلاله سواء أكان فكري أو عملي.
- اللجوء للأنشطة التي تتطلب التحديّ، حيث إنها تُعزز من تركيز المرء وتُحفّز نشاطه الذهنيّ الذي يدعمه للوصول إلى هدفه وتعلّم طرق صحيحة ومناسبة لكسب الجولة.
- ممارسة الأنشطة والالعاب المُتدرّجة المُستويات، بحيث يبدأ اللاعب بمستوى سهل يُمهّده ويُشجعه على التركيز أكثر للوصول لمستوى متوسط والانتهاء بشكلٍ مُحترف والفوز بالمستويات الصعبة في النهاية.
- اختيار الألعاب والممارسات المُمتعة التي تُرضي ذوق المرء وتنسجم مع رغبته وطريقته في التفكير؛ حتى يتسنى له التعلّم والمرح والإبداع في نفس الوقت، فلا يشعر بأنه يؤديها رغماً عنه وتتولد لديه مشاعر سلبيّة تحد من تركيزه وعزيمته.
- تسخير العناصر والقوّة الطبيعيّة الموجودة حول المرء لمُساعدته وتعزيز صحته العقليّة والحفاظ على ذاكرته، وعدم النظر لألعاب وأنشطة وتمارين الذاكرة على أنها تقتصر على فئةٍ عمريّة محددة، حيث إن قدرة الدماغ على التكيّف والتغير للأفضل سلاح فعّال لا بد من استغلاله وعدم انتظار التقدّم بالسن ونسيان المعلومات للبدء بالتفكير بهذه الأنشطة ومحاولة استعادة توازن الذاكرة وتقويّتها، بل مُمارستها بانتظام في جميع المراحل العمرية والاستفادة منها.