أثر المحبة على الفرد والمجتمع
أهمية المحبة في حياتنا
تقوم العلاقات الإنسانية في المجتمع على مجموعة من الأركان التي توطد هذه العلاقات وتحافظ على متانتها، ومن أهم هذه الأركان هي المحبة وما فيها من نقاء وتسامح ومودة، يمكن تعريف المحبة بذلك الشعور الغامر الذي يجعل الإنسان يفضل أحدهم على نفسه ويسعى لجعله سعيد وبأحسن حال.
وتسمو المحبة على الانجذاب والرغبة فهي نورانية لا تسعى إلا للخير والتسامح والإيثار والإخاء دون أي مصالح شخصية، على عكس حب الذات والحقد والبغضاء التي هي سبب رئيس في تفكك المجتمعات.
دور المحبة في حياة الفرد والمجتمع
للمحبة أثر كبير على الأفراد والمجتمعات، فحب الفرد لغيره سيعود عليه بالسعادة والرضا لأن الحب معدي ولا يمكن مقابلته إلا بحب مثله، فحبك للناس من حولك وللحيوانات وللنباتات سيجعل منك إنسان سعيد ومتسامح مع نفسك ومع الآخرين.
وهذا يؤدي إلى بناء علاقات اجتماعية قوية قائمة على التعاون والتكافل الاجتماعي ، إذن للمحبة أثرها الواضح على الفرد وعلى المجتمع ككل فيما يلي سنوضح ذلك الأثر وأهميته في بناء مجتمع سليم وصحي.
أثر المحبة على الفرد
إنّ تمتع الفرد بمشاعر المحبة تجاه الآخرين من أهم العوامل التي من الممكن أن تجعله سعيد وراضي ويشعر بالراحة والطمأنينة بل هي الوسيلة لتجعل منه إنسان ناجح ومتفوق في سائر مجالات الحياة لأنه سيلقى أثر محبته في قلوب الناس وفي رضا الله عنه.
وتتجلى فوائد المحبة على الأفراد في عدة عوامل من أهمها أنها تورث القلب الشعور بالطمأنينة والسلام وهي من أعظم المشاعر التي يسعى البشر للوصول إليها، على عكس مشاعر الكراهية والحقد التي تؤجج نار الصراع مع النفس ومع الآخرين وتذهب بالسكينة والطمأنية وتستنزف الطاقات، فتمر الحياة سدى في أذية الآخرين وإيقاع الضرر بهم، وهذا كفيل بصنع أفراد مسلوبي الطمأنينة والراحة وغير متصالحين مع ذواتهم.
وتشكل المحبة عامل رئيسي في نجاح الفرد وتحقيق أحلامه لأنها تجعل طاقته منصبه على ما هو إيجابي وطيب، فيركز على بناء نفسه والتحلي بأفضل الصفات التي من الممكن أن توصله إلى مراده وتعود بالمنفعة عليه وعلى الآخرين، فيتخلص من عبء المشاعر السلبية من حقد أو حسد أو بغض لأن هذه الأعباء تشكل حمل ثقيل تضعف الإرادة وتنهك القوى وتجعل الوهن يدب في الروح والبدن معاً.
أثر المحبة على المجتمع
يعود إثر تحلي الأفراد بالمحبة على المجتمعات بالسلام الاستقرار والازدهار، حيث تجدها خالية من الخلافات والحروب والصراعات التي تنهك قواه وتدمر بنياه وتهدر طاقاته، فشتان بين مجتمع أفراده متصالحين ومتحابين، وبين مجتمع تسوده الكراهية والبغضاء والفتن، فالأول ركز على الإعمار والتطوير ويصرف طاقاته وإمكانياته في سبيل البناء والتقدم في كل مجالات الحياة.
أما المجتمع الثاني الذي يعاني من الكراهية والبغضاء ويفتقر للسلام فتجده منحرف عن طريق التنمية وذلك بسبب هدر طاقاته في النزاعات والخلافات الداخلية وحل المشاحنات، فلا يملك الجهد والوقت للبناء والتطوير بل يبقى يعاني من التخلف والفقر الذي ينعكس على أفراده وجميع مؤسساته.