أثر العمل الصالح على الفرد والمجتمع
ما هو العمل الصالح؟
يُوصف العمل الصالح بأنه أي عمل يُوافق الشريعة الإسلامية وأحكامها، وأن تكون نيته خالصةً لله عز وجل، ويكون على أساس الإيمان والعقيدة السليمة، ويُرفض هذا العمل ولا يثُاب فاعله إذا تم الإخلال بأحد هذه الشروط، وهو أهم ثمرة من ثمرات الإيمان بالله -تعالى- واتباع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
لماذا حث الإسلام على العمل الصالح؟
حثَّ الإسلام الإنسانَ على العمل الصالح؛ لما له من آثار عظيمة على الفرد والمجتمع، كما بيَّن القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد قال-صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ، فقيل: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يا رسول الله؟ قال: يُوَفقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ").
ما أثر العمل الصالح على الفرد في الدنيا؟
يمن الله -تعالى- على عباده أصحاب الأعمال الصالحة بنعمٍ عديدة في الدنيا، منها:
- السعادة والحياة الطيبة؛ وهي الغاية التي يسعى إليها جميع البشر بمختلف معتقداتهم وأجناسهم، وقد وعد الله -تعالى- بها لمن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
- سببٌ لتفريج الكربات وقضاء الحاجات ، فمن كان يعبد الله تعالى ويتقرب إليه بالأعمال الصالحة، فرَّج الله كربته وأزاله همه وكان له معيناً في أموره.
- محبة الله -تعالى- وقبول أهل الأرض له؛ فيصبح العبد تحت حفظ الله -تعالى- ورعايته، ويجعل عباده يحبونه ويميل قلوبهم إليه.
ما أثر العمل الصالح على الفرد في الآخرة؟
إن أكبر ما يحتاجه العبد يوم القيامة هو عمله الصالح، فبه تُختتم أعماله في الدنيا، ومنجاةٌ له من عذاب النار والقبر ، وسبب من أسباب دخول الجنة التي توصف بأنها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلبِ بشر مع النبيِّين والصديقِّين والشهداء والصالحين، بالإضافة إلى تيسير الحساب والوقوع تحت رحمته تعالى لمداومة العبد على العبادة في الدنيا، وأعظم ما يُكافأ به أهل الجنة هو رؤية وجهه الكريم عز وجل، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).
ما أثر العمل الصالح على المجتمع؟
العمل الصالح يعود على المجتمع المسلم بفوائد عظيمة بحيث يعمل على ما يلي:
- تحقيق وجود المجتمع الفاضل الخالي من الحقد والغيرة على بعضهم البعض، بحيث تسود فيه مشاعر الأخوَّة والإيمان وتكون فيه النفوس نقيَّة لا تحمل أي مشاعر سلبية تجاه الآخرين، وتُصان جميع حقوق الفرد فيه ويُحافظ على كرامتهم وحرياتهم، فلا يتعدى أحدٌ على حرمات الآخر.
- تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي بين الأفراد، عن طريق وقوف الغني مع الفقير، وتقديم الدعم المادي اللازم له، ليحيا حياةً كريمةً له ولأفراد أسرته، فتقل بذلك نسبة الفقراء والمساكين في المجتمع.
- تحقيق مبدأ عمارة الأرض، ويكون ذلك بإماطة الأذى عن الطريق والمحافظة على البيئة من الأوساخ والنفايات.