وفاة عبدالرحمن بن عوف
وفاة عبدالرحمن بن عوف
تُوفّي عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- في المدينة سنة إحدى وثلاثين للهجرة، وكان يبلُغ من العُمر خمسةٍ وسبعين سنة، وذكر ابن الأثير ذلك في كتابه، وجاء عن الواقديّ أنه تُوفيّ سنة اثنتين وثلاثين من الهِجرة، وكان عُمره خمسة وسبعين سنة، وجاء عن أبي اليقظان إنه تُوفّي في خلافة عُثمان، وهو آخر من تُوفّي من العشرة المُبشرين بالجنة، وأشهرُ الأقوال في سنة وفاته أنه تُوفّي في سنة اثنتين وثلاثين للهِجرة، وقيل: ثلاثةٍ وثلاثين، وقيل: غير ذلك، ودُفن في البقيع، وتعددت آراء العُلماء في عُمره عند وفاته، فقيل: خمسةٌ وسبعون، وقيل: اثنان وسبعون، وقيل: ثمانيةٌ وسبعون.
وصلى عليه عُثمان -رضي الله عنه-، وترك أربعةَ نسوة، كُل واحدةٍ كان نصيبها من ورثته ثمانون ألفاً أو أكثر، ولما مرض مرض الموت؛ أرسلت إليه عائشة -رضي الله عنها- أن يُدفن في حُجرتها عند النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- وأبي بكر وعُمر -رضي الله عنهُما-، ولكنّه رفض لكي لا يُضيّق عليها حُجرتها، وتعاهد مع ابن مظعون أن يُدفنا بجانب بعضهما.
ترِكة عبدالرحمن بن عوف
أوصى عبد الرحمن بن عوف قبل أن يموت بخمسين ألفاً تُجعلُ في سبيل الله، وأوصى بألف فرسٍ كذلك، وترك ألف بعير، وثلاثة آلاف من الشاة، ومئة فرس، وذهباً قُطع بالفؤوس حتى ملأت أيدي الرجال منه، وقسّم تركته ستة عشر سهماً، وجعل سهماً لأبي بكرة مولى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وكان لِكُل واحدةٍ من نسائه الأربع ثمانين ألفاً، وقيل: مئة ألف، وقيل: ثلاثمئة وعشرين ألف دينار، كما أوصى بحديقةٍ له قُدّر ثمنُها بأربعةِ آلاف لأُمهات المؤمنين ، وجعل لأبنائه دار القضاء، وذلك لما امتلكه في حياته من أموالٍ كثيرة، وكان يقول عن نفسه: "إنه لو رفع حجراً لوجد تحته ذهباً"، وحُفر الذهب الذي تركه بالفؤوس، وأُعتق ثلاثين عبداً له في يومٍ واحِد.
فضل عبد الرحمن بن عوف
توجد الكثير من الفضائل لعبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، ومنها ما يأتي:
- صلاة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- خلفه في الركعة الثانيّة من صلاة الفجر.
- دِفاع النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عنه عندما أغلظ عليه خالد بن الوليد في القول، فعن أبي سعيد الخدري قال: (كانَ بيْنَ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ، وبيْنَ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ شيءٌ، فَسَبَّهُ خَالِدٌ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: لا تَسُبُّوا أَحَدًا مِن أَصْحَابِي، فإنَّ أَحَدَكُمْ لو أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ).
- شهوده لبيعة الرضوان، وقد شرُف بالسبق إلى الإسلام، وكان من مناقبه تغيير النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- اسمه من عبد عمرو إلى عبد الرحمن.
- دُعاء النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- له بأن يشرب من سلسبيل الجنة، وإخباره له بالشهادة.
- هو أحد الستة من أهل الشورى الذين وضعهم عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، كما أنه كان من المُهاجرين، وآخى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بينه وبين سعد بن الربيع من الأنصار.
- شُهوده لمعركة بدر وما بعدها من المشاهد، وكان من الثمانية السابقين إلى الإسلام، وتُوفّي النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- وهو عنه راضٍ.
- شُهود النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- له بالجنة، فكان أحد العشرة المُبشرين بالجنة ، وكان باراً بأمُهات المؤمنين، ويُنفق عليهنّ، وعلى كثرة ما أعطاه الله -تعالى- من المال؛ ولكنه كان خائفاً من بسط الدُنيا، ولشدة تواضعه كان لا يُعرف من بين عبيده.
- شاكراً، وشريفاً، وزاهداً، وكثير الإنفاق، وقد ورد عنه أنه تصدق بنصف ماله في سبيل الله -تعالى-، كما أنه كان من كبار الصحابة الكِرام.