وفاة أبي عبيدة و وصاياه
وفاة أبي عبيدة
تُوفّي أبو عبيدة -رضي الله عنه- في طاعون عمواس، وكان ذلك في الأردن، في السنة الثامنة عشرة للهجرة، وكان عمره 58 سنة.
وصايا أبي عبيدة
بعدما أُصيب أبو عبيدة -رضي الله عنه- بطاعون عمواس واقترب أجله؛ كان قد دعا المسلمين إليه ليوصيهم، فكان من جملة ما أوصى به ما يأتي:
- أوصى -رضي الله عنه- المسلمين بالمحافظة على الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام شهر رمضان المبارك.
- أوصى -رضي الله عنه- المسلمين بالحجّ والعمرة، والإكثار من الصدقة.
- أوصى -رضي الله عنه- المسلمين بالتوادّ والتراحم فيما بينهم، ونصح أمرائهم وألّا يكون الخوف منهم سبباً في غشّهم.
- أوصى -رضي الله عنه- المسلمين بالاستعداد للموت ولقاء الله -تعالى-، فذلك مآل بني آدم، وألّا تُشغلهم زينة الدنيا ومتاعها، وأنّ أكيس المؤمنين أكثرهم طاعة لله -تعالى- وعملاً واستعداداً للآخرة.
التعريف بالصحابي أبي عبيدة
هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن كنانة بن خزيمة، يُعرف بكنيته واسم جده فيقال له: أبو عبيدة بن الجراح، وأمّه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامر بن عميرة، كان -رضي الله عنه- أحد السابقين إلى الإسلام، حيث كان إسلامه مع عثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة في ساعة واحدة -رضي الله عنهم-، وقد هاجر -رضي الله عنه- الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة المنورة.
وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد آخى بينه وبين سعد بن معاذ -رضي الله عنهما-، كما كان -رضي الله عنه- أحبّ أصحاب رسول الله إليه بعد أبي بكر وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- وذلك لما ثبت عن عبد الله بن شقيق -رضي الله عنه- قال: (قلتُ لعائشةَ: أيُّ أصحابِ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- كانَ أحبَّ إلى رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من، قالَت: عمرُ قلتُ: ثمَّ من قالت: ثمَّ أبو عُبَيْدةَ بنُ الجرَّاحِ).
وقد روى -رضي الله عنه- عن رسول الله، وكان ممّن روى عنه العرباض بن سارية، وأبو أمامة، وأبو ثعلبة، وسمرة، كما شهد -رضي الله عنه- جميع الغزوات مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد سجّل له التاريخ حدث نزع حلقتي المغفر من وجه رسول الله في غزوة أحد بثنياه حتى كُسرتا.
فضائل أبي عبيدة ومناقبه
هناك العديد من المناقب التي امتاز بها أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه-، منها ما يأتي:
- كونه -رضي الله عنه- يُلقب بأمين هذه الأُمّة، وقد كان رسول الله هو مَن أطلق عليه هذا اللقب بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لِكُلِّ أُمَّةٍ أمِينٌ، وأَمِينُ هذِه الأُمَّةِ أبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ)، وقد نال -رضي الله عنه- بهذا اللقب ثناء لا مثيل له، كيف لا والواصف رسول الله والموصوف أمين للأمّة الناجية الشاهدة على الناس يوم القيامة.
- كونه -رضي الله عنه- يُلقّب بالقوي الأمين.
- كونه -رضي الله عنه- أحد العشرة المبشرين بالجنة .