وظائف قلب الإنسان
القلب
إنّ قلب الإنسان عبارةٌ عن عضوٍ عضليٍ بحجم قبضة اليد تقريباً، يقع إلى اليسار قليلاً من منتصف التجويف الصدريّ، ويتكوّن هذا العضو من أربع حجراتٍ؛ حجرتان علويتان يتمّ فيهما استقبال الدم الذي يدخل القلب، ويطلق عليهما الأذينان (بالإنجليزية: Atria)، وحجرتان سفليتان؛ يتمّ ضخّ الدم وتوزيعه من خلالهما، ويُطلق عليهما البطينان (بالإنجليزية: Ventricles)، كما يفصل بين الجزء الأيمن والأيسر من عضلة القلب جدارٌ عضليٌّ يسمّى الحاجز (بالإنجليزية: Septum). وفي الحقيقة، يحتوي جسم الإنسان على ما يُقارب 5 لتراتٍ من الدم، يتمّ ضخّها بشكلٍ ثابتٍ ودوريٍ إلى كافة أجزاء الجسم. ويتمّ تنظيم عمليّة تدفق الدم باتجاهٍ واحدٍ بمساعدة تراكيب معيّنةٍ تُدعى الصمّامات (بالإنجليزية: Valves)، فالقلب يحتوي على أربعة صمّاماتٍ؛ أحدها يدعى الصمّام الأبهريّ؛ وهو يفصل بين البطين الأيسر والشريان الأبهر الذي يندفع الدم عبره من القلب إلى كافة أجزاء الجسم، والصمام التاجيّ؛ وهو الصمّام الذي يفصل بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر للقلب، أمّا الصمام الرئويّ؛ فهو صمّامٌ يقع بين البطين الأيمن والشريان الرئوي الذي ينقل الدّم من القلب إلى الرئتين، وهناك صمامٌ يقع في المنطقة الفاصلة بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن للقلب، يدعى الصمّام ثلاثيّ الشرفات.
وظيفة قلب الإنسان
ينبض قلب الإنسان 100 ألف نبضةٍ في اليوم تقريباً، ويضخّ ما يقارب 5000 غالونٍ من الدم إلى جميع أجزاء الجسم خلال 24 ساعةً، إذ يبلغ معدّل النبض للإنسان البالغ 72 نبضةً في الدقيقة الواحدة. ويُعدّ القلب العضو المركزيّ والأساسيّ لجهاز الدوران في الجسم، فهو المسؤول عن ضخّ الدم المحمّل بالأكسجين والمواد الغذائيّة إلى جميع أنسجة الجسم بشكلٍ مستمر، حيث تبدأ الدورة القلبيّة بدخول الدم غير المؤكسج القادم من أجزاء الجسم المختلفة إلى الجزء الأيمن من عضلة القلب، وتحديداً الأذين الأيمن، لينتقل بعد ذلك إلى البطين الأيمن، ومنه إلى الرئتين، وذلك عبر الشريان الرئوي، حيث يتخلّص الدم في الرئتين من ثاني أكسيد الكربون ويعود مُحمّلاً بالأكسجين إلى الجزء الأيسر من القلب، ليقوم القلب بعد ذلك بضخّه وتوزيعه إلى جميع أجزاء الجسم، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ عضلة القلب تحتاج أيضاً إلى الأكسجين لتعمل بكفاءةٍ، حيث يمكنها الحصول على الأكسجين من خلال الشرايين التاجية التي تغذّيها.
طبقات جدار القلب
يتكوّن جدار القلب من عدّة طبقاتٍ نسيجيّةٍ مختلفةٍ، يمكن توضيحها على النحو الآتي:
- النِّخاب (بالإنجليزية: Epicardium)؛ وهي عبارةٌ عن طبقة حمايةٍ تتكوّن من نسيجٍ ضامٍّ.
- عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardium)؛ وهي طبقةٌ تتألّف من العضلات القلبية.
- الشَّغاف (بالإنجليزية: Endocardium)؛ وهي الطبقة الداخليّة التي تبطّن القلب، وتحمي الصمّامات والحجرات القلبيّة.
- التامور (بالإنجليزية: Pericardium)؛ وهو الغلاف الرقيق الذي يحيط بالطبقات الثلاثة السابقة ويحميها.
أمراض القلب
هناك عدّة مشاكل صحيّة مرتبطة بالقلب، والتي تؤثّر في كفائته وقيامه بوظيفته بالشّكل المطلوب في حال الإصابة بها، ومن هذه المشاكل والأمراض نذكر ما يأتي:
- مرض القلب التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease).
- الذبحة الصدرية المستقرّة (بالإنجليزية: Stable angina pectoris).
- الذبحة الصدرية غير المستقرّة (بالإنجليزية: Unstable angina pectoris).
- احتشاء عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardial infarction) أو ما يُعرف بالجلطة القلبيّة (بالإنجليزية: Heart attack).
- اضطراب النظم القلبيّ (بالإنجليزية: Arrhythmia).
- فشل القلب الاحتقاني (بالإنجليزية: Congestive heart failure).
- اعتلال عضلة القلب (بالإنجليزية: Cardiomyopathy).
- التهاب العضلة القلبية (بالإنجليزية: Myocarditis).
- انصباب التامور (بالإنجليزية: Pericardial effusion).
- الرجفان الأذيني (بالإنجليزية: Atrial fibrillation).
- الانصمام الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary embolism).
- أمراض صمّامات القلب (بالإنجليزية: Heart valve disease).
- النفخة القلبية (بالانجليزية:Heart murmur).
- التهاب الشغاف (بالإنجليزية: Endocarditis).
- تدلي الصمام التاجي (بالإنجليزية: Mitral valve prolapse).
- الموت القلبي المفاجئ (بالإنجليزية: Sudden cardiac death).
- توقف القلب (بالإنجليزية: Cardiac arrest).
المحفاظة على صحة القلب
في الحقيقة، هناك عدّة سلوكياتٍ يمكن من خلالها الحفاظ على عضلة القلب وسلامتها، ومن هذه السلوكيات نذكر ما يأتي:
- ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية: إذ تنصح منظمة القلب الأمريكيّة بممارسة الأنشطة الحركية لما لا يقلّ عن 30 دقيقةً يومياً للحفاظ على صحّة القلب، كما أنّ ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظمٍ تساعد على فقدان الوزن والحماية من السمنة التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، إلى جانب ذلك فإنّ ممارسة النشاط الرياضي يُقلّل من ارتفاع ضغط الدم، ويُحسّن الدورة الدموية في الجسم، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على صحّة وسلامة عضلة القلب.
- الإقلاع عن التدخين: فالتدخين يساعد على تراكم الرواسب الدهنية في الشرايين، وزيادة خطر تصلّب الشرايين ، ممّا يزيد الجهد على عضلة القلب، غير أنّ التدخين يُعدّ أيضاً أحد العوامل التي تسهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب المختلفة.
- إدارة التوتّر: إذ يتسبّب التوتر العصبي في إجهاد عضلة القلب، ممّا يزيد من خطر التعرّض للأمراض القلبيّة والوعائيّة، ولذلك لا بُدّ من تعلّم كيفية السيطرة على التوتر والتعامل مع الضغوطات المختلفة، ويمكن أن تسهم ممارسة التمارين الرياضيّة وتمارين التأمل بشكلٍ كبيرٍ في التخفيف من التوتّر والوقاية من أمراض القلب أو السيطرة عليها.
- الحفاظ على وزنٍ صحّي: فالسمنة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وغيرها من الأمراض كالسكري ، وارتفاع الكوليسترول، ومن جانب آخر يؤثّر نقصان الوزن المفرط الناجم عن فقدان الشهية بشكلٍ كبيرٍ في صحة القلب، ويُعزى ذلك إلى أنّ فقدان الشهية يمكن أن يسبّب مضاعفاتٍ خطيرةٍ كاختلال توازن الكهارل في الجسم، وانخفاض ضغط الدم، واضطراب نظم القلب.
- تناول الغذاء الصحي: إذ يُنصح بتناول الخضروات والفواكه المتنوعة، والحبوب الكاملة، والأسماك والمأكولات البحريّة؛ فهي تقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب، كما يجب تجنّب تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة؛ كاللّحوم المعلّبة أو المصنّعة، والحلويات.
- السيطرة على ضغط الدم المرتفع: ويمكن ذلك من خلال إجراء الفحص الدوري والمنتظم لضغط الدم، وأخذ العلاج اللازم في حال الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، إذ يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه إلى إلحاق الضرر بالأوعية الدموية والقلب.
- السيطرة على ارتفاع الكوليسترول: إذ يؤدي ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الجسم ونقص كمية الكوليسترول النافع إلى تراكم الرواسب الدهنية في جدران الشرايين، والذي بدوره يتسبّب في تصلّب هذه الشرايين وتضيّقها، ممّا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- السيطرة على مرض السكري: وذلك للحفاظ على سلامة القلب والجسم بشكلٍ عام، إذ إنّ عدم السيطرة على مرض السكري تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وغيرها من المشاكل الصحية.