وصايا القرآن للنساء
تكريم القرآن للمرأة
لقد كرّمَ الإسلامُ المرأةَ بعد أن كانت مُمتهنة مسلوبةَ الحقوق قبل نزول القرآن؛ فقال الله في مُحكمِ تنزيله: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).
وبذلك حفظَ لها حقَّ الكرامة الإنسانيةِ العامةِ التي تتساوى فيها مع الرجل، وجعلها سواءً مع الرجل في الجزاء فلا يضيع عملها عند الله؛ لقوله -تعالى-: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ).
ومن صورِ تكريمِ القرآنِ للمرأةِ بأنّ خصّها بسورة هي من أمهاتِ السور سمّاها باسم النساء؛ ليرفعَ قدرها ويُعلي من شأنها، ويجعلها في مكانتها التي تَليقُ بها.
وصايا القرآنِ للنساء
لقد ذكَرَ الله -عز وجل- عدة وصايا في القرآن موجهةً للنساء، ومنها:
الحجاب
قد وصّى الله النساء المسلمات، وفرض عليهن ارتداء الحجاب فقال -تعالى-: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ)، وقوله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ، ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فلَا يُؤْذَيْنَ، وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا).
وقالت أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها-: لما نزلت هذه الآية خرجَ نساءُ الأنصار؛ وكأنما على رؤوسهن الغربان من الأكسية.
العدة
وهي مما وصى الله به النساء وأوجبهُ عليهنّ، و العدة هي مدةٌ من الزمنِ؛ تنتظرُ فيها المرأةُ وتتربص عن الزواجِ بعد طلاقها أو وفاةِ زوجها، وهي من الأمور التي كانت موجودة في الجاهلية وأقرّها الإسلام، وهي واجبةٌ على المرأةِ لقوله -تعالى-: (والمطلقات يتربصنَ بأنفسهنّ ثلاثة قروء)، وقوله: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا).
الميراث
كانت العرب في الجاهلية لا تورث النساء، فجاء القرآن وأقرَ للمرأة حقها من الميراث؛ الذي هو في الأصل نصف ميراث الرجل، لكن في بعض الحالات تتساوى في ميراثها مع الرجل بل قد تزيد، ومن الآيات التي أثبتت حق الميراث للمرأة، وجعلته فرضاً وحقاً لها قوله -تعالى-: (لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَٰلِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَٰلِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا).
وصايا القرآن للرجال عن النساء
وكان مما حفظ الله به كرامة المرأة أن وصى الرجال بهن في عدة وصايا صريحة في القرآن، ومنها:
القوامة والنفقة
أمر الله -عز وجل- الرجل بالإشراف على المرأة، والقيام على تلبية احتياجاتها، والنفقة عليها؛ فقال -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)،وهذه القوامة تتطلب الدفاع عنها وتوجيهها لما فيه مصلحتها.
المعاشرة بالحسنى والمعروف
من الأوامر التي أمر الله بها الرجال وجعلها حقاً للنساء عليهم؛ هي المعاشرة بالمعروف، فقد قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)،ويكون ذلك بأن يوفيها حقوقها المادية والمعنوية، ويبتعد عن أذاها بالكلام الغليظ، أو الأعراض عنها بغير ذنب.