وسائل النقل بين الماضي والحاضر
وسائل النقل بين الماضي والحاضر
النقل هو عبارة عن استخدام وسائل لتحريك الإنسان واحتياجاته من مكان إلى آخر، وتختلف الوسيلة المستخدمة باختلاف الزمان والمكان بين برية، ومائية، وجوية، حيث استخدمت في عام 5000 ق.م الحمير والثيران لتحميل البضائع والمحاصيل، بينما تستخدم اليوم الشاحنات لذات الغرض، كما أن سكان بلاد الرافدين في عام 3500 ق.م بنوا أوّل مراكب ذي عجلات، وشهد العالم إنشاء أوّل سكة حديد قبل حوالي 500 عام، وبقيت وسائل النقل في تطور دائم حتى عهد الثورة الصناعية الثانية التي بدأت في أوروبا عام 1870م وامتدت إلى دول أخرى كالولايات المتحدة الأمريكية واليابان وبعض الدول العربية، حيث استخدمت وسائل المواصلات الطاقة الكهربائية ممّا أدّى إلى تغيير جذري في تاريخ المجتمعات والنقل.
النقل البدائي
لقد بدأ الإنسان في الجزيرة العربية وآسيا الوسطى وأوروبا باستخدام الإبل والخيل كوسائل تنقل من مكان إلى آخر، وتم تدجين حيوانات مثل البغال والحمير للركوب وتحميل البضائع ونقلها، كما أن سكان بلاد الرافدين انتبهوا إلى أهمية النقل البحري كونهم يعيشون على ضفاف مياه فابتكروا القوارب والأرماث وهي خشب يشد إلى بعضه البعض ويستخدم عادة على ضفاف الأنهار والبحيرات، ومع غياب التنقيات الحديثة المستخدمة في تحديد الاتجاهات والوقت، اعتمد الإنسان البدائي على النجوم وحركتها ورسم خرائط لها وللكواكب كي يحدّد مساره البحري أثناء عمليات النقل المائي، كما أن راكب القارب كان يبذل جهداً كبيراً؛ لأنّه يجدف بيديه ولما تبينت للبحّارين إمكانية الاستفادة من حركة الرياح ابتكروا الشراع فعرفت القوارب الشراعية التي يجرها شراع حسب اتجاه الرياح، كما أنّ اختراع الدولاب شكّل نقلة نوعية في النقل البريّ حيث اعتمد على العربات، فأصبحت الحيوانات تستخدم في جرّ العربات.
النقل باستعمال الطاقة الكهربائية
وظفت الثورة الصناعية الأولى الطاقة البخارية في تشغيل الآلات، إلا أنه سرعان ما حدثت الثورة الصناعية الثانية والتي اعتمدت على الطاقة الكهربائية في تسيير المركبات والآلات، فعرف القطار وحيد السكة والقطار ذي الوسادة المغناطيسية، وتطوّرت المركبات البرية ذات العجلتين فعرفت الدراجات الهوائية، ثم أضافوا إليها محركاً فاخترعت الدراجات النارية، ومع وجود مجموعة هذه الاختراعات الحديثة بدأ الإنسان يحاول في تحويل العربات التي تجرها الحيوانات إلى مركبات تجرها العجلات، وفي سنة 1886م توصل الألماني غوتليب دايملر إلى تركيب محرك بنزين يعمل على أربع دواليب واستطاع مع شريكه بنز إنتاج أوّل سيارة سميت باسم (مرسيدس) في أوروبا.