وسائل الترفيه
الترفيه
كلمة التَّرْفِيهِ في اللغة العربيّة تعني: التَسلية، والتَنفيس، وهي مصدر الفعل رَفّهَ، حيث يُقال: جَاءَ لِلتَّرْفِيهِ عَنْهُ؛ أي لتَسْلِيَتِهِ، وإِطْرَابِ خَاطِرِهِ، وَالتَّنْفِيسِ عَنْهُ، وأرفه فُلاناً؛ أي جَعله في رَفَاهَةٍ، وأَرْفَهَ التَّاجِرُ؛ أي تَوَسَّعَ فِي حَيَاتِهِ، سواء في الطعام، أو الشراب، أو المَلبَس، ويقول فلان لآخر: أرْفِهْ عندي؛ أي أَقِمْ، واسترح، واسْتَجِمَّ. والرَّفَاهِيَة هيَ: رَغَدُ الخِصْبِ، ولِينُ العيش، وتَرَفُّهُ الرَّجُلِ؛ أي تَنَعُّمُهُ، وتعني أيضاً: عَيْشُهُ فِي نَعِيمٍ، وَرَغَدٍ، ويُقال: رفَّه الأبُ ابنَه؛ أي زوَّدَه بمُتعة كبيرة.
وبالنظر إلى التعريف الاصطلاحيّ، نجد أنّه تمّ تعريف الترفيه على أنّه: نشاطٌ يتمّ اختياره طواعيّة لذاته، حيث يكون هذا الاختيار واقعاً تحت تأثير العوامل البشريّة، والطبيعيّة، كما أنّ ممارسته تتمّ بشكل جماعيّ، أو فرديّ من خلال أوقات الفراغ بحيث يعود على المجتمع، والفرد بآثار اقتصاديّة، واجتماعيّة. ومن وجهة نظر إسلاميّة، فهي تعني: التوسُّع في الاستمتاع بالخيرات، والنِّعَم وِفق الضوابط الشرعيّة، والأخلاقيّة؛ أي دون اقتراف الآثام، والذنوب، كما أنّه يُعبِّر عن إراحة النفس؛ بهدف التنشيط للعبادة، من خلال اللعب المُباح الذي يُساهم في زيادة المحبّة، والتقارُب، ومن التعريفات الشاملة للترفيه: التوسعة على النفس وتخليصها من الضغوطات المختلفة، وإعادتها إلى حيويّتها، ونشاطها، من خلال العديد من الوسائل المختلفة، والأنشطة المُباحة، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من الألفاظ المشابهة في معناها لمصطلح الترفيه، وعلى الرغم من أنّ لكلٍّ منها ميزة تُميِّزها عن غيرها، إلّا أنّها تصبُّ في معناها من معاني الفرح، والسرور ، والتوسعة، ومن هذه الألفاظ: الترويح، والسياحة، واللهو.
وسائل الترفيه
تتعدَّد وسائل الترفيه تِبعاً لرغبات الأفراد، وميولهم، وأهمّ هذه الوسائل:
- ممارسة الأنشطة الثقافيّة: وهي أنشطة عديدة، ومُتنوِّعة، يكون الهدف منها إكساب الأفراد قَدراً كبيراً من المعارف، والمعلومات، وإنشاء جيل شبابيّ مُثقَّف، وقادر على مُواكبة التغيُّرات الحاصلة في المُجتمع، ومن الأمثلة على هذه الأنشطة:
- المشاركة الفاعلة في الندوات العامّة، والمحاضرات الثقافيّة، وحلقات النقاش التي تتعلَّق بالمواضيع الثقافيّة.
- المشاركة في المسابقات الإبداعيّة، في مجالات عديدة، مثل: مجال الثقافة، والأدب ، كنَظْم الشعر ، وكتابة القصص الروائيّة، والمقالات.
- المشاركة في كتابة الصُّحُف الحائطيّة، والدورات الثقافيّة، والمجلّات، والإصدارات المدرسيّة.
- زيارة المكتبات العامّة، والخاصّة، والاستفادة ممّا تحتويه.
- ممارسة الكتابة الحُرّة، وكتابة الأبحاث المُتعلِّقة بالمُجتمَع، وقضاياه.
- ممارسة الأنشطة الرياضيّة: وهي الأنشطة التي يتمّ فيها استخدام الطاقة الجسميّة، والحركيّة، وهي من أكثر الأنشطة جَذباً للشباب، ومن أمثلتها:
- الرياضات الفرديّة، مثل: الجري ، والهرولة، وألعاب الجمباز ، والرماية.
- الرياضات الجماعيّة، مثل: كرة القدم ، وكرة السلّة، والكرة الطائرة .
- الرياضات المائيّة، مثل: الغطس، والتجديف، والتزلُّج على الماء.
- رياضات الدفاع عن النفس، مثل: الكاراتيه، والمُبارزة، والجودو.
- الرياضات الأخرى، مثل: ركوب الدرّاجات الهوائيّة، وركوب الخيل.
- ممارسة الأنشطة الاجتماعيّة: وهي الأنشطة التي تتضمَّن التواصُل مع أفراد المجتمع ، وتقوية العلاقات الاجتماعيّة معهم، ومن أمثلتها:
- المشاركة في الرحلات الجماعيّة إلى الأماكن السياحيّة، والترفيهيّة.
- المشاركة في الاحتفالات، والزيارات، واللقاءات الجماعيّة غير الرسميّة.
- المشاركة في المهرجانات التفاعُليّة الشعبيّة، والمُساهَمة في تنظيمها.
- المشاركة في الجلسات الجماعيّة، سواء مع الأسرة ، أو الأصدقاء.
- ممارسة الأنشطة الفنّية: وهي الأنشطة التي تشمل الفنون، والمهارات اليدويّة، ومن أمثلتها:
- ممارسة الأنشطة المسرحيّة، والتمثيليّة.
- الرسم، والتلوين، والتصوير.
- ممارسة أنشطة الحِرَف اليدويّة، مثل: الخَزَف، والنَّحت، والنسيج.
- المشاركة في دورات مُتخصِّصة في أعمال الإبداع، والتصميم ، والابتكار، مثل: تعلُّم الخطّ العربيّ ، وصناعة القِطَع التذكاريّة.
- ممارسة الأنشطة الخلويّة: وهي الأنشطة التي تُلبِّي رغبات الفرد في البحث عن المعرفة، والمغامرة، والتفكُّر في البيئة الطبيعيّة، حيث تتمّ ممارسة هذه الأنشطة في الخلاء، وفي الهواء الطَّلْق، ومن أمثلتها:
- المشاركة في الرحلات الجماعيّة العلميّة، والمُعسكَرات الشبابيّة التي تستهدف البيئة الطبيعيّة، وتحاول جمع المعلومات، والعيِّنات منها.
- زيارة الحدائق، والمُتنزَّهات العامّة.
- ممارسة هوايات التسلُّق، والعَدْو، والطيران الشراعيّ، وسباق الإبل، وغيرها من الهوايات التي تتعلَّق بالمجال الخلويّ.
- المشاركة في رحلات صَيد الحيوانات البرّية في الجبال، والأودية، وصيد الأسماك في المُسطَّحات المائيّة، مثل: الشواطئ، والأنهار.
- السَّير على الأقدام، والاستمتاع بالمناظر الطبيعيّة الخلّابة.
- ممارسة الأنشطة التطوُّعية: وهي الأنشطة التي تُمارَس في وقت الفراغ؛ بهدف إشباع الحاجات الاجتماعيّة، وتحقيق الرضا النفسيّ، ومن أمثلتها:
- المشاركة في الخدمات العامّة التطوُّعية، وممارسة التوعية، والإرشاد .
- المشاركة في أعمال الإغاثة، ومساعدة المُتضرِّرين من مختلف النكبات، والكوارث.
- المشاركة في أعمال التثقيف النفسيّ، والصحّي، ودَعْم الحملات الطبّية الخيريّة، والتطوُّعية، مثل التبرُّع بالدم، والتوعية من الأمراض الخطيرة.
- المشاركة في الأنشطة التي تخدمُ البيئة، وتُحافظ على مظاهرها.
- مشاركة الأنشطة التجاريّة: وهي الأنشطة التي تُمارَس مقابل مبلغ مادّي، ومن أمثلتها:
- اللعب في الملاهي، ومُدن الألعاب الكبيرة.
- زيارة المطاعم، والمقاهي، والحدائق، والأسواق، والمعارض.
- المشاركة في الرحلات السياحيّة.
ضوابط الترفيه
هناك بعض الضوابط التي تحكم الأنشطة، والوسائل الترفيهيّة؛ حتى يتحقَّق الهدف منها دون ضرر، أو أذى، وأهمّ هذه الضوابط من وجهة النظر الإسلاميّة:
- خُلوّ النشاط الترفيهيّ من أشكال السحر، والشرك بالله، مثل: قراءة الفنجان، ومُجالَسة العرّافين، والكُهّان.
- عدم الإدمان على ممارسة العمل الترفيهيّ إلى درجة التعلُّق به، وإهمال الأمور الدينيّة، والدنيويّة.
- خُلوّ النشاط الترفيهيّ من أيّ محظورات شرعيّة، مثل: الموسيقى، والمعازف.
- عدم تضمُّن العمل الترفيهيّ الاختلاط بين الجنسَين؛ تجنُّباً لكَسر حاجز الحياء بين المرأة، والرجل.
- عدم اشتمال العمل الترفيهيّ على العُرِيّ، والتبرُّج، والسفور، وخاصّة في بعض الرياضات، مثل: السباحة ، وألعاب القوى، والمصارعة.
- الحرص على أن لا يكون في العمل الترفيهيّ مَلهاة عن ذِكر الله، وعبادته، وطاعته، مثل: أداء الصلاة، وبِرِّ الوالدين، وغيرها من أعمال الخير.
- ممارسة أعمال الترفيه بمقدار الحاجة فقط، وليس على الدوام، مثل: حالات الشعور بالملل، والسآمة.
- مراعاة الحفاظ على الوقت، بحيث لا تكون الأنشطة الترفيهيّة سبيلاً لترك الواجبات، والأعمال الحياتيّة النافعة.
- التنبُّه إلى النفقات المادّية، وعدم الإسراف، والبذخ بحجّة الترفيه، والمُتعة.
- البُعد عن الإيذاء، والضرر بالآخرين، سواء على المستوى المعنويّ، أو الحسّي.