هل يمكن جلب الرزق سريعاً؟
طلب الرزق
قسم الله الرزق بين عباده، فلكل عبد رزق مكتوب ومعلوم عنده سبحانه وتعالى، فلن يُتوفى عبد حتى يستوفي رزقه، إذ روى أبو أمامة الباهلي عن الرسول عليه الصلاة والسلام: (إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها، وتستوعِبَ رزقَها، فاتَّقوا اللهَ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ)، قد أشار الإسلام إلى بعض الأمور التي يمكن أن تجلب الرزق بإذنه تعالى، كالاستغفار والدعاء، والسعي في طلب الرزق طبعاً، وفي الآتي بيان بعض النقاط التي توضح بعض المساعي التي يمكنها أن تيسر الرزق بإذنه تعالى:
مساعي لجلب الرزق
في الاتي بعض النقاط التي من شأنها أن تيسير الرزق بإذن الله تعالى:
التبكير في طلب الرزق
التبكير يعني الخروج أول النهار، للسعي والعمل؛ لما فيه من البركة، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)، فوقت الصبح تُقسّم فيه الأرزاق، وهو وقت أدعى لالتزام الإنسان، ونشاطه، وراحة جسده، وصفاء ذهنه؛ لذلك كان الحث عليه.
حسن التوكل على الله في الرزق
يقول -صلى الله عليه وسلم-: (لو أنَّكم توكَّلتُم على اللهِ حقَّ توكُّلِه، لَرزَقَكم كما يرزُقُ الطيرَ؛ تَغْدُو خِماصًا، وترُوحُ بِطانًا)، فالتوكل على الله حق التوكل دون الظن بأن الرزق بيد أحدٍ غيره، يجعل الرزق وفيراً، ولكل يوم رزقه المختلف، ولا يعني هذا ترك العمل والسعي، فالطيور دائمة الحركة، تخرج أول النهار جائعة تبحث عن رزقها، وتعود آخره ممتلئة شبعة، وهذا خير دليل على حسن التوكل على الله الرزاق.
الاستغفار والمداومة على الذكر والدعاء
يقول -سبحانه وتعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً)، فالاستغفار عن الذنوب والمعاصي بصدق النية، تتحصل فيه المغفرة، فالله -سبحانه- كثير المغفرة، وتأتي بذلك الأمطار، ويُستجلب الخير، وكذلك الرزق الواسع بالمال والأولاد، وحسن الزرع، فتظهر الآية الكريمة أهمية الاستغفار في تحصيل أنواع الرزق.
الاستقامة والانشغال بالطاعة لله
يقول -سبحانه وتعالى-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقد تعددت اللطائف والإشارات في الآية الكريمة، فمن يتبرأ من حوله وقدرته إلى قدرة الله وقوته؛ يجعل له المعونة، ويتكفل برزقه، ويعطيه من حيث لا يدري، فيكفيه أمره، ويخرجه من الضيق إلى السعة.
بر الوالدين وصلة الأرحام
يقول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)، فالواصل لرحمه، ودائم الإحسان إلى أهله، يبقى موصولاً بالله -جل وعلا-، فيحصل له الرزق ويُدفع عنه الشر، وتزداد البركات، ويكون له التوفيق في الحياة، وحسن الذكر بعد الممات.
الإنفاق في سبيل الله
إن الإنفاق في سبيل الله -سبحانه- من العلامات الدالة على الإيمان، فالنفس البشرية مجبولة على حب المال، والامتناع عن البذل، ولكن هذا الإنفاق عائد بالبركة والمنفعة لصحابه، فما يُنفقه الإنسان في سبل الخير يخلفه الله ولا يضيّعه، ويُبارك له في رزقه.
الشكر والحمد لله على النعم
يقول -سبحانه-: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)، ومِن شكر الله على النعم عدم استخدام ما أنعم به بالمعاصي، ودوام الشعور بالعجز عن إيفاء حق الله بالشكر، فحقيقة بقاء النعمة وزيادتها يكون بالشكر لله المنعم.
المتابعة بين الحج والعمرة
يقول -صلى الله عليه وسلم-: (تابِعوا بَينَ الحَجِّ والعُمْرةِ؛ فإنَّهما يَنْفيانِ الفَقرَ والذُّنوبَ كما يَنفي الكِيرُ خَبَثَ الحَديدِ)، والمتابعة بين الحج والعمرة: أن يجعل إحداهما خلف الأخرى، فإن حج اعتمر، وإن اعتمر حج، وهذا من أسباب الرزق ومغفرة الذنوب، والبعد عن الفقر.