هل يجوز صيام ايام التشريق
حكم صيام أيام التشريق
يختلف حكم صيام أيام التشريق بناءً على حال المسلم إن كان حاجاً أم غير حاج، وبيان ذلك فيما يأتي:
حكم صيام أيام التشريق للحاج
تُسمَّى الأيَّام الثَّلاثة التي تلي يوم عيد الأضحى بأيَّام التَّشريق ؛ وهي أيَّام الحادي عشر، والثَّاني عشر، والثَّالث عشر من شهر ذي الحجَّة، ومن خصائص هذه الأيَّام أنَّه يَحرم صيامها للحاجِّ إلَّا إذا كان مُتمتّعاً أو قارناً ولم يجد الهدي؛ إمَّا لعدم المال أو لعدم توفر الحيوان الذي سيُضحي به، فعندها يصوم هذه الأيَّام الثلاثة حتى لا يفوت موسم الحجِّ قبل صيامها.
وهذا قول جمهور الفقهاء من الحنفيَّة والمالكيَّة والحنابلة، لقول عائشة وابن عمر -رضي الله عنهما-: (لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ)، وقد ذهب جماعةٌ من أهل العلم كالإمام الشَّافعي وغيره إلى حُرمة صومها مُطلقًا.
حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج
ذهب جمهور الفقهاء من الأئمَّة الأربعة وغيرهم إلى حُرمة صيام أيَّام التشريق لغير الحاجِّ، وقد ثبت عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- النَّهيُ عن صيامها؛ فعن عائشة وابن عمر -رضي الله عنهما- قالا: (لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ)، إذ إنَّ أيَّام التَّشريق أيَّام أكلٍ وشربٍ كما قال النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أكْلٍ وشُربٍ).
الأعمال المستحبة في أيام التشريق
تتميَّز أيَّام التَّشريق المُباركة بمجموعة من الأعمال الفاضلة التي يجدر بالمسلم القيام بها، وهذه الأعمال:
- رمي الجمرات والمبيت في منى للحاج.
- ذبح الأضاحي؛ فإنَّ انتهاء وقت الذَّبح يكون بغروب شمس آخر يومٍ من أيَّام التَّشريق.
- الإكثار من ذكر الله -تعالى- وشُكره؛ وذلك لقوله -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)، والأيَّام المعدودات هي أيَّام التشريق كما قال أكثر العلماء.
- التكبير المُطلق في كلِّ وقت، وكذلك التكبير عُقب كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ؛ وذلك تعظيماً لله -تعالى-، وإظهاراً لشعائره.
- كثرة دعاء الله -تعالى-.
- التوسعة على الأهل بالأكل والشرب ولكن دون إسراف؛ وذلك لقول النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أكْلٍ وشُربٍ).
- برُّ الوالدين وصلة الأرحام والأقارب.
فضل أيام التشريق
أيَّام التَّشريق أيّامٌ مباركة ولها منزلة ومكانة عظيمة في الإسلام؛ فقد ثبت عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ)، ويوم القرِّ هو اليوم الأوَّل من أيَّام التَّشريق ؛ أي يوم الحادي عشر من ذي الحجَّة.
وقد حرَّم الله -تعالى- صيام هذه الأيام حتى تكون أيام فرحٍ وسرورٍ وتوسعةٍ على الأهل، لذلك قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أكْلٍ وشُربٍ)، إذ تتمتع الأبدان بالأكل والشرب، وتتمتَّع القلوب بالذّكر والشّكر، وبذلك تتمُّ النِّعمة.
وممَّا يُميِّز هذه الأيَّام الفضيلة أيضاً أنَّ الله -سبحانه وتعالى- قد ذكرها في كتابه العزيز فقال: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)، وأكثر أهل العلم على أنَّ الأيَّام المعدودات هي أيَّام التَّشريق.