هل مرهم العين يفطر الصائم
هل مرهم العين يفطر الصائم
اختلف الفقهاء في حُكم مرهم العين، وقطرة العين في حال الصوم؛ فقالوا إنّ المرهم في العين لا يُؤثّر في الصيام، وذلك عند من قال بصحّة الصيام مع استعمال قطرة العين حتى وإن وجد الصائم طعمها في حلقه، أمّا تفصيل الاختلاف في حُكم استعمال قطرة العين، فهو على رأيَين، هما:
- الرأي الأول: وَضعها في العين لا يُفطر، حتى وإن وجد الإنسان طعمها في حلقه، بشرط عدم ابتلاع ما وصل إلى الحلق؛ فإن ابتلعه فقد فسد صومه؛ وقد ذهب إلى هذا القول الحنفية، والشافعية ، والإمام ابن تيمية، وذهب إلى ذلك من المُعاصرين: الدكتور وهبة الزُّحيلي، والشيخ ابن عثيمين، وهو قرار مجمع الفقه الإسلاميّ أيضاً؛ واستدلّوا بحديث عائشة الذي ضعّفه كثير من العلماء، والذي أخبرت فيه أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يكتحل وهو صائم، وفيه دلالة واضحة على جواز وضع الكحل في العين.
- الرأي الثاني: قطرة العين تُفسِد الصوم؛ وهو قول المالكية، والحنابلة، ومن المُعاصرين: الدكتور صالح الفوزان، والشيخ محمد السلامي؛ واستدلّوا بحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي أمر فيه بالأثمد؛ وهو نوع من الكُحل يُوضَع عند النوم، وقال باجتنابه للصائم؛ فلو كان لا يُفسد الصوم لَما أمر النبيّ بتجنُّبه، والابتعاد عنه في حال الصوم، وقد ضعّف بعض العلماء هذا الحديث، واستدلّوا بحديث النبيّ الذي ينهى فيه عن المبالغة والاستنشاق في الوضوء حال الصوم؛ لأنّ كلّ ما يصل إلى الجوف مُفطر .
سبب الاختلاف في حُكم مرهم العين للصائم
اختلف الفقهاء في اعتبار مرهم العين مُفطراً، أم لا، وقد تمّ توضيح ذلك في ما سبق، إلّا أنّ سبب اختلافهم في ذلك يعتمد على اعتبار أنّ وصول شيء إلى الجوف سبب في إفساد الصوم، والإمساك عن ذلك من واجبات الصيام؛ فهل تعتبر العين منفذًا من المنافذ التي تؤدي إلى دخول شيء إلى الجوف أم لا؟، وكان تفصيلهم في اعتبار العين ممّا يوصل إلى الجوف كما يأتي:
- الحنابلة: ذهبوا إلى أنّ العين منفذ إلى الجوف؛ فأيّ شيء يدخل من العين ويصل إلى الحلق فإنّه يُعَدّ من مُبطلات الصيام، كالمرهم، والقطرة، أو غيرهما.
- الحنفية والشافعية والمالكيّة: يرى الحنفيّة أنّه ليس بين العين والجوف منفذ، وأنّه لا يصل شيء من العين إلى الحلق؛ فلا تكون عندهم القطرة وغيرها في العين من مُفسدات الصيام، ووافقهم في ذلك الشافعيّة الذين يرَون أنّ العين ليست من المنافذ المفتوحة إلى الجوف، ولا فرق عندهم بين وجود الطعم في الحلق، أو عدم وجوده، بخِلاف المالكية الذين فرّقوا بين وجود الطعم وعدمه.
هل هناك فرق بين المرهم والقطرة من حيث الحُكم
كثيراً ما يتساءل الناس عن أحكامٍ تخصّ الصيام في شهر رمضان، ومن هذه الأحكام مرهم العين، وما يشابهه، كالقطرة؛ إن كانت من الأمور التي تُبطِل الصيام، أم لا، وتجدر الإشارة إلى أنّ حُكم كلٍّ من المرهم أو ما يُسمّى بالدّهن، والقطرة، والكحل سواءٌ لدى العلماء؛ فقد بنى الفقهاء حُكم كلٍّ منها على أصلَين؛ الأوّل: مدى اعتبار العين مَنفذاً إلى الجوف، والثاني: مدى صحّة أحاديث الاكتحال وحُجّيتها.
وتجدر الإشارة إلى أنّه من المهمّ توضيح المقصود بقطرات العين، ومراهم العين، وذلك على النحو الآتي:
- قطرات العين: (بالإنجليزية: Eyedrops)، وهي تحتوي عادة على مادّة طبّية سائلة يتمّ وَضعها مباشرة في العين على شكل قطرات عند كلّ استعمال، وبعدد يُحدّده الطبيب؛ وتُستخدَم قطرات العين عادة لعلاج العديد من الحالات، مثل: جفاف العين، والحساسيّة، والزرق، وعدوى العين، كما تُسهم في كثير من الحالات في الحفاظ على سلامة الرؤية، وحماية العين.
- مراهم العين: (بالإنجليزية: Eye ointment)؛ هي أدوية مُعقّمة دُهنيّة القوام، يتمّ تطبيقها مباشرة داخل الجفن السُّفلي للعين، وبعدها تذوب إلى قطرات صغيرة تعلق بين مقلة العين والجفن لفترة كافية تزيد من فترة وجودها داخل العين، وبالتالي المقدرة على امتصاصها بشكل أكبر، ومن الجدير بالذكر أنّ المراهم والقطرات تُساهم في سرعة علاج العديد من مشاكل العيون؛ نظراً لتطبيقها مباشرة على العين، عِوضاً عن أخذها عن طريق الفم، الأمر الذي يتطلّب وقتاً أطول.