هل تبطل الأفلام الإباحية الصلاة والصيام؟
هل تبطل الأفلام الإباحية الصلاة؟
الأفلام الإباحية مما يحرم ممارسته على المسلم وفعله وارتكابه، فيجب عليه أن يقلع عنها ويتوب إلى الله -عز وجل-، ويقلع عن ممارستها قبل أن توافيه المنية، ويندم يوم لا ينفع الندم، وإنما صلاة من يفعل المحرمات صحيحة من حيث أحكام الدنيا فلا يطالب بإعادتها، ولكن هل تقبل أو لا تقبل صلاته؟ فهذا بعلم الله -عز وجل-، قال -تعالى-: (قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ .
هل تبطل الأفلام الإباحية الصيام؟
شرع الله -عز وجل- صيام رمضان لتهذيب النفوس، وتقوى الله -عز وجل-، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ، ومشاهدة الأفلام الإباحية مما يتنافى مع الحكمة التي شُرع من أجلها الصيام وهي التقوى، وهي من أشد المحرمات في رمضان وفي غيره، ويجب على المسلم التوبة وتعظيم شعائر الله في رمضان.
لكن هذه المحرمات في رمضان أشد من غيرها؛ لأن من يفعل ذلك ينتهك حرمة هذا الشهر، ويخالف مقصود الله -عز وجل- في هذا الشهر الكريم من الصيام، ولا يستجيب لنداء هذا الشهر الذي جعله الله -عز وجل- نداء رحمة للعباد، ولا شك أن من يشاهد هذه الأشياء يتأثر صومه، فيتأثر صومه في النهار فيبطل، وفي الليل لا يبطل ولكن ينقص أجره، فتحبط الكثير من الحسنات في هذا الشهر، ومن شؤم المعصية أنها تجر إلى غيرها من المعاصي.
وثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِذَا كَانَ أوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ).
حكم مشاهدة الأفلام الإباحية
مشاهدة الأفلام الإباحية حرام شرعاً، فالإسلام حارب الفساد والانحلال بجميع أشكاله، وقطع كل الطرق التي تؤدي إليه، والأفلام الإباحية مظهر من مظاهر الفساد والانحلال الأخلاقي، وما يؤدي إلى الخير فهو خير وما يؤدي إلى الشر فهو شر، ومشاهدة هذه الأفلام وسيلة من وسائل الفساد وانتشار الرذيلة والزنا وغيرها، فهي تؤدي إلى ما هو أكبر منها، وهناك من الحوادث الكثيرة التي كانت بسبب هذه الأفلام.
ولا أظن أن هناك مسلماً تقياً يقول بجواز مشاهدة الأفلام الإباحية؛ لأن فيها انتهاك للمحرمات ونظر إلى ما حرم الله -عز وجل-، فإن العين تزني بالنظر، ونشر تلك الأفلام وطبع تلك الصور حرام، وترويج ذلك ونشره أيضاً حرام؛ لأنها كلها تدور في دائرة المنهي والمحرم عنه، فلا يجوز الخوض فيها والأخذ بها، ليتجنب الإنسان الإثم ويدرء عن نفسه مفاسد تنتج عنها، ويحصن ويقوي نفسه اتجاه هذه المحرمات.