هل الأرض كروية أم مسطحة؟

هل الأرض كروية أم مسطحة؟

بدأت أبحاث البشر حول كروية الأرض منذ أكثر من 2000 عام، فقد قام الإغريق القدماء بقياس الظلال أثناء الانقلاب الصيفي وحساب محيط الأرض، والاستدلال بمواقع النجوم والأبراج لتقدير المسافات على الأرض والتي جعلتهم يتوصلون إلى حقيقة أن الأرض كروية، أما في أيامنا هذه يستخدم العلماء "الجيوديسيا" ( geodesy ) وهو علم قياس شكل الأرض والجاذبية والدوران والذي يوفر قياسات دقيقة توضح أن الأرض مستديرة، إلى جانب استخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والأقمار الصناعية التي تساعد العلماء قياس حجم الأرض وشكلها في حدود سنتيمتر واحد حيث تظهر الأرض مستديرة في الصور الفضائية مثل القمر، ولكن الأرض بالرغم من كرويتها فهي ليست كرة مثالية بسبب القوة التي تحدث عندما تدور الأرض والتي تجعل القطبين الشمالي والجنوبي مسطحان قليلاً.

كيف ثبت أن الأرض كروية؟

ثبتت كروية الأرض بشكل قطعي في الصور الفضائية التي تم التقاطها من الطائرات أو في محطة الفضاء الدولية، ولكن هناك عدد من الأسباب الأخرى التي تؤكد هذه الحقيقة وتجعل العلماء يثبتون حقيقة كروية الأرض بشكل قطعي، وأبرز هذه الأسباب:

• بسبب كروية الأرض لا يمكننا النظر إلى مسافات أبعد من مدى الرؤية أي أنه لا يمكننا رؤية ما هو أبعد من مسافة أميال بالإضافة إلى وجود منحنى في المناظر الطبيعية، ولكن في حال كانت الأرض مسطحة فسيحدث عكس ذلك وسيصبح بالإمكان الرؤية على مسافات بعيدة كرؤية مدينة أخرى تبعد مئات الأميال أو رؤية السفينة وفي تبحر إلى المكان المقصود.
• من الحقائق التي أثبتت كروية الأرض هي اختلاف الطريقة التي تضرب بها الشمس كل موقع على سطحها، وهو ما يسبب اختلاف أطوال الظلال في مختلف أنحاء الأرض، فإن لم تكن الأرض كروية ستكون أطوال جميع الظلال متساوية بغض النظر عن الموقع، وهذا يعني أن الشمس تسقط على جميع أنحاء الأرض بنفس الزاوية، ولكن الحقيقة عكس ذلك، فإذا وضعنا عصيْن متطابقتين على سطح الأرض في مكانين مختلفين فسنجد أن طول ظلالهما يختلف.
• من الحقائق التي أثبتت كروية الأرض هي أن الشمس تغرب في أوقات مختلفة في مواقع مختلفة، وذلك لأن موضع الشمس يختلف باختلاف الموقع على سطح الكرة الأرضية، وبالتالي فإن التوقيت الذي ستنخفض ​​فيه الشمس في السماء وتختفي في النهاية خلف الأفق سيتغير، وهو ما يسبب أيضًا اختلاف المناطق الزمنية في أجزاء مختلفة من العالم، ولأن الأرض كروية يواجه جزءاً منها الشمس والجزء الآخر على الجانب الآخر منها يكون مظلماً، أما بالنسبة لأجزاء العالم القريبة من بعضها البعض يكون الفرق في الوقت بينها قليلاً.
• تمر الأرض بين القمر والشمس خلال خسوف القمر وفي تلك الأثناء تعرض الشمس ظل الأرض على القمر وهو ما يجعل رؤية ظل الأرض عند النظر إلى القمر ممكنة، حيث يظهر أن هناك ظلًا مستديرًا وليس ظلًا مسطحًا، ولكن في حال كانت الأرض مسطحة ومستديرة مثل الفطيرة سيكون الظل على القمر مستديرًا لكن شكل الأرض يكون مسطحًا، أما في حال افترضنا أن الأرض مسطحة ولكنها تدور فإن شكلها سيكون مختلفًا بالنسبة للكسوف في أوقات مختلفة من النهار أو الليل، فستظهر ظلها في بعض الأحيان كخط وفي أحيان أخرى سيظهر على شكل بيضاوي أو دائرة أثناء دورانه.

ما هو شكل الأرض بالتحديد؟

تتسم الكرة الأرضة بأنها:

• تبدو الأرض مستديرة تماماً عند رؤيتها من الفضاء ولكنها في الواقع أقرب إلى شكل بيضاوي وحتى الشكل الإهليلجي لا يصف بشكل دقيق ومناسب شكل الكرة الأرضية الفريد والمتغير.
• يوصف شكل كوكب الأرض عند خط الاستواء بأنه أقصر وأكثر بدانة منه عند القطبين بحوالي 70000 قدم، وهو ما يسبب قوة الطرد المركزي الناتجة عن الدوران المستمر للأرض.
• يبلغ ارتفاع الجبال 30 ألف قدم تقريبًا وخنادق المحيط التي تغوص أكثر من 36 ألف قدم بالنسبة إلى بمستوى سطح البحر، ويتغير شكل الأرض باستمرار حتى مستوى سطح البحر نفسه يتشكل بشكل غير منتظم.
• تؤدي الاختلافات الطفيفة في مجال الجاذبية الأرضية إلى تشكل تلال ووديان دائمة في سطح المحيط يزيد ارتفاعها عن 300 قدم بالنسبة إلى الشكل الإهليلجي.
• بسبب التغير الدائم في شكل الأرض تحدث مجموعة من الظواهر الطبيعية، كظاهرتي المد والجزر اليومي الذي يؤثر على كل من المحيط والقشرة واللتان تحدثان بسبب التغير الدوري في شكل الأرض.
• يتسبب التغيير البطيء والثابت في شكل الأرض لحدوث ظواهر طبيعية ذات تأثير عميق كانجراف الصفائح التكتونية أو ارتداد القشرة بعد ذوبان طبقة سميكة من الجليد.
• في بعض الأحيان يتغير شكل كوكب الأرض بطرق عنيفة وعرضية بسبب ظواهر جيولوجية قوية مثل الزلازل أو الانفجارات البركانية أو ضربات النيازك.