هبوط الضغط عند الأطفال
هبوط الضغط عند الأطفال
هبوط الضغط (بالإنجليزية: Hypotension)، أو الضغط المنخفض، أو انخفاض ضغط الدم لدى الأطفال؛ هو انخفاض قيم ضغط الدم لدى الأطفال البالغين 10 سنواتٍ أو أكثر لتصبح أقل من معدلها الطبيعيّ؛ حيث تنخفض قيمة الضغط إلى ما دون 90/50 ميلليمتر زئبقي، أو أن تكون قيمة ضغط الدم أقل من معدل قيم ضغط الدم الطبيعية لدى 5% من الأطفال، أو كلتا الحالتين معًا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن حالات انخفاض ضغط الدم لا تستدعي القلق دائمًا، وتعتمد شدة الحالة على السبب الكامن وراء هبوط الضغط، وأمّا بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا فإن قيم ضغط الدم تتفاوت، وقد يعتبر هذا التفاوت طبيعيًا؛ حيث يعتمد ذلك على العوامل الآتية:
- الجنس؛ فقد تتفاوت قيم الضغط بين الذكور والإناث من الأطفال.
- الطول.
- العمر.
وتجدر مراجعة الطبيب لتحديد قيم ضغط الدم الطبيعية لدى الطفل وذلك بمقارنته مع أقرانه من نفس العمر والجنس والطول؛ وبشكل عامّ فإنّ قيم ضغط الدم لدى الرضّع والأطفال واليافعين أقل من قيم ضغط الدم لدى البالغين. ويشار إلى أن انخفاض ضغط الدم لدى الأطفال تُقدّر نسبته بين 0.5-0.7% لدى الأطفال في سن الدراسة، وذلك وفقًا لما نشرته مجلة مجلة جمعية القلب الأمريكية (Journal of the American Heart Association).
أعراض هبوط الضغط عند الأطفال
قد لا تظهر أيّ أعراضٍ تشير إلى انخفاض ضغط الدم لدى بعض الأطفال، وقد يعاني البعض الآخر من ظهور أعراضٍ خفيفةٍ مثل: التعب المستمر، والصداع، والتي قد تدل أحيانًا على هبوط الضغط لكنها لا ترتبط بانخفاض الضغط حصريًا؛ فقد تظهر أيضًا عند حدوث مشاكل صحيةٍ أخرى. وفيما يأتي ذكرٌ للأعراض التي قد تظهر عند هبوط الضغط لدى الأطفال:
- عدم وضوح الرؤية.
- الإغماء.
- تسارع أو اختلال ضربات القلب .
- الضعف العام.
- الشعور بالارتباك والتشوش.
- الدوار أو الدوخة .
*الشعور بالتملمُل وعدم الراحة.
- برودة الجلد، ورطوبته، وشحوبه.
- تأخر عودة لون الجلد عند الضغط عليه؛ بسبب تأخر امتلاء الشعيرات الدموية بالدم.
- الإعياء.
أما في حال الإصابة بهبوط الضغط الشديد؛ فقد يتسبب ذلك بحدوث بعض المضاعفات والأعراض الخطيرة، ومنها ما يأتي:
- الإصابة بالصدمة (بالإنجليزية: Shock).
- حدوث مشاكل في القلب.
- سرعة التنفس.
الأسباب وعوامل الخطر
تتعدد الأسباب المؤدية لهبوط الضغط عند الأطفال، وفيما يأتي بيانُ بعض الأسباب الشائعة والتي قد تعد عوامل خطرٍ ترفع فرصة هبوط الضغط عند الأطفال:
- الجفاف: (بالإنجليزية: Dehydration)، ويحدث نتيجة فقدان الجسم لكمياتٍ كبيرةٍ من الماء دون أن يتم تعويضها.
- الحساسية: قد يتسبب رد الفعل التحسسيّ الشديد والذي يعرف بصدمة الحساسية (بالإنجليزية: Anaphylaxis shock) بانخفاض ضغط الدم، وتظهر الحساسية نتيجة رد فعل الجهاز المناعيّ عند تعرضه لأحد مسببات الحساسية غير الضارة بالعادة؛ فيهاجمها ويعتبرها أجسامًا غريبةً.
- العدوى: قد تصاحب الإصابة بالعدوى الشديدة هبوطًا في ضغط الدم.
- فقر الدم الناجم عن عوز الحديد: (بالإنجليزية: Iron deficiency anemia)، قد يظهر انخفاض ضغط الدم مع أعراضٍ عديدةٍ أخرى عند الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد لدى الأطفال، وتزداد فرصة هبوط الضغط في الحالات الشديدة من فقر الدم.
- الإصابات الجسدية: تؤدي بدروها إلى حدوث نزيفٍ داخليّ؛ كالإصابات في منطقة البطن، أو نزيفٍ خارجيّ، وكلاهما قد يؤدي إلى هبوطٍ في الضغط بسبب فقدان الدم بكمياتٍ كبيرةٍ.
- سوء التغذية: حيث قد يؤدي نقص مستويات الفيتامينات والعناصر المهمة في الجسم، مثل: حمض الفوليك وفيتامين ب12 إلى هبوط الضغط.
- المشاكل الأيضية: حيث قد يسبب وجود خللٍ في الجهاز الصمّاوي وبالتحديد الغدد التى تفرز الهرمونات انخفاض ضغط الدم.
- اضطرابات القلب: قد يعاني الطفل من عدة أعراضٍ عند إصابته بفشل القلب ، وغيرها من الأمراض القلبية، ومن هذه الأعراض: انخفاض ضغط الدم، وبطءٍ في نمو الطفل، والإصابة باضطراباتٍ تنفسيةٍ، وفرط التعرق.
- الإجهاد البدني والعاطفي: قد تحفز بعض الممارسات حدوث انخفاضٍ في الضغط، مثل: ممارسة التمارين المجهدة، والتعرض للشمس لأوقاتٍ طويلةٍ في الصيف، والجلوس أو الوقوف لفترةٍ طويلةٍ، بالإضافة إلى التعرض للضغط والتوتر النفسي.
- استخدام أنواعٍ معينةٍ من الأدوية: مثل: أدوية القلق، وبعض مسكنات الألم .
أنواع هبوط الضغط عند الأطفال
يمكن تقسيم هبوط ضغط الدم عند الأطفال إلى عدة أنواعٍ، وفيما يأتي بيانها:
- هبوط ضغط الدم الانتصابي: (بالإنجليزية: Orthostatic hypotension)؛ وهو انخفاض ضغط الدم بسبب تغيير وضعية جسم الطفل بشكلٍ مفاجىء؛ كالجلوس أو الوقوف فجأةً، ويعتبر من الأسباب الشائعة لانخفاض الضغط، وبشكلٍ عام؛ في الأوضاع الطبيعية يستعيد الجسم ضغط الدم الطبيعي خلال ثوانٍ معدودةٍ.
- هبوط ضغط الدم العصبي: أو هبوط الضغط بوساطة عصبية (بالإنجليزية: Neurally mediated hypotension)، ويؤثر هذا النوع من هبوط الضغط بشكلٍ رئيسيَ في الأطفال، ويطلق عليه أيضًا الإغماء (بالإنجليزية: Syncope) أو الغشيان، وقد يحدث هذا النوع لدى الأطفال بعد تناول الطعام، أو بعد ممارسة التمارين الرياضية، أو بسبب وجود الطفل في بيئةٍ دافئةٍ، أو بعد الوقوف لمدةٍ طويلةٍ، ويحدث نتيجة خللٍ في الجهاز العصبي الذاتي، والذي يؤدي إلى خللٍ في التواصل بين القلب والدماغ؛ مما قد يتسبب بانخفاض الضغط.
وبطريقة أخرى يمكن تقسيم هبوط الضغط كما يأتي:
- انخفاض ضغط الدم الأساسي: (بالإنجليزية: Primary hypotension)، أو انخفاض ضغط الدم الأوليّ؛ وهو انخفاض ضغط الدم غير المرتبط بمسببٍ معروف.
- انخفاض ضغط الدم الثانوي: (بالإنجليزية: Secondary hypotension)، ويحدث نتيجةً لمسببٍ أو مرضٍ معينٍ يمكن تتبعه ومعرفته.
التشخيص
يتّبع مقدم الرعاية الصحية الخطوات الآتية لتشخيص الإصابة بانخفاض ضغط الدم لدى الأطفال:
- تقييم الأعراض: يتحقق الطبيب من الأعراض المرتبطة بانخفاض الضغط، وقد يستفسر من الأهل عن وجود أيّ مشكلةٍ صحيةٍ يعاني منها الطفل.
- جهاز قياس ضغط الدم: (بالإنجليزية: Sphygmomanometer)؛ يستخدم الطبيب جهاز قياس الضغط اليدويّ أو الرقميّ، بهدف معرفة قيمة ضغط الدم.
- عد نبضات القلب: وذلك من خلال الضغط البسيط بالأصابع على أحد الشرايين لاستشعار النبض؛ فقد يساعد ذلك على معرفة عدد نبضات القلب.
- تخطيط القلب الكهربائي: (بالإنجليزية: Electrocardiogram) واختصارًا ECG ، ويلجأ إليه الطبيب لمعاينة أداء القلب بشكلٍ أفضل في حال الكشف عن ظهور بعض الاختلالات.
العلاج
يعتمد العلاج على معرفة السبب الكامن وراء حدوث انخفاض الضغط، وفيما يأتي بيانُ بعض الأسباب وعلاجها:
- في حالة هبوط ضغط الدم الانتصابي الناجم عن نقص حجم الدم بسبب أخذ بعض الأدوية؛ قد يعدّل الطبيب جرعة الدواء أو قد يطلب من المريض ايقاف الدواء.
- في حالة انخفاض ضغط الدم بسبب الاستلقاء في السرير لفتراتٍ طويلةٍ؛ قد يُطلب من المريض النهوض من السرير وزيادة عدد مرات حركته بشكلٍ تدريجيّ؛ وقد يؤدي ذلك إلى تحسن قيم ضغط الدم المنخفضة.
- استخدام بعض البدلات، أو الجوارب المرنة التي قد تساعد في رفع قيمة ضغط الدم.
- يساعد تناول الأملاح وشرب السوائل على رفع قيمة ضغط الدم في حالات الجفاف.
- قد يلجأ الطبيب لوصف بعض الأدوية لعلاج أيّ مشكلةٍ صحيةٍ ينتج عنها انخفاضٌ في ضغط الدم، ومن الأمثلة عليها: الحساسية ، أو العدوى، أو أمراض القلب.
- في حالات هبوط الضغط الشديد؛ قد يصف الطبيب دواء الميدودرين (بالإنجليزية: Midodrine) لرفع قيم ضغط الدم المنخفضة.
نصائح وإرشادات
يمكن اتباع بعض الخطوات البسيطة التي تعتمد على إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة للتحكم بضغط الدم المنخفض، أو حتى المساعدة على استعادة قيم ضغط الدم الطبيعية، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:
- ارتداء الجوارب الضاغطة: تساعد الجوارب الضاغطة على تقليل كمية الدم المتجمّعة في الأطراف السفلية من الجسم، وتدفعه اإلى أعلى، وتساعد على تدفق الدم في كل أنحاء الجسم، كما تلعب دورًا مهمًا في تقليل شدة أعراض الدوالي الوريدية (بالإنجليزية: Varicose veins)؛ كالضغط والألم الناجمين عنها.
- تقسيم وجبات الطعام: حيث يساعد تناول وجبات الطعام الصغيرة، وتوزيعها على عدة أوقاتٍ متفرقة من اليوم على تزويد الجسم بما يحتاجه من عناصر غذائيةٍ، ويقلل التباعد والتفاوت بين الوجبات الغذائية؛ مما يقلل فرصة انخفاض ضغط الدم مقارنةً بالوجبات الكبيرة والدسمة.
- زيادة كمية الأملاح: يُنصح بزيادة تناول الأملاح عند حدوث انخفاض الضغط المفاجىء في المنزل؛ حيث يحتوي ملح الطعام على عنصر الصوديوم ، والذي بدوره يساعد على رفع قيمة ضغط الدم.
- شرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء: يزيد شرب الماء حجم الدم، كما يقلل فرصة التعرُّض للجفاف، وكلاهما يساهمان في رفع ضغط الدم.
- تجنب الإجهاد البدني: حيث يُنصح بعدم وقوف أو جلوس الطفل لفتراتٍ طويلةٍ؛ خاصةً في الطقس الدافىء.
- تجنب التغيير المفاجىء لوضعية الجسم: قد يسبب التغيير المفاجىْ لوضعية الجسم؛ كالوقوف المفاجىء أو الجلوس المفاجىء بالشعور بالدوار والدوخة، وحتى حدوث الإغماء في بعض الحالات، كما ينصح بتجنب الحركات السريعة المفاجئة خاصةً لدى الأشخاص ذوي الضغط المنخفض.