نموذج الأرض المسطحة
نموذج الأرض المسطحة
يفترض نموذج الأرض المسطحة أنّ الأرض مسطحة الشكل؛ ويُجادل المؤيدون لهذه النظرية أنّه عند التجول على سطح الكوكب يظهر بشكل مسطح ومستوي وليس كروي، كما أنّ لمؤيدين هذه النظرية جمعية تسمى جمعية الأرض المسطحة، ينشر أصحاب هذه الجمعية آرائهم ويُدافعون عنها على موقعهم الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، ووفقا لرئاسة الجمعية فإنّ أعدادهم تزداد منذ 2009م بمعدل 200 شخص سنوياً.
شيوع نموذج الأرض المسطحة في الماضي
وفقاً لتصريح رسّامة الخرائط في جامعة ملبورن شاندرا جاياسوريا اعتقد الناس قديماً أن الأرض مسطحة، ويعود ذلك لأسباب عدةّ وهي كما يأتي:
- عدم سفر سكان الشعوب القديمة خارج مكان ولادتهم لأكثر من بضعة كيلومترات؛ لذا فإن الأفق الذي رأوه كان دائماً هو نفسه.
- عدم اهتمام الناس قديماً بشكل الأرض؛ وذلك بسبب انشغالهم بتلبية ضروريات الحياة.
- عدم إمكانية رؤية كروية الأرض وانحنائها بشكل واضح إلّا من الفضاء الخارجي؛ ممّا يعني أنّ الشعوب قديماً لم تكن لديهم وسية لرؤية انحناءات الأرض لذا كان من الأسهل تصديق أنّ الأرض مسطحة.
- عدم ترابط العالم ممّا صعّب انتقال المعلومات من مكان لآخر بشكل سريع، وجعل العلم الذي يعرفه الناس محصوراً بمكان عيشهم وقريتهم.
صحة نموذج الأرض المسطحة
يُعتبر نموذج الأرض المسطحة باطلاً؛ حيث يُمكن إثبات كروية الأرض من خلال النقاط الآتية:
- يمكن رؤية انحناء كوكب الأرض من خلال الأقمار الصناعية الموجودة في الفضاء.
- يمكن استخدم التلسكوبات عالية الطاقة لفحص الكواكب في النظام الشمسي وخارجه.
- تعتمد قوة الجاذبية التي توجد على سطح الأرض على المسافة بين جسمين متفاعلين والجسم الوحيد ثلاثي الأبعاد الذي يمكن احتساب مسافة واحدة له هو الكرة.
أول من دحض نموذج الأرض المسطحة
كان معروف منذ زمن الإغريق القدامى أنّ الأرض كروية حيث اعتُقد بأنّ فيثاغورس هو أول من اقترح أنّ الأرض كانت مستديرة في العام 500 ق.م، واستند في فكرته على ملاحظة الحد الفاصل ما بين جزء القمر في الجزء المضيء والجزء الآخر في الظلام أثناء دورانه حيث يجب أنّ يكون القمر كروياً، كما استنتج أيضاً أنّه يجب كذلك أن تكون الأرض هي الأخرى كروية، وفي العام 430 ق.م وضح أناكساغوراس السبب وراء خسوف الشمس والقمر كما استخدم أيضاً شكل ظل الأرض على القمر أثناء خسوف القمر كدليل على أنّ الأرض كروية.
أعلن أرسطو في العام 350 ق.م أنّ الأرض كروية بناءً على الملاحظات التي دونها حول الأبراج التي يُمكن رؤيتها في السماء أثناء الابتعاد عن خط الاستواء،
وأُجريت بعد ذلك التقديرات العلمية الأولى لمحيط الأرض من قِبل عالم الرياضيات والجغرافي اليوناني إراتوستينس في العام 240 ق.م. حيث إنّه أشار إلى أنّه في يوم 21 من شهر حزيران يُمكن رؤية انعكاس أشعة الشمس في بئر عميقة بالقرب من مدينة أسوان في مصر ممّا يعني أنها كانت فوق الرأس مباشرة، لكن في الإسكندرية والتي تبعد ما يُقارب 800 كم عن شمال سيناء تبلغ زاوية الشمس 7 ° في ظهر نفس اليوم.
يجدر بالذكر أنّه رغم كل الجهود السابقة إلّا أنّ نظرية الأرض المسطحة بقية مشهورة لفترة طويلة، حيث إنّ كروية الأرض لم تُقبل بشكل كبير وواسع إلّا بعد دخول القرن 15م تقريباً، حيث حدد بطليموس في العام 150م إحداثيات خطوط العرض والطول لما يُقارب 8000 مكان حول العالم، إضافة إلى ذلك جمع العديد من العلماء الأدلة والملاحظات على كروية الأرض.