نقص هرمون النمو عند البالغين
نقص هرمون النمو عند البالغين
يحدث نقص هرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone deficiency) واختصارًا GHD عندما لا تنتج الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary gland) كمية كافية من هرمون النمو أو ما يُعرف بالسوماتوتروبين (بالإنجليزية: Somatotropin)، مما يؤدي إلى عدم إطلاقه بكميات كافية إلى مجرى الدم؛ مسببًا بطء النمو؛ إذ يشار إلى أنّ هرمون النمو يُعدّ مسؤولًا عن تحفيز نمو وتكاثر الخلايا في الجسم، وبالرغم من أن نقص هرمون النمو يؤثر في الأطفال بشكلٍ أكثر شيوعًا من البالغين؛ إلّا أنه قد يصيب البالغين أيضًا؛ إذ يُعدّ هرمون النمو هرمونًا مهمًا لجسم الإنسان حتى بعد سن البلوغ فهو يحافظ على بنية الجسم واستمرار عمليات الأيض.
أعراض نقص هرمون النمو عند البالغين
قد تتفاوت الأعراض المرافقة لنقص هرمون النمو عند البالغين من شخص لآخر، كما أنّ العديد من الأشخاص قد لا يعانون من عرض واحد فقط وإنما قد يعانون من مجموعة من الأعراض معًا، وفيما يأتي بيانها:
- زيادة النسيج الدهني في الجسم خاصة في المنطقة المحيطة للخصر.
- انخفاض الكتلة العضلية.
- انخفاض قوة الجسم والقدرة على التحمّل كتحمل التمارين الرياضية.
- الشعور بالتعب الشديد وانخفاض شديد في مستويات الطاقة.
- صعوبة التركيز وضعف الذاكرة.
- الشعور بالعزلة الاجتماعية وانخفاض جودة الحياة.
- زيادة الحساسية تجاه البرودة أو الحرارة.
- القلق والاكتئاب.
- انخفاض كثافة العظام مما قد يزيد من معدل حدوث كسور العظام في مرحلة منتصف العمر وما بعدها.
- الصلع عند الرجال.
- مقاومة الإنسولين .
- ترقق وجفاف الجلد.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- المعاناة من مشاكل في القلب.
- حدوث تغيرات في مستويات الكوليسترول في الدم كما ياتي:
- ارتفاع تركيز البروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزية: Low-density lipoprotein) واختصارًا LDL المعروف بالكوليسترول السيء.
- انخفاض تركيز البروتين الدهني مرتفع الكثافة (بالإنجليزية: High-density lipoprotein) واختصارًا HDL المعروف بالكوليسترول الجيد.
- ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية (بالإنجليزية: Triglyceride).
أسباب وعوامل خطر نقص هرمون النمو عند البالغين
يعزى السبب في معظم حالات نقص هرمون النمو عند البالغين إلى حدوث تلف أو ضرر في الغدة النخامية بسبب وجود ورم فيها أو نتيجة الخضوع لإحدى الطرق العلاجية المستخدمة في علاج هذا الورم؛ كالجراحة أو العلاج بالأشعة أو كليهما معًا، كما يشار إلى أن الغدة النخامية قد تتضرر نتيجة التعرض لأي من الأسباب أو العوامل الآتية:
- الخضوع للعلاج الإشعاعي في منطقة الدماغ لإزالة أورام أخرى موجودة بالقرب من الغدة النخامية.
- الخضوع للعلاج الإشعاعي في حالات الإصابة بسرطان الدم المعروف أيضًا باللوكيميا (بالإنجليزية: leukemia).
- حدوث إصابة شديدة في الرأس.
- المعاناة من أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune diseases).
- الإصابة ببعض الحالات المرضية التي تُسبب إعاقة أو منع التروية الدموية إلى الغدة النخامية، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:
- متلازمة شيهان: (بالإنجليزية: Sheehan's syndrome)، والتي يحدث فيها فقدان لوظائف الغدة النخامية للمرأة نتيجة فقدان شديد للدم بعد الولادة.
- السكتة النخامية: (بالإنجليزية: Pituitary apoplexy)، وتتمثل بحدوث نزيف مفاجئ في الغدة النخامية.
ويشار إلى أنه في بعض الحالات قد لا يكون هناك سبب واضح لنقص هرمون النمو عند البالغين ويُطلق على هذه الحالة نقص هرمون النمو مجهول السبب، وقد يُعزى السبب في بعض الحالات الأخرى لنقص هرمون النمو عند البالغين وغير المتعلقة بوجود ضرر في الغدة النخامية بوجود تطوّر غير طبيعي للغدة النخامية خلال المرحلة الجنينية من مراحل الحمل، أو نتيجة الإصابة بعيوب جينية مختلفة؛ مثل: متلازمة برادر ويلي (بالإنجليزية: Prader–Willi syndrome) أو متلازمة تيرنر (بالإنجليزية: Turner syndrome).
تشخيص نقص هرمون النمو عند البالغين
يسهل تشخيص نقص هرمون النمو من قِبل الطبيب في حال معاناة المُصاب من مرض في الغدة النخامية، ولكن يشار إلى عدم إمكانية الاعتماد على قياس مستوى هرمون النمو لمرة واحدةٍ في عينة دم عشوائية؛ إذ لا تعتبر هذه الطريقة مؤشرًا موثوقًا لحالة هرمون النمو في الجسم، وذلك لأن هرمون النمو لا يتم إفرازه من الغدة النخامية إلا بشكل متقطع، وبالتالي فإنه يتم اللجوء عادةً إلى مجموعة من الفحوصات لتشخيص نقص هرمون النمو عند البالغين، وفيما يأتي بيانها:
- فحوصات تحفيز هرمون النمو: (بالإنجليزيّة: Growth hormone stimulation tests)، وهي مجموعة من الفحوصات يقوم مبدأ عملها على تحفيز الغدة النخامية على إفراز هرمون النمو، ويشار إلى أن هذه الفحوصات تعد ضرورية في معظم الحالات لتشخيص نقص هرمون النمو، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن إجراؤها في العيادات الخارجية ولا تتطلب دخول الشخص المعني إلى المستشفى، وعادةً ما يستغرق إجراؤها ساعتين تقريبًا، ومن الأمثلة على هذه الفحوصات ما يأتي:
- فحص تحمل الأنسولين (بالإنجليزية: Insulin tolerance test) واختصارًا ITT، وهو أكثر الفحوصات المستخدمة شيوعًا لتشخيص نقص هرمون النمو، ويتضمن هذا الفحص إعطاء المريض لجرعات من الأنسولين الذي يشار إلى أنه يخفّض مستوى السكر في الدم، والذي بدوره يحفز الغدة النخامية على إفراز هرمون النمو، وبعد ذلك يتم أخذ عينات من الدم في فترات زمنية محددة ولمدة ساعتين لتحديد مدى استجابة هرمون النمو للفحص الذي تم إجراؤه؛ ففي حال لم ترتفع مستويات هرمون النمو في الدم إلى مستوى معين، فهذا قد يعني أن الغدة النخامية لا تنتج ما يكفي من هرمون النمو في الجسم.
- فحص الأرجينين (بالإنجليزية: Arginine test).
- فحص الهرمون المطلق لهرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone–releasing hormone test) واختصارًا GHRH test.
- فحص عامل النمو الشبيه بالأنسولين-1: (بالإنجليزية: Insulin-like growth factor 1) واختصارًا IGF-1، ويُعرف بأنّه هرمون ينتج في الكبد وبعض أنسجة الجسم استجابة لمستويات هرمون النمو في الدم، وبشكلٍ عام يمكن الاعتماد على مستوياته في الدم كمؤشر لحالة هرمون النمو في الجسم، إذ إنّ انخفاض مستوى عامل النمو الشبيه بالأنسولين-1 قد يدل على وجود نقص في هرمون النمو.
علاج نقص هرمون النمو عند البالغين
يتم علاج نقص هرمون النمو عند البالغين بتعويض النقص فيه وعلاج المسبب؛ ففي حال كان نقص هرمون النمو ناجمًا عن وجود ورم في الغدة النخامية؛ فإنّ الطبيب سيراقب هذا الورم من خلال إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging) واختصارًا MRI بشكل سنوي، إضافةً إلى وصف جرعات يومية من هرمون النمو، ومن الجدير ذكره أنّه لم يُعرف بعد فيما إذا كانت جرعات هرمون النمو قد تتسبب بنمو الورم المتبقي في الغدة النخامية أم لا، كما تجدر الإشاره إلى أنّ تلقي جرعات من هرمون النمو عند البالغين لا يتسبب بنمو الشخص البالغ من جديد، وفي سياق الحديث يجدر التنويه إلى أنّ هرمون النمو يتوفر على شكل حقنٍ يمكن أن يستخدمها المريض بنفسه أو يمكنه الاستعانة بأحد أفراد أسرته لإعطائه العلاج، كما يشار إلى ضرورة مراجعة الطبيب كل 4-8 أسابيع لمراقبة الحالة الصحية وإجراء تحليلٍ للدم؛ إذ يساعد ذلك الطبيب على معرفة فيما إذا كانت هناك حاجة لرفع أو خفض جرعة هرمون النمو، وفيما يأتي بيان أهم الأمور التي يراقبها الطبيب عند خضوع المريض للعلاج:
- في حال ظهرت أعراض تدل على أنّ جرعة هرمون النمو مرتفعة فإنّ الطبيب سيخفض الجرعة الموصى بها للشخص المعنيّ، ومن الأعراض التي قد تدل على تلقى جرعة زائدة من هرمون النمو ما يأتي:
- الشعور بألم في العضلات أو المفاصل.
- المعاناة من متلازمة النفق الرسغي (بالإنجليزية: Carpal tunnel syndrome)، وتشمل الأعراض التي تسببها: انتفاخ في اليدين ناجم عن احتباس السوائل، والشعور بألم أو خدران في اليدين.
- مراقبة مستويات الكوليسترول في الدم وكذلك كثافة العظام؛ إذ يُفترض أن تتحسن القراءات الخاصة بهما عند علاج نقص هرمون النمو عند البالغين.
- في حال كان المريض يُعاني من السكري؛ فيجب إعلام الطبيب المعالج بذلك بالإضافة إلى ضرورة مراقبة مستويات السكر في الدم؛ إذ يشار إلى أنّ أخذ هرمون النمو قد يؤثر في طريقة استخدام الجسم للإنسولين.