نظرية تكتونية الصفائح
نظرية تكتونية الصفائح
توضّح نظرية تكتونية الصفائح الحركة الديناميكية لصفائح الأرض الخارجية والمتمثّلة بالغلاف الصخري والعمليّات التي تحدث عند حدود هذه الصفائح، وقد بُنيت النظرية على معلومات حديثة تمّ الحصول عليها حول مغناطيسية الأرض وتوزّع البراكين والزلازل، وتدفّق الحرارة من باطن الأرض، وتوزّع الأحافير النباتية والحيوانية، وتنصّ النظرية على أنّ الغلاف الخارجي للأرض مقسّم إلى عدّة صفائح تنزلق فوق طبقة داخليّة صخرية تقع فوق لبّ الأرض، حيث تُمثّل هذه الصفائح الأرضية قشرة أرضية صلبة مقارنةً بالطبقة الصخرية الداخلية.
تُعدّ نظرية تكتونية الصفائح من أشهر نظريات علوم الجيولوجيا التي ساهمت في تطوّر هذا العلم وإحداث ثورة فيه أدّت إلى فهم عمليّات تكوّن الجبال، وتشكّل القارات والمحيطات، وحدوث البراكين والزلازل، كما أدّى تطوّر هذه النظرية إلى تسهيل إمكانية التنبّؤ بالأحداث الجيولوجية وفهم جميع جوانبها في منطقة ما.
تاريخ تطور نظرية تكتونية الصفائح
ظهرت نظرية تكتونية الصفائح في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وهي نظرية تطوّرت عن نظرية الانجراف القاري التي صاغها لأول مرّة العالم ألفريد فيجنر عام 1912م، دون أن يكون لديه أيّ تفسير لكيفية تحرّك القارات على سطح الأرض ، وهو الأمر الذي أصبح مفهوماً ومفسّراً هذه الأيّام بعد تطوّر نظرية تكتونية الصفائح.
أصبحت نظرية تكتونية الصفائح النظرية الأولى المتفق عليها من العلماء في علم الجيولوجيا، وفي عام 1977م نشر العالم هيزين ثارب خريطةً لقاع البحر وسّعت الفهم للخصائص الجيولوجية لقاع البحر على نطاق عالميّ، ومثّلت هذه الخريطة والبيانات والمعلومات التي أوجدتها عاملاً حاسماً في قبول نظرية الصفائح التكتونية.
تصادمات الصفائح التكتونية
تتحرّك الصفائح الأرضية والأحواض المحيطية باستمرار على سطح الأرض، ممّا يعني أنّه في أيّ وقت هناك حدود لصفائح أرضية تتقارب من بعضها وأخرى تتباعد وتنفصل، وينتج على حدود الصفائح المتقاربة عند التقائها ما يُسمّى بمنطقة الاندساس والتي تؤدّي إلى حدوث تصادمات بين القارات والتضاريس ينتج عنها تقلّص في مساحة الصفيحة الأرضية واختفاء للأحواض المحيطية تحت سطح الأرض عند منطقة الاندساس، وتكوّن سلاسل جبلية عند تصادم القارات ببعضها.
من جانب آخر فإنّ حدوث تقارب بين الصفائح الأرضية والقارات ينتج عنه تباعد مع الصفائح الأخرى، ويؤدّي التباعد بين حدود القارات إلى تكوّن أحواض محيطية جديدة، وهذا يعنيّ أنّ إغلاق الأحواض المحيطية بسبب الحدود المتقاربة يتلوه تكوّن لأحواض محيطية جديدة في مكان آخر، وتستمرّ هذه العملية بين الفتح والإغلاق ضمن ما يُسمّى بدورة ويلسون (بالإنجليزية: Wilson Cycle)، وهي أبسط نموذج متاح لمعرفة حركة الأرض عبر التاريخ.