نظرية بياجيه: النشأة والتطور
من هو جان بياجيه؟
جان بياجيه هو عالم نفس وبيولوجي في نفس الوقت، ولد في نوشاتيل في سويسرا في 9 أغسطس عام 1896م لأب يهتم بالتاريخ، وأم ذكية وحيوية، وهذه من الأسباب التي دفعته لدراسة علم النفس وتكريس نفسه لتفسير المعرفة، بدأ منذ صغره بالنشر؛ فعندما كان في المرحلة الثانوية نشر موضوًعا حول الرخويات، وهكذا أكمل دراسته حتى حصل على درجة الدكتوراه في العلوم من جامعة نوشاتيل في عام 1918م، ثم في عام 1919م درس في جامعة السوربون تخصص علم النفس، وشغل بياجيه عدة مناصب خلال حياته، منها مديرًا للمكتب الدولي للتعليم ورئيس للجمعية السويسرية لعلم النفس، وفي نهاية الحرب على فرنسا عام 1942 شغل منصب رئيس اللجنة السويسرية لليونسكو، وتوفي في جنيف في 16 سبتمبر عام 1980م.
نشأة نظرية التطور المعرفي لبياجيه وتطورها
كما يأتي:
أثناء عمل بياجيه مع الأطفال، لاحظ أن الأطفال الرضع لديهم مهارات حسية حركية توجههم لاستكشاف العالم من حولهم، دعاها بالمخططات، فعندما يشاهد الطفل لعبة الخرخيشة فإنه يمسكها ويضعها في فمه ثم يبدأ بتحريكها، وعندما ينتج منها صوت يتكون لديه مخطط لهذه الخرخيشة، ثم إذا صادف خرخيشة أخرى سيسرع في هزها فهو هنا تعلم نقل الخرخيشة الجديدة في المخطط القديم وتسمى هذه العملية بالتمثيل أي نقل معرفة جديدة في مخطط قديم.
وعلى فرض أن هذا الرضيع صادف شيئًا آخر لا علاقة له بالمخطط القديم، أي أنه شاهد كرة قدم على سبيل المثال، فإن هذا الرضيع سيضع الكرة في فمه ويهزها، ثم سوف يلقيها على الأرض ليشاهدها تتدحرج، وهنا سوف يقوم الطفل بما يسمى بالمواءمة أي أن هذا الطفل سيقوم بمواءمة الكرة مع المخطط القديم.
وقد اعتبر بياجيه أن التمثيل والمواءمة هما من جوانب التكيف؛ أي أن هذا الطفل يقوم بالتمثيل والمواءمة من أجل أن يقوم بتكييف المعرفة الجديدة في المخططات القديمة؛ وذلك لتحقيق التوازن بين المخططات العقلية والبيئة، وقد توصل بياجيه أن الطفل لا يكون دائمًا في حالة التوازن، فقد يتأرجح الطفل بين التوازن واللا توازن في البنية العقلية، وخلص بياجيه إلى أن التكيف أوسع من التعلم، وأدلى بنظريته هذه.
مضمون نظرية التطور المعرفي لبياجيه
أفكار بياجيه واختبارات الذكاء التي كان يقوم بها مع الأطفال، ومحاولات الأطفال لتحقيق التوازن بين بنيتهم العقلية وبيئتهم جعلته يقوم بتقسيم المراحل العمرية للأطفال بناء على تطورهم المعرفي إلى أربع مراحل سميت مراحل التطوير المعرفي ، هي:
- المرحلة الأولى (تسمى المرحلة الحسية الحركية): وتمتد منذ الولادة حتى عمر السنتين؛ حيث يستخدم فيها الطفل حواسه وبعض قدراته الحركية لفهم الأشياء في البيئة من حوله، كما تتطور قدرته على اللعب في هذه المرحلة.
- المرحلة الثانية (مرحلة ما قبل العمليات): تمتد هذه المرحلة من عمر السنتين إلى عمر 7 سنوات، وفيها يبدأ الطفل بتشكيل الأفكار البسيطة، ويمكنه فهم التمثيل الرمزي واستخدام اللغة، وتتميز هذه المرحلة بأن الطفل فيها أكثر تمركزًا حول ذاته.
- المرحلة الثالثة (مرحلة العمليات المحسوسة): تمتد هذه المرحلة من عمر 7 سنوات وحتى 11 سنة، ويمكن للأطفال في هذه المرحلة التفريق بين الرموز، ويمكنهم التفكير كما يفكر الأشخاص الأكبر منهم ولكن دون تجرد، ويميل إلى التصنيف والتسلسل، ويكون أقل تركيزًا على ذاته.
- المرحلة الرابعة (مرحلة العمليات الرسمية): تمتد من 11 إلى 15 سنة، وفيها تتحول قدرة المراهق إلى التفكير المجرد، واتباع الحجج، كما يمكنه إيجاد حلول للمشكلات الافتراضية والتنبؤ بالعواقب.