نظريات عن التعاطف
التعاطف
يعرف التعاطف بأنه القدرة على إظهار مشاعرنا المتضامنة تجاه الآخرين وتجاربهم، ويعد أحد لبنات الأخلاق، ويعبر عن حالة من التفاعل تجلعنا نضع أنفسنا مكان الآخرين، ونشعر معهم بما يمرون به ونسعى لتقديم المساعدة، والوقوف بجانبهم بشتى الوسائل، سواء بكلمات دافئة، أو من خلال تبني مواقفهم وإظهار الدعم الكامل لهم، وسنخصص مقالنا هذا للتطرق إلى نظريات التعاطف، وأثرها في التجربة الإنسانية والمجتمع، وإمكانية محاكاتها في الروبوتات.
نظريات التعاطف
تركز نظريات التعاطف الحديثة على كيفية شعورنا بالآخرين، حيث تعتمد عاطفتنا تجاه الآخرين على كيفية تقييمنا لمواقفهم، وهناك العديد من هذه النظريات، سنذكرها أدناه، ونأتي على تلخيص أبرز ما خَلُصَت إليه من نتائج:
نظرية خط الأساس الاجتماعي
يعد الدعم الاجتماعي من أهم ثمار العلاقات الاجتماعية ، حيث تشير العديد من الدراسات إلى ضرورته للحفاظ على الصحة البدنية والعقلية، فوجود العائلة والأصدقاء في حياتنا مهم جداً، ويساعد على تخفيف التوتر والقلق، ويرتبط ارتباطاً كبيراً بالصحة النفسية والرفاهية، وللدعم الاجتماعي تأثيرات واضحة على الصحة، نذكر أبرزها أدناه:
- يقلل الدعم الاجتماعي من النشاط المفرط في مناطق الدماغ، والتي عادةً ما تكون متورطة في التنظيم العاطفي، مما يخفف من الضغط والتوتر، ويقلل من الأفكار السلبية .
- عند تقديم الدعم الاجتماعي تصبح استجابات الإجهاد الهرموني والمرتبطة بالتنظيم الذاتي للعاطفة أقل نشاطاً، وبالتالي يتم تقليل الاستجابة العصبية لإشارات التهديد إلى الحد الأدنى، مما يؤدي إلى الحفاظ على الاستقرار النفسي والعاطفي.
نظرية التعاطف والإيثار
تدعي هذه النظرية أن الاهتمام العاطفي الموجه نحو الآخر يكون نتيجةً لدافع الإيثار ، والذي يعد حالة تحفيزية هدفها النهائي هو زيادة رفاهية الآخر، وتدعم هذه النظرية أيضاً الاستنتاج القائل بأن "الآثار المترتبة على الذخيرة التحفيزية البشرية أوسع من المصلحة الذاتية"، ومن هذه الآثار:
- الشعور بالقلق التعاطفي، والذي يجعلنا نهتم برفاهية الآخرين أكثر من أنفسنا، ويمتد هذا الشعور ليجعلنا نهتم بمجموعة واسعة من الأفراد، وتفضيلها على الفردية.
- الدافعية لدعم المبادئ الأخلاقية مثل العدالة والانصاف (المبدأية)، وهذا يحررنا من الأنانية، ويدفعنا نحو محاولة معالجة المشكلات الاجتماعية المهمة.
نظرية التعاطف والتنظيم
تشير هذه النظرية إلى الفروق بين الجنسين، وتصنف الأفراد بناء على أمرين نوضحهما أدناه:
- التعاطف الذي يمكّننا من التعرف على الحالة العقلية لشخص آخر (التعاطف المعرفي)، والدافع للرد عليه بالمشاعر المناسبة.
- التنظيم الذي يعتبر الدافع للتحليل، وبناء نظام قائم على قواعد نرتكز عليها في التعاطف مع الآخرين.
هل يمكننا أن نحاكي التعاطف في الآلات والروبوتات؟
تهدف نظرية محاكاة التعاطف إلى تحليل التعاطف من خلال التجسيد الاصطناعي، وعرض السلوكيات التعاطفية في العوامل الافتراضية أو الروبوتية، ولكن حتى الآن لا يزال من الصعب إعادة إنشاء النظام الإدراكي العصبي في البشر، ومحاكاته في الآلات أو الروبوتات، ومع ذلك فإن محاكاة السلوك الشبيه بالبشر والذي يستدعي تصوراً عن التعاطف أمراً ممكناً وقابلاً للتجريب والتطبيق.