نظريات المدرسة الوضعية
نظريات المدرسة الوضعية
المدرسة الوضعية فلسفة تحصر نفسها في بيانات التجربة، وتستبعد التكهنات المُسبقة أو الميتافيزيقية، وتُشير بالضبط إلى فكر الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت (1798-1857م)، وبالنسبة للمبادئ (النظريات) التي قامت عليها المدرسة الوضعية، فهي كالآتي:
الأسلوب العلمي واحد
أي أنّ منطق البحث هو نفسه في جميع العلوم سواء الاجتماعية أم الطبيعية.
الهدف من التحقيق هو الشرح والتنبؤ
قد يقول مُعظم الوضعيين أنّ الهدف النهائي هو تطوير قانون الفهم العام، من خلال اكتشاف الظروف الضرورية والكافية لأيّ ظاهرة، وإذا كان القانون معروفًا، فيُمكن التلاعب بالشروط للحصول على النتيجة المُتوقعة.
المعرفة العلمية قابلة للاختبار
لا يُمكن إثبات البحث بالحجج بل بالوسائل التجريبية.
العلم لا يساوي الفطرة السليمة
بل يجب أن يحرص الباحثون على عدم السماح للفطرة السليمة بتحديد أبحاثهم.
الهدف النهائي للعلم هو إنتاج المعرفة
بغض النظر عن أي سياسة أو أخلاق أو قِيَم يحملها المُشاركون في البحث؛ فيجب الحكم على العلم من خلال المنطق.
تأسيس المدرسة الوضعية
اتخذت الوضعية سماتها المُميّزة من أعمال كونت، ومرّت بعدّة مراحل معروفة بأسماء مُختلفة مثل التجريبية، والوضعية المنطقية، والمنطقية التجريبية ثمّ اندمجت جميعها في مُنتصف القرن العشرين، فيما يُعرف بالفلسفة التحليلية.
كما اعتمدت الوضعية أفكار فلاسفة وعلماء اجتماع فرنسيين آخرين، مثل هنري دي سان سيمون، وإميل دوركهايم، لكنّها تشعبت بالتقاليد الألمانية، النمساوية، والأمريكية في أوائل القرن العشرين.
الوضعية الاجتماعية
تأسّست الوضعية الاجتماعية على يد الفيلسوف أوغست كونت، وترى أنّ المُجتمع مثل العالم المادي بناءً على مجموعة من القوانين العامة، وتستند الوضعية الاجتماعية إلى افتراض أنّه من خلال مُراقبة الحياة الاجتماعية يُمكن للعلماء تطوير معرفة موثوقة ومُتّسقة حول أعمالها الداخلية.
يُجادل الوضعيون الاجتماعيون بأنّه من خلال تطبيق المبادئ العلمية للبحث في دراسة المُجتمع، سيكون علماء الاجتماع قادرين على تقديم مُقترحات للتغيير الاجتماعي الذي سيُؤدي إلى مُجتمع أفضل، وبسبب هذا الاعتقاد يعتقد الوضعيون الاجتماعيون أنّه يُمكن دراسة المجتمع بنفس طريقة دراسة العالم الطبيعي وأنّ الأنماط يُمكن مُلاحظتها وتحليلها لخلق الحقائق الاجتماعية التي تحكم المجتمع.
تُسمّى هذه الطريقة (التفكير الاستقرائي) وتتضمّن تجميع البيانات حول العالم من خلال المُلاحظة والقياس الدقيقيْن، ومن هذه البيانات يُمكن تكوين نظرية والتحقق منها من خلال مزيد من الدراسة، كما يعتقد الوضعيون الاجتماعيون أنّ علم الاجتماع يجب أن يتّبع الأساليب التجريبية الموضوعية التي تتبعها العلوم الطبيعية ليظلّ البحث خاليًا من القيمة ويتمكّن من إنشاء الأنماط والسببية.
مبادئ الوضعية الاجتماعية
هناك مبادئ للوضعية الاجتماعية، منها ما يأتي:
- الواقع موجود خارج العقل وبصورة مُستقلة عنه، وهناك يمكن دراسته بموضوعية مثل شيء حقيقي.
- الحقائق الاجتماعية هي التي تُشكّل قواعد المجتمع المُنفصلة والمستقلة عن الأفراد.
- الحقائق الاجتماعية أشياء مثل المُؤسسات، والمعايير، والقِيم التي توجد خارج الفرد مع ذلك تُقيّده.
نقد المدرسة الوضعية
صُنّفت الوضعية في مرحلة لاحقة من تأسيسها بأنّها من العلوم البحتة، وأصبح الوضعيون معروفين بتبرؤهم من الميتافيزيقيا (التكهنات المُتعلقة بطبيعة الواقع الذي يتجاوز جذريًّا أي دليل مُحتمل يُمكن أن يدعم أو يدحض ادعاءات المعرفة المُتسامية)، وهذا يعني أنّها فلسفة دنيوية وعلمانية ومُضادة للثيولوجية (الدراسة المنهجية للطبيعة الإلهية) ومُضادة للميتافيزيقية.