نظرة الإسلام إلى الإسقاط النجمي
التعريف بالإسقاط النجمي
معنى الإسقاط النجمي
أحد علوم الطاقة الخيالية التي تمتلئ بالأوهام، وله عدة مسميات تطلق عليه: الإسقاط النجمي، الطرح الروحي، الإسقاط الكوكبي أو الأثيري أو الشفاف أو الخفي أو الخروج من الجسد، ومعنى هذا المصطلح: هو عملية ترتكز على أن الإنسان يتكون من جسم مادي وجسم آخر نجمي أو أثيري أو إشعاعي، لا يخضع لقوانين المادة ويتحرّر من قيودها وبإمكان هذا الجسم الأثيري أن ينفصل عن الجسد المادي ويتجول حيثما شاء في أي وقت وفي أي مكان، ومادة الأثير التي سماها أرسطو العنصر الخامس هي مادة سامية غير قابلة للتغيير أو الفساد كما قيل في الفلسفات القديمة.
هل الخروج من الجسم المادي على وجه الحقيقة أم فقط بالإيحاء والخيال؟
خروج الجسد الأثيري كما يزعمون حقيقة بصحبة العقل وبكامل وعيه ويظل مرتبطاً بالجسم المادي بواسطة حبل طويل يسمى الحبل الأثيري، ويستطيع هذا الجسم الأثيري كما يزعمون أن يتجول في العالم المادي فيسمع ويرى ما يحدث في أي مكان في العالم المادي أو العالم الأثيري أو أي عالم من العوالم كعالم الملائكة وعالم الجن، ويتنقل بين الماضي والحاضر والمستقبل وهذا يحدث كما يزعمون عندما يبلغ الإنسان حالة ما بين الوعي والغفوة، مع بقاء العقل بكامل وعيه.
نظرة الإسلام إلى الإسقاط النجمي
الإنسان ومكوناته في الإسلام
دلّ الكتاب الكريم والسنة النبوية أن الإنسان يتركب من جسد واحد وله روح، فالجسد هو البدن المحسوس الذي خلقه الله تعالى أطواراً؛ نطفة فعلقة فمضغة حتى يكتمل خلقه وتصويره، أما الروح: فهي تنفخ في هذا الجسم بفعل المَلك بأمر من الله عز وجلّ، كما جاء في الحديث بعد ذكر أطوار تكون الجنين : (ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فيه الرُّوحَ).
فبنفخ الروح في الجسد يصبح الإنسان حياً ويحصل له الإحساس والحركة، وتنفصل الروح عن الجسد بالموت فيكون الجسد ميتاً لا حياة فيه ولا حركة، وانفصالاً مؤقتاً عند النوم، كما في قوله عز وجل: (اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، وهذه الروح لا يُعلم من حالها إلا ما دلّت عليها النصوص الشرعية وما يظهر من آثارها على البدن، فهي من الغيبيات التي لا يعلم حقيقتها إلا الله خالقها سبحانه وتعالى.
حكم الإسلام في الإسقاط النجمي
الإسقاط النجمي لم يثبت علمياً، وبالتجربة العلمية باطل، أما من الناحية الشرعية فقد صدرت فيه عدة فتاوى، وفيما يلي بيان خلاصة مضمونها:
- جواب الدكتورة فوز بنت عبد اللطيف أستاذة العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة في جدة: أصل هذه المعتقدات مأخوذ من الديانات الوثنية والمعتقدات الباطنية وشاع ذكرها عند من غفل عن حقائق الغيب ، وتدعو لتطوير قوى هذا الجسد ليصبح مستغنياً عن فكرة الدين والإله، والعياذ بالله.
- جواب الدكتور محمد السليمان: هو قول وكذب وافتراء على الله بغير علم، وهو من السحر والتعامل مع الشياطين، وهذا من الشرك بالله -تعالى-، ولا يجوز تعلم هذا ولا تعليمه.
- جواب الدكتور وهبة الزحيلي: يحرم الاعتماد عليها وممارستها، فإن مصدر العلم الغيبي هو الله وحده ومن اعتمد على هذه الشعوذات كفر بالله وبالوحي كما ثبت في إلحاح في الكاهن والعراف.
الإنسان ومكوناته عند القائلين بالإسقاط النجمي
دلت الفلسفات والديانات الشرقية الوثنية كالبوذية والطاوية وغيرها أن نفس الإنسان تتكون من عدة أجسام اختلفوا في عدها بين الخمسة إلى التسعة، منها: الجسم الأرضي أو البدني، والجسم العاطفي، والجسم العقلي، والجسم الحيوي، وأهمها وأساس حياتها هو الجسم الأثيري أو النجمي ويعتقدون أن هذا الجسم النجمي ينشأ من إسقاط النجم.
وهذا يتفق مع مزاعم النجميين بأن لكل إنسان نجم يرتبط فيه، ويؤثر فيه، وهذه مزاعم باطلة، ويعتقدون أن الإنسان يتحكم في مفارقة هذا الجسم النجمي (الروح) لجسمه المادي والتجول والتنقل في أي مكان في الفضاء وبين المجرات وجميع أرجاء العالم.