نصائح رمضانية دينية
نصائح رمضانية دينية
المحافظة والمواظبة على أداء الصلوات
لا شك أن الصلاة هي عمود الدين وإذا صلحت صلاة العبد صلحت باقي أعماله فهي تنهى عن الفحشاءِ والمُنكر كما في قوله تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)، ويجب على المسلم الحفاظ على أداء جميع الفروض الخمسة، فهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة كما أن بها صلةً بين العبد وبين ربه ويجب المواظبة عليها وأداؤها على وقتها.
كما أن واحدة من فضائل الصلاة أنها من أمنيات الأموات والمعذبين، لأن الأموات يتمنون لو يعودون للحياة الدنيا حتى يصلوا ركعتين من النوافل التي يتركها الكثير من الناس، بسبب انشغالهم بالدنيا وملذاتها كما في قوله -تعالى-: (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) .
وعلى الإنسان أن يُحدث نفسه دوماً بحقيقة الموت؛ فهذا يساعده بالالتزام بأداء الصلوات والعبادات بشكل عام؛ فهو حينها يُدرك بأن لا عودة مرة أخرى إلى الدنيا لأخذ فرصة ثانية، فيجب أن يستثمر المسلم كل ثانية بعبادة الله.
كما أن المسلم يصبح ويمسي في أمانِ الله -تعالى- وحفظه ورعايته، وأن أداءَ صلاتي العشاءَ والفجر في جماعة يوازي قيام الليل بطوله؛ لِقول الرسول -عليه أفضل الصلاةُ والسلام-: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ).
الإكثار من تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان
أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم على سيدنا محمد -عليه أفضل الصلاة والتسليم- في شهر رمضان المبارك، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، وهذه إشارة على مدى عظمة وفضل القرآن الكريم في رمضان؛ حيث كان الرسول -عليه أفضل الصلاة والتسليم- يعرض القرآن على جبريل -عليه السلام- في رمضان من كل عام.
وهنالك الكثير من الأدلة الشرعية التي تحث على تلاوة القرآن الكريم؛ فقد وعد الله -تعالى- بالأجر المضاعف لقراءة القرآن الكريم؛ حيث أن كل حسنة تُضاعف إلى عشرة أمثالها مقابل كلّ حرف يُقرأ من القرآن الكريم، وكما قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ).
وأن الله -تعالى- يُكافئ قارئ القرآن بالآخرة بأن يكون في منزلة الكِرام البررة؛ لذلك فمن المحبب المواظبة على تلاوة القرآن الكريم في شهر الخيرات، كما أن مَن يجد صعوبةً عليه في القراءة ينال أجرَين، أي أن أجره يُضاعف لأنه يبذل جهداً أكبر ويستمر؛ فقد ثبت في الصحيح أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ).
حفظ وصون اللسان في رمضان
أنعم الله -تعالى- على الإنسان بنعمة اللسان، وأمره -سبحانه وتعالى- ورسوله الكريم بحفظ اللسان وكف أذاه عن الناس، وأن يترك الغيبة والنميمة والسب والأذى لغيره والتحدث بالأعراض، فلا يجوز للمسلم أن يستخدم هذه النعمة بما لا يرضي الله.
وتعتبر هذه واحدة من العبادات في رمضان، وهنالك الكثير من الأدلة الشرعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية تحث الإنسان على صون لسانه وحفظه عن أذى الغير، وبيان ذلك في الآتي:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، قالَ: الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ -تَعَالَى- مِن رِيحِ المسك؛ يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا) .
- عن سفيان بن عبد الله الثقفي -رضي الله عنه- قال: (يا رسولَ اللهِ حدِّثْني بأمرٍ أعتصِمُ به قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قُلْ: ربِّيَ اللهُ ثمَّ استقِمْ، قال: يا رسولَ اللهِ ما أكثَرُ ما تخافُ عليَّ؟ قال: هذا، وأشار إلى لسانِه) .