نصائح بعد ترجيع الأجنة
نصائح بعد ترجيع الأجنة
يعد نقل أو ترجيع الأجنة (بالإنجليزية: Embryo transfer) المرحلة الأخيرة من عملية التلقيح الصناعي أو ما يعرف بالتقليح في المختبر (بالإنجليزية: In Vitro Fertilization) واختصارًا IVF؛ إذ يتم خلال التلقيح الصناعي استخدام أدوية الخصوبة لتحفيز المبايض (بالإنجليزية: Ovaries) على إطلاق بويضات ناضجة وجيدة، ثم يتم جمعها وتخصيبها في المختبر، وبمجرد أن تتكاثر وتنقسم البويضات المخصبة يتم نقل الأجنة المتكونة إلى رحم المرأة لتبدأ مرحلة الحمل عندما يلتصق الجنين بجدار الرحم، وفيما يأتي بعض الإرشادات والنصائح العامة التي يجدر بالمرأة اتباعها بعد إرجاع الأجنة للرحم لضمان حصول الحمل:
الراحة والرعاية الذاتية
يجدر بالمرأة الحصول على قسط كافٍ من الرحة وتجنب أداء أيّ مجهود بدني قوي بعد عملية إرجاع الأجنة ، وذلك لتقليل فرص حدوث تقلصاتٍ في الرحم، والتي بدورها قد تمنع الجنين من الانغراس في جدار الرحم، وبالتالي فإنه يعد من الضروري تجنب الحركة قدر المستطاع بما في ذلك المشي؛ إذ إن أي نشاط حركي قد يتسبب بإبعاد الأجنة عن جدار الرحم، وبشكلٍ عام توجد عدة عوامل رئيسية تحدد فيما إذا كانت عملية انغراس الجنين ستنجح أم لا، وهي: نوعية بطانة الرحم، وصحة الجنين أو ما يعرف بقابلية البقاء لدى الجنين؛ حيث ستكون للأجنة السليمة فرصةٌ أكبر للانغراس والتطور من الأجنة غير القابلة للحياة أو غير السليمة.
أخذ الأدوية الموصى بها
يجب على النساء اللواتي خضعن للتلقيح الصناعي أخذ هرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone) بعد عملية إرجاع الجنين، وذلك وفقًا لتعليمات الطبيب وإرشادته؛ إذ يوصي الطبيب في العادة بأخذه لمدةٍ تتراوح بين 8-10 أسابيع بعد إرجاع الجنين، وقد يوصي أيضًا باستمرار أخذه لمدة قد تصل إلى 12 أسبوعًا بعد حدوث الحمل؛ إذ إنّ هرمون البروجسترون الذي يشار إلى أنه ينتج من قبل المبيضين بشكل طبيعي يساهم في تجهيز بطانة الرحم حتى يتمكن الجنين من الانغراس، كما أنه يساعد أيضًا على نمو الجنين المنغرس وتثبيته في الرحم، وقد يؤدي نقصانه الشديد خلال الأسابيع الأولى من الحمل إلى حدوث الإجهاض، وفي سياق الحديث يجدر التنوية إلى توفر دواء البروجسترون بعدة أشكال صيدلانية، وأكثرها شيوعًا هي: الجل المهبلي، أو التحاميل المهبلية، أو الحقن العضلية.
اتباع نظام غذائي صحي
تُنصح المرأة بعد عملية إرجاع الأجنة باتباع العادات الغذائية الصحية التي يجدر على النساء الحوامل اتباعها، والتي تتمثل باتباع نظام غذائي صحي يشمل تناول الفواكه والخضراوات، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالكالسيوم، والبروتين، والحديد وفيتامينات ب، كما يجدر أيضًا أخذ فيتامينات الحمل خلال تلك الفترة بعد استشارة الطبيب.
أخذ حمض الفوليك
يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for disease control and prevention) واختصارًا CDC بأن تبدأ المرأة بأخذ حمض الفوليك (بالإنجليزية: Folic acid) يوميًا لمدة شهر على الأقل قبل الحمل وكل يوم أثناء الحمل، كما يوصي أيضًا جميع النساء في سن الإنجاب بأخذه يوميًا؛ إذ إنّ حمض الفوليك الذي يعد نوعًا مصنعًا من فيتامين ب يؤدي دورًا مهمًا في إنتاج خلايا الدم الحمراء ويساعد على تطور ونمو الأنبوب العصبي في الدماغ والحبل الشوكي لدى الجنين، ويشار إلى أن الجرعة الموصى بها لجميع النساء في سن الإنجاب هي 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا.
الحد من التعرض للمواد الكيمياوية
يجدر بالمرأة بعد عملية إرجاع الأجنة الحد من التعرض للمواد الكيمياوية وبالتحديد المعروفة بالمواد الكيمياوية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء (بالإنجليزية: Endocrine-disrupting chemicals) واختصارًا EDCs، والتي تعرف بأنها مواد كيمياوية أو خليط من المواد الكيمياوية التي تتداخل مع طريقة عمل هرمونات الجسم، ويشار إلى أنها توجد في العديد من المواد والمنتجات التي يتم استخدامها والتعامل معها يوميًا، وعلى الرغم من أن تجنبها بنسبة 100% يكاد يكون مستحيلًا؛ إلّا أنّه يجدر بالمرأة على الأقل الحد من التعرض لها خاصةً خلال هذه المرحلة المهمة، وفيما يأتي بيان بعض المصادر الشائعة لهذه المواد:
- الكيماويات الصناعية ومبيدات الآفات، والتي يشار إلى أنها يمكن أن تتسرب إلى التربة والمياه الجوفية، مما يتسبب بوصولها إلى السلسلة الغذائية عبر تراكمها في الأسماك، والحيوانات، وجسم الإنسان.
- المنتجات غير العضوية، والتي قد تحتوي على بقايا المبيدات.
- بعض المنتجات الاستهلاكية التي تحتوي بالأساس هذه المواد أو التعبئة في صناديق تسمح بتسربها مثل: الكيماويات المنزلية، والأقمشة المعالجة المصنعة، ومستحضرات التجميل، والمنتجات ذات الروائح العطرية، وأنواع الصابون المضاد للبكتيريا.
- الأغذية المصنعة، والتي يمكن أن تتراكم فيها آثار من هذه المواد بسبب تسربها من المواد المستخدمة في التصنيع، والمعالجة، والنقل، والتخزين.
- المنتجات التي تتكون بشكلٍ رئيسي من الصويا؛ إذ تحتوي على مركبات كيميائية تنتجها النباتات تعرف بالإستروجينات النباتية، والتي تحاكي عمل هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) لدى الإنسان.
- الغبار المنزلي، والذي قد يحتوي على العديد من المواد، مثل: الرصاص، ومثبطات اللهب، ومركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور (بالإنجليزية: Polychlorinated biphenyl) واختصارًا PCB التي تنتج في العادة من تفتت أو تحلل مواد البناء أو الأثاث.
عدم تجاهل الأعراض المزعجة
تُنصح المرأة في الأيام التالية لعملية إرجاع الأجنة بمراقبة بعض الأعراض التي قد تحدث في بعض الأحيان؛ إذ قد تصاب النساء اللواتي يأخذن أدوية الخصوبة بحالة صحية تعرف بمتلازمة فرط تحفيز المبيض (بالإنجليزية: Ovarian hyperstimulation syndrome) واختصارًا OHSS، نتيجة استجابة الجسم بشكلٍ كبيرٍ للهرمونات المحقونة التي كانت تُعطى للمرأة كجزء من عملية التلقيح الاصطناعي، ويشار إلى أن الأعراض التي ترافق هذه الحالة قد تكون خفيفةً؛ لكنها يمكن أن تزداد سوءًا بشكلٍ سريع جدًا، فقد تُعاني المرأة من ألم وانتفاخ في منطقة البطن، إضافةً إلى الشعور بالغثيان والتقيؤ والإسهال، ويشار إلى ضرورة استشارة الطبيب في الحالات الآتية:
- اكتساب المرأة لبعض الوزن بشكلٍ مفاجىء.
- الشعور بألم شديد في منطقة البطن.
الامتناع عن ممارسة الجماع
يجدر تجنب ممارسة الجماع بعد إرجاع الأجنة للرحم لفترةٍ محددة من الزمن يحددها الطبيب، وذلك لإبقاء منطقة الحوض لدى المرأة في وضعية مريحة؛ إذ يشار إلى أن الجماع يمكن أن يتسبب بحدوث تقلصات في الرحم ، والتي بدورها قد تؤثر في الجنين الذي تم نقله إلى الرحم حديثًا؛ ففي أسوأ الحالات قد تمنع هذه التقلصات الجنين من الانغراس في الرحم أو قد تؤدي إلى حدوث الإجهاض.
تجنب إجراء اختبار الحمل المنزلي
تنصح المرأة بتجنب إجراء اختبار الحمل المنزلي بعد عملية إرجاع الأجنة؛ وإنما الانتظار وإجراء فحص الحمل بالدم بعد حوالي أسبوعين من نقل الجنين للرحم للتأكد من نجاح عملية التلقيح الاصطناعي؛ إذ يستغرق الجسم بضعة أسابيع لإنتاج كمية كافية من هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (بالإنجليزية: Human chorionic gonadotropin) واختصارًا HCG والمعروف بهرمون الحمل حتى يكشف عنه اختبار الحمل ويؤكد حدوث الحمل، ويشار إلى أن إجراء اختبار الحمل المنزلي في وقتٍ مبكر جدًا يمكن أن يعطي نتيجة إيجابية خاطئة في حال تلقت المرأة حقنًا من هرمون الحمل أثناء العلاج، أو قد يعطي نتيجة سلبية خاطئة في حال إجرائه في وقت مبكر جدًا قبل أن ينتج الجسم ما يكفي من هرمون الحمل.
الامتناع عن التدخين
يجب الامتناع عن التدخين ؛ لما له من تأثير ضار وسلبي على الخصوبة والحمل، كما يقلل التدخين من فرصة نجاح التلقيح الاصطناعي، وقد يؤثر أيضًا في صحة الجنين.
دواعي مراجعة الطبيب
تجدر استشارة الطبيب على الفور في حال ظهور أيّ من الأعراض الآتية بعد إجراء عملية التلقيح الاصطناعي:
- الحمى .
- الشعور بألمٍ في منطقة الحوض.
- حدوث نزفٍ مهبلي حاد.
- ظهور دم في البول .