نشأة العولمة الاقتصادية
مفهوم العولمة الاقتصادية
يشير مصطلح العولمة الاقتصادية لعملية التوسع التي حدثت في مجال الاقتصاد، وذلك عن طريق نشأة ما يسمى بالتجارة أو الأسواق التبادلية التي تتم بين بلدان العالم، كما يمكن تعريف العولمة الاقتصادية على أنها العملية التي يتم فيها تدفق رؤوس الأموال بين بلدان العالم جميعها، عن طريق تخطي حدود بلدان العالم باستخدام التكنولوجيا الحديثة كوسائل النقل والإنترنت وغيرها، ويشير هذا المصطلح أيضًا لعملية التكامل الاقتصادي بين بلدان العالم، وذلك عن طريق نقل كل من السلع، والمنتجات، ورأس المال، والتكنولوجيا بين دول العالم، كما أنّ للعولمة الاقتصادية دور كبير في إقامة علاقات تربط بلدان العالم ببعضها البعض.
نشأة العولمة الاقتصادية
نشأت العولمة الاقتصادية وتطورت على ثلاث مراحل، وهي:
المرحلة الأولى
وتتلخص بالنقاط التالية:
- بدأت المرحلة الأولى بالتزامن مع عصر الثورة الصناعية، أي مع اختراع المحرك البخاري بالإضافة لاختراع آلة النسيج الصناعية وغيرها من الابتكارات التي لعبت دوراً كبيراً في تسهيل نقل البضائع والسلع لمسافات بعيدة، والابتكارات التي كان لها دوراً كبيراً في تسهيل عملية الإنتاج والتصنيع للمنتجات ذات الطلب العالي على مستوى عالمي كالحديد والمنسوجات وغيرها.
- كان لإنشاء قناة سويس وربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهادي، وبناء سكك الحديد في الهند، دورٌ كبيرٌ في فتح شريان جديد للتجارة العالمية، وفي البداية كانت بريطانيا هي المستفيد الأكبر من هذه العولمة لامتلاكها للإمكانيات ولرأس المال الضخم، بالإضافة لدول أخرى كالأرجنتين وأروغواي، وذلك بعد اختراع السفينة المبردة التي كان لها دوراً كبيراً في تسهيل تصدير اللحوم لمختلف أرجاء العالم.
المرحلة الثانية
وتتلخص بالنقاط التالية:
- بدأت المرحلة الثانية لتطور العولمة الاقتصادية بالتزامن مع انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأيضاً بالتزامن مع ظهور الثورة الصناعية الثانية عام 1989م، التي أدت لظهور وسائل النقل الحديثة المختلفة، كالسيارات والطائرات التي كان لها دور محوري في بدء عملية التجارة العالمية وانتشارها مرة أخرى.
- كان لسقوط الستار الحديدي (سياسة العزلة التي انتهجها الاتحاد السوفيتي أعقاب الحرب العالمية الثانية) دورٌ مهم جدًا في ظهور العولمة الاقتصادية بشكل فعلي، وحقيقي، وملحوظ، ويجدر بالذكر أن المستفيد الأكبر في هذه المرحلة من تطور العولمة الاقتصادية هي الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تم استبدال السوق الحرة بالتخطيط المركزي الذي كان له أثر كبير في العولمة الاقتصادية في كافة أنحاء العالم.
- كان لانهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط الجدار الذي يفصل ما بين غرب وشرق ألمانيا ، دور مهم في تطور العولمة، إذ قامت العديد من دول العالم بإبرام العديد من اتفاقيات التجارة الحرة، كالصين وغيرها من الدول حديثة الاستقلال.
- كان لظهور الثورة الصناعية الثالثة تأثير كبير على العولمة الاقتصادية، فقد ساعدت التقنيات كالإنترنت وغيرها من وسائل الاتصال على تسهيل التواصل التجاري بين الدول، كما أصبحت العديد من العمليات التجارية تتم عن طريق الهاتف.
المرحلة الثالثة
وتتلخص المرحلة الثالثة بالنقاط التالية:
- تتمثل حدود العولمة الاقتصادية بعالم الإنترنت، وقد أدى ذلك لظهور الاقتصاد الرقمي، الذي أصبح جزءاً مهماً في العولمة الاقتصادية.
- أدى ظهور التجارة الإلكترونية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والخدمات الرقمية، والذكاء الاصطناعي لظهور مرحلة جديدة في العولمة الاقتصادية، وتميزت أنها أكثر تطورًا عما قبلها من المراحل.
- من سلبيات هذه المرحلة؛ أنّ العمليات التجارية الإلكترونية مهددة بالقرصنة، والهجمات الإلكترونية.
الأسباب الرئيسية لانتشار العولمة الاقتصادية
وفيما يلي تعداد لأهم العوامل التي أدت لانتشار العولمة الاقتصادية:
- الأهمية المتزايدة للمعلومات المتعلقة بالأنشطة الإنتاجية.
- سرعة تطوير التكنولوجيا والعلوم التي ظهرت في الأسواق التي تستخدم تقنيات التكنولوجيا الحديثة، والتي بدوها لعبت دوراً كبيراً في نشر اقتصاد كل بلد لجميع أرجاء العالم.
- استخدام المعلومات الاقتصادية العابرة للحدود ساهم في تطوير مختلف الصناعات على المستوى العالمي.
- التطور الذي حدث في مجال وسائل النقل؛ الأمر الذي أدى إلى انخفاض كلفة الشحن للبضائع والسلع وعملية نقلها لمختلف أرجاء العالم، كما أنّ هذا التطور كان له دورٌ أساسي في فتح العديد من المجالات الجديدة المتعلقة بالتسويق.
- كان للإنتاج العالمي أثر كبير في انتشار العولمة؛ فعلى سبيل المثال، يتم تصنيع كل جزء من السيارة في دولة معينة، وبعد ذلك يجري تجميع هذه الأجزاء للحصول على المنتج النهائي الكامل (السيارة).