نشأة الإرشاد التربوي
نشأة الإرشاد التربوي
الإرشاد التربوي أو كما يطلق عليه أيضاً بالتوجيه التربوي، كان يرتبط ارتباطا وثيقا مع الإرشاد المهني، الذي ظهر في أواخر القرن التاسع عشر بعد الثورة الصناعية، فدفعت الكثير من الناس إلى الانتقال من نمط حياة الزراعة إلى المدينة، حيث بدأت الأساليب التعليمية في التغيير استجابة للطلبات الجديدة على العمالة.
كان في البداية يهتم بإعداد الطلاب لمهنة من خلال مساعدتهم في تطوير دافع الحياة المهنية وفي دراستهم وحياتهم، كما قال تشارلز دبليو إليوت وهو رائد في هذا المجال، وكانت مسؤوليات المرشد التربوي تتمحور حول ما يأتي:
- تحديد الراسبين من الطلاب.
- وضع إستراتيجيات لمنع الطلاب من الفشل.
- ضمان حصول الطلاب على شهادات للعمل.
- حث الطلاب للبقاء في المدرسة.
- إعداد الطلاب للعمل.
الإرشاد التربوي خلال القرون
كان هناك انتقالات في مفهوم وأهمية الإرشاد التربوي خلال القرون، ابتداء من القرن العشرين، إلى يومنا هذا، ويُمكن توضيحها كما يأتي:
الإرشاد التربوي في أوائل القرن العشرين
في بداية العشرينات من القرن الماضي بدأ دور المرشد التربوي في التوسع خارج نطاق التركيز المهني التقليدي، وبدأ المستشارون التربويون يدركون الحاجات الاجتماعية والعاطفية عند الطلاب أيضا، بالإضافة إلى المشاكل الشخصية مثل الإجهاد المالي والأوضاع السيئة داخل منازلهم.
نتيجة لذلك، أصبح التوجيه الاجتماعي والعاطفي متأصلا بشكل متزايد في الإرشاد التربوي خلال العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، والتي عملت على مساعدة الطلاب على التوفيق بين دراستهم ومساراتهم المهنية وتحدياتهم الشخصية.
الإرشاد التربوي في الخمسينات والستينات
في هذا الوقت حدث تطورات للإرشاد التربوي كالآتي:
- في عام 1953م
تم تشكيل جمعية الاستشارة المدرسية الأمريكية لتوجيه الموظفين الأمريكيين، كان لها أثر على الإرشاد التربوي من خلال المساعدة في إبراز خدماتهم والترويج لها.
- في عام 1958م
اكتسب الإرشاد المهني دفعة أخرى من خلال قانون الدفاع الوطني الذي عمل على توفير التمويل لخدمات الإرشاد التربوي في المدارس.
- أما في الستينات من القرن الماضي، فقد زاد عدد المرشدين في المدراس بشكل كبير، وتم تطبيق نظريات الإرشاد الجديدة التي ظهرت في الستينات في هذا المجال.
الإرشاد التربوي في السبعينات
التطورات التي حدثت في السبعينات هي كما يأتي:
- لم ينتقل النمو الذي شهدته مهنة الإرشاد التربوي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي إلى السبعينات، بل بدأ الناس في مجال التعليم بالتشكيك في صلاحية دور المرشد التربوي.
- لم يكن هناك دور محدد مرتبط بمهنة الإرشاد التربوي، وكان هناك تساؤلات حول المساهمات التي قدمها المرشدون التربويون في البيئات التعليمية.
- خلال هذا الوقت تم إلغاء العديد من مناصب المرشد التربوي في المدراس.
- لم يستمر هذا الوضع حتى أواخر السبعينات، حيث ظهر تأييد النهج التنموي للإرشاد واستعادة الدعم.
الإرشاد التربوي في الثمانينات
في الثمانينات من القرن الماضي أدى التركيز على النهج التنموي للتوجيه في المدرسة إلى إعادة تنظيم برامج الإرشاد التربوي، ودور المرشد التربوي، فكان هناك تركيز على خدمات الإرشاد التربوي الشاملة، والتي كانت تشمل ما يأتي:
- التنمية الاجتماعية للطلاب.
- التنمية العاطفية للطلاب.
- التنمية التعليمية للطلاب.
الإرشاد التربوي من التسعينات إلى يومنا هذا
خلال التسعينات من القرن الماضي تم تكليف العديد من المرشدين التربويين بتصميم برامج التوجيه التربوي للمدارس، حيث نص القانون في عام 1995م على تمويل المدارس الابتدائية التي تنفذ مبادرات إرشادية إبداعية وواعدة.
أصبح دور المرشد التربوي يتمحور في العديد من الجوانب التعليمة للطلاب والنمو الشخصي لديهم، بما في ذلك الإرشاد الفردي والجماعي، والتخطيط للطلاب وبناء شخصيتهم، و المهارات الاجتماعية ، ومهارات الدراسة، والتدخل في الأزمات، وتنفيذ البرامج الوقائية، والبرامج النمائية والعلاجية.