نشأة الأنثروبولوجيا
نشأة الأنثروبولوجيا
الأنثروبولوجيا في اليونان
تعود جذور الأنثروبولوجيا إلى الكتابات اليونانية القديمة التاريخية والفلسفية حول الطبيعة البشرية وتنظيم المجتمع البشري، ويعتبر علماء الأنثروبولوجيا بشكل عام أن هيرودوت، المؤرخ اليوناني هو أول مفكر يكتب عن المفاهيم التي أصبحت فيما بعد مركزية وأساس الأنثروبولوجيا، وفي كتاب التاريخ، وصف هيرودوت ثقافات مختلف شعوب الإمبراطورية الفارسية، التي غزاها الإغريق خلال النصف الأول من القرن الرابع قبل الميلاد، وأشار إلى اليونان باعتبارها الثقافة السائدة في الغرب وبلاد فارس باعتبارها الثقافة السائدة في الشرق.
المؤرخ ابن خلدون والأنثروبولوجيا
كان المؤرخ العربي ابن خلدون ، الذي عاش في القرن الرابع عشر ميلادياً، كاتبًا آخر للأفكار ذات الصلة بالأنثروبولوجيا، ودرس ابن خلدون العوامل البيئية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي أثرت على تطور الحضارات وقيامها وسقوطها، واستنتج كل من ابن خلدون وهيرودوت أوصافًا إثنوجرافية وموضوعية بشكل ملحوظ للثقافات المتنوعة في عالم البحر الأبيض المتوسط، لكنهم استخدموا المعلومات القديمة والمستعملة.
الأنثروبولوجيا والعصور الوسطى
خلال العصور الوسطى من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر بعد الميلاد، سيطر علماء الكتاب المقدس على التفكير الأوروبي في مسائل الأصول البشرية والتنمية الثقافية، ولقد تعاملوا مع هذه الأسئلة على أنها قضايا تتعلق بالمعتقد الديني وروجوا لفكرة أن الوجود البشري وكل التنوع البشري هو من صنع الله.
الأنثروبولوجيا في القرن الخامس عشر
ابتداءً من القرن الخامس عشر، قدم المستكشفون الأوروبيون الذين يبحثون عن الثروة في الأراضي الجديدة أوصافًا حية للثقافات الغريبة التي واجهوها في رحلاتهم في آسيا وأفريقيا وما يُعرف الآن بالأمريكيتين، ولكن هؤلاء المستكشفين لم يكونوا على معرفة بلغات الشعوب التي اتصلوا بها، لذا قدموا ملاحظات موجزة ولكن غير منتظمة.
الأنثروبولوجيا في عصر التنوير
شهد عصر التنوير الأوروبي في القرنين السابع عشر والثامن عشر ظهور الفكر الفلسفي العلمي والعقلاني، وكتب مفكرو التنوير، مثل ديفيد هيوم المولود في اسكتلندا، و جون لوك من إنجلترا، وجان جاك روسو من فرنسا، عددًا من الأعمال الإنسانية عن طبيعة الجنس البشري، وقد أسسوا عملهم على العقل الفلسفي بدلاً من السلطة الدينية وطرحوا أسئلة أنثروبولوجية مهمة، حيث كتب روسو، عن الصفات الأخلاقية للمجتمعات "البدائية" وعن عدم المساواة بين البشر، ولكن معظم كتاب عصر التنوير يفتقرون أيضًا إلى الخبرة المباشرة مع الثقافات غير الغربية.
الأنثروبولوجيا الحديثة
ظهرت الأنثروبولوجيا الحديثة في القرن التاسع عشر جنبًا إلى جنب مع التطور والقبول العلمي لنظريات التطور البيولوجي والثقافي في أوائل القرن التاسع عشر، وأشارت عدد من الملاحظات العلمية، خاصة عن العظام المكتشفة وغيرها من البقايا، مثل الأدوات الحجرية، إلى أن ماضي البشرية قد غطى فترة زمنية أكبر بكثير مما أشار إليه الكتاب المقدس (انظر الخلق).
تعريف الأنثروبولوجيا
هي دراسة الإنسان، وتاريخه التطوري، وكيفية تصرفه وتكيفه مع البيئات المختلفة، وتهتم دراسة الأنثروبولوجيا بالسمات البيولوجية التي تجعلنا بشرًا، (مثل علم وظائف الأعضاء والتركيب الجيني والتاريخ الغذائي والتطور)، والجوانب الاجتماعية (مثل اللغة والثقافة والسياسة والأسرة والدين)، كما يهتم علماء الأنثروبولوجيا بالعديد من جوانب حياة الناس، كالممارسات اليومية بالإضافة إلى الطقوس والاحتفالات والعمليات الأكثر دراماتيكية التي تحددنا كبشر، حيث اكتشف علماء الأنثروبولوجيا السبب الذي يجعل البشر مختلفين عن باقي الكائنات، كما ويهدف علماء الأنثروبولوجيا إلى زيادة فهم البشر لأنفسهم وبعضهم البعض.
فروع الأنثروبولوجيا
تنقسم دراسة الأنثروبولوجيا إلى ثلاثة تخصصات فرعية، وهي:
- علم الآثار.
- الأنثروبولوجيا البيولوجية.
- الأنثروبولوجيا الثقافية.