نتائج غزوة بدر
بداية الإسلام
لاحق الكفار المسلمين بالأذى النفسيّ والجسديّ منذ بداية دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للناس جميعاً للإسلام، ولنبذ عادات وأخلاق الجاهليّة التي انتشرت بينهم آنذاك، في سعيهم لوأد صوت الحق الذي قضّ مضجعهم، وصَغَّرَ من شأن آلهتهم الكثيرة التي كانوا يتقرّبون بها لله، وصرف أنظار أتباعهم نحو دينٍ جديد لم يرغبوا حتى بمعرفة ماهيّته، وحيث إنّ هذا هو دين الله وأمره، وقد خيّب الله ظنونهم وأفعالهم، فغرس الرسول عليه الصلاة والسلام العقيدة القويّة في نفوس أصحابه، فثبتوا على الدين رغم العذاب، وهاجروا إلى المدينة المنوّرة، واستقروا فيها بعد أن أوذوا في مكة المكرمة، وهناك قويتْ شوكة الإسلام المسلمين، فأذن لهم الله أن يقاتلوا أعداءهم بعد تعرّضهم للظلم والقسوة طوال الوقت منهم.
سبب غزوة بدر
كان المسلمون بلا مالٍ ولا حقوقٍ وفقراءَ بعد الهجرة من مكة، بعد أن سلب الكفار أموالهم هناك، وقد سمع الرسول عليه الصلاة والسلام عن قافلةٍ لقريش محملة بالبضاعة والمال قادمة من الشام، وترأس القافلة أبو سفيان، ولمّا علم الأخير بنيّة المسلمين الهجوم على القافلة بعث برسولٍ للكفار ليعدّوا العدة لمعركةٍ مع المسلمين، وبالفعل حدثت المعركة، وتواجه الطرفان في منطقة آبار بدرٍ الواقعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، واسمها غزوة بدرٍ أو بيوم الفرقان كما جاء ذكرها في القرآن الكريم لأنّ نتائجها فرقت بين الحق والباطل، وتعدّ أول غزوةٍ في الإسلام، وحدثت في 17 رمضان في العام الثاني من الهجرة، وقد تواجه قرابة الثلاثمئة مسلمٍ من المهاجرين والأنصار تحت لواءٍ واحدٍ بقيادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مقابل ألف مشركٍ بقيادة عمرو بن هشام القرشيّ وهو من يُعرف بأبي جهل، واستشهد من المسلمين 14 رجلاً، وقتل 70 رجلاً من الكفار على رأسهم أبو جهل، وأميّة بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وأُسر 70 رجلاً آخرون.
نتائج غزوة بدر
تُعدّ غزوة بدرٍ نقطةً مفصليّةً في تاريخ الإسلام، فقد انتصر المسلمون وقويت شوكتهم وعلا شأنهم، كما وانتعشت أوضاعهم الاقتصاديّة والمعيشيّة، بسبب الغنائم التي حصلوا عليها بعد انتهاء المعركة، كما أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أسرى الكفار أن يعلّم كلّ أسيرٍ منهم عشرةً من أبناء المسلمين القراءة والكتابة، وبالتالي تحصيل الفائدة العلميّة، وكان هذا أحد الأمثلة على حكمة وبُعد نظر الرسول عليه الصلاة والسلام ورحمته حتى بأعداء الإسلام، فتمثّل ذلك بحسن معاملته للمسلم، وغير المسلم ولم يأمر بتعذيب أو اضطهاد الكفار الذين وقعوا في الأسر.