نتائج الكشوف الجغرافية على العالم الإسلامي
تعريف الكشوفات الجغرافية
هي رحلات انتشرت بشكل واسع في القرن الخامس عشر الميلادي، وقام بها الأوروبيون لاكتشاف مناطق جديدة لشراء بضاعتهم عبرها من المناطق الشرقية بعد أن احتكر المسلمون العرب طرق التجارة نحو الشرق، فقرر الأوروبيون مقاطعة المناطق التجارية للمسلمين والبحث عن طريق يوصلهم لجزر الهند مباشرة دون اتصال بالعرب.
دوافع الكشوفات الجغرافية على العالم الإسلامي
بدأت أولى الكشوفات الجغرافية من قبل إسبانيا والبرتغال حيث تعدّدت الدوافع لذلك على النحو الآتي:
- احتكار المسلمين للطرق التجارية القديمة وخاصة طريق تجارة التوابل نحو الشرق في الهند ورفع الضرائب على البضائع التي تمر خلالها، حيث كان هذا الاحتكار بمثابة شرارة البدء برحلات الاستكشاف للوصول إلى طرق تجارية جديدة.
- الدافع الاقتصادي ويتمثل بحاجة البرتغال وإسبانيا للذهب والفضة والكنوز في قارة آسيا مما دفعهم للبحث عن الطرق التي توصلهم لهذه الثروات.
- الدافع الديني حيث كان دأب دولة البرتغال يتمثل في نشر الدين المسيحي وضرب قوة المسلمين في مناطق إفريقيا وشرق المحيط الأطلسي والبحر المتوسط.
- التقدم العلمي في تلك الفترة، من تطور الرياضيات ورسم الخرائط الجغرافية وتطور علم الفلك والتقدم في تصنيع السفن التي أصبحت تحتوي على أسطرلاب وبوصلة ودفة تحريك وشراع مهد الطريق أمام هذه الاكتشافات وذلل الصعاب التي قد تواجه المستكشفين في البحار والمحيطات.
تأثير الكشوفات على العالم العربي والإسلامي
كان للكشوفات تأثيرات متعددة على العالم العربي والإسلامي أغلبها سلبية أدت إلى تقليص الدور العالمي له وتراجعه على مختلف المستويات ومن هذه النتائج ما يأتي:
- تغيير موقع مركز التجارة العالمي مما أثر سلبًا على اقتصاد مصر وبلاد الشام.
- أصبحت الدولة العثمانية في مواجهة دائمة مع الدول الأوروبية وخاصة في مناطق البحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي.
- نشر الدين المسيحي في مناطق الاستكشاف مثل الأمريكيتين على حساب انتشار الدين الإسلامي.
- ظهور الاستيطان والاستعمار بمفهومه الحديث وتضرر المسلمين لاحقًا بإضعاف نفوذهم عن طريق السيطرة على ما حولهم من بلاد ومحاصرتهم.
تأثير الكشوفات الجغرافية عالميًا
أثرت هذه الكشوفات أيضا على العالم ككل بمختلف النواحي الاقتصادية والعلمية والاجتماعية وقلبتها رأسًا على عقب وقد شكلت نقلة نوعية مهمة كالتالي:
- انتشار تجارة الرقيق في أنحاء أوروبا.
- إثبات كروية الأرض بواسطة الملاح ماجلان بدورانه حول العالم.
- اكتشاف أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والبحار المتجمدة الجنوبية والشمالية.
- اكتشاف قارة أستراليا.
معلومات عن سير حركات الكشوف
انطلقت حركة الكشوفات الجغرافية من دول متنوعة وقد اختلفت نتائج هذه الحركات وتوجهاتها باختلاف الدولة التي انطلقت منها كما يأتي:
حركة الكشوف البرتغالية
البرتغال هي أول دولة في أوروبا بدأت الكشوف الجغرافية التي حظيت بالتأييد من الأمير هنري، حيث كان ملاحًا وملمًا بالجغرافيا والرياضيات وقد أسس أكاديمية بحرية ومرصد وأصر على استكمال حركة الكشوفات رغم ظهور بعض المعارضات التي ادعت أن هذه الحركة هي عبارة عن مجهود بلا جدوى.
وقد واصلت حركة البرتغال تقدمها لتكتشف العديد من المناطق مثل الرأس الأخضر ومصب نهر السنغال والرأس الأبيض، إلى أن وصلوا إلى رأس الرجاء الصالح، حيث عبر مكتشفه المحيط الهندي ووصل إلى سواحل الهند الغربية وعاد إلى البرتغال، ليعلن نهاية الاحتكار لطريق التوابل من قبل العرب والإيطاليين وبداية التجارة مع الشرق عبره.
حركة الكشوف الإسبانية
تختلف الكشوف الإسبانية عن الكشوف البرتغالية من حيث الجهة التي قامت بها، حيث كانت البرتغال حكومة وشعبا تتقدم نحو الاكتشافات بينما قامت بها فئة من المغامرين في إسبانيا في حين كانت الهيئات الرسمية الإسبانية تتخذ موقًفا معارضًا.
بدأ كريستوفر كولومبوس رحلة الاكتشاف من الغرب وصولًا للشرق في محاولة لإثبات كروية الأرض ومر بالعديد من المحطات خلال رحلته وكان يهدف للوصول للهند من أجل تجارة التوابل إلا أنّه مات قبل أن يحقق مراده ليكون اكتشف عالما جديدا بأكمله سُمي فيما بعد بأمريكا، وكان ماجلان بانطلاقه من إسبانيا برفقة أصحابه هو أول من أثبت كروية الأرض، حين داروا حول الأرض فعادوا من حيث انطلقوا.
حركة الكشوف الإنجليزية والفرنسية
بدأت حركات الكشوف الجغرافية الإنجليزية من قبل جون كابوت الذي قام برحلتين مختلفتين بغية الوصول إلى الهند واكتشف خلالهما الكثير من المناطق وقد مهدت رحلاته الطريق أمام إنجلترا لاستعمار جزء كبير من العالم الجديد.
أمّا الكشوفات الفرنسية فقد بدأها الفرنسي جاك كارتييه ووصل خلالها لشواطئ كندا واهتم الفرنسيون بعده باستكشاف العالم الجديد لينتهي الأمر بالسيطرة الفرنسية على كندا وحوض الميسيسيبي مما أدى للاصطدام مع الإنجليز في أمريكا الشمالية والتنافس للسيطرة على العالم الجديد، وقد أسفرت حركات الاستكشاف الفرنسية عن احتكار الفرنسيين لتجارة الصيد والفراء في نواحي كندا.