نبذة عن مسرحية مصير صرصار
نبذة عن مسرحية مصير صرصار
نشرت هذه المسرحية أول مرة في عام 1966م، وهي من تأليف الكاتب المصري توفيق الحكيم، والذي يعدُّ رائد المسرح العربية ورائد المسرح الذهني في العالم العربي، وتقع الرواية في نحو 192 صفحة، وتمتاز الرواية بالعبثية المفرطة فيها، ورويَ أنَّ توفيق الحكيم قد استوحى قصة الرواية من صرصار كان يحاول الخروج من بانيو الحمام.
وتعكس هذه المسرحية قضية مهمة في المجتمعات البشرية عمومًا، وهي قضية وإشكالية الشعور الزائف بالفوقية سواءً على مستوى الفرد أو على مستوى الجماعة، وهو ما يطلق عليه أيضًا وهم التفوق، كما تتناول المسرحية وجهة نظر توفيق الحكيم المتحفظة دائمًا تجاه الدعاوى المتكررة التي تنادي بحرية المرأة.
مؤلف مسرحية مصير صرصار
ولد توفيق الحكيم في عام 1898م في الإسكندرية، وهو كاتب ومسرحي وأديب مصري شهير، يعد أحد الأسماء البارزة في الأدب العربي الحديث ، وواحدًا من رواد الكتابة المسرحية والرواية العربية في القرن العشرين، وكانت الآراء التي استقبلت أعماله تتأرجح بين من يعتبر تلك الأعمال نجاحًا كبيرًا وبين من يعتبرها إخفاقًا وفضلًا لا أكثر.
وقد كان توفيق الحكيم رائد المسرح الذهني في المرح العربي، بداية مع مسرحية أهل الكهف في هام 1933م، حيثُ أنَّ المسرح الذهني من المسرحيات التي لا يمكن أن تؤدى على خشبة المسرح، ومن أهم أعماله؛ رواية يوميات نائب في الأرياف، رواية عصفور من الشرق، مسرحية أهل الكهف، مسرحية سليمان الحكيم ، مسرحية شمس النهار، توفي عام 1987م.
ملخص مسرحية مصير صرصار
تناول توفيق الحكيم في هذه الرواية قضايا عديدة مهمة وجوهرية بأسلوب فكاهي ساخر، وفيما يأتي تلخيص رواية مصير صرصار:
مقتل ابن الوزير
عقِد اجتماع طارئ بين ملك الصراصير وزوجته الملكة والعالم والكاهن من أجل مناقشة قضية ابن الوزير، فقد تعرَّض لهجوم من قبل جيش النمل وسقط على ظهره، وحمله النمل إلى جحورهم صيدًا ثمينًا يكفيهم الطعام أيامًا عديدة، والمشكلة التي واجهها الملك ومن معه الطريقة التي سيجمعون فيها الصراصير لإيجاد حلول مناسبة لمخاطر النمل التي تهدد جميع الصراصير.
الفرق بين النمل والصراصير
ولكنَّ ما خطر ببال المجتمعين أيضًا أنَّ الصراصير ليست مثل النمل، حيثُ أنَّ مجتمع النمل من المجتمعات المنظمة، والنمل قادر على تنظيم وإدراة العمل الجماعي، بينما الصراصير متفرقة، وكل صرصار له عالم خاص به، والملك لم يكن إلا ملك على نفسه، حتى أنَّ الكاهن والوزير والعالم كل منهما كان يهدد بالاستقالة لأنهم متطوعون لا أكثر في المملكة.
تحديد المشكلة الرئيسية
حدد الملك وأعضاء الاجتماع أنَّ المشكلة الرئيسية هي الطريقة التي سيجمعون بها الصراصير، فهم لم يتعودوا على الاجتماع، وطلِب من العالم البحث عن حل مناسب، فأخبرهم أن الصراصير لا تجتمع إلا على طعام، أما الكاهن فليس لديه حل إلا الدعاء والصلاة والقرابين، ورغم تنظيم الصراصير فهي لا تعرف حضارة الصاصير التي لا تبالي بالطعام وإنما بالعمل فقط.
وعرف الجميع بمن فيهم الملك، أنَّ اجتماع الصراصير سيكون فقط على الطعام، حيثُ أنَّ المصلحة العامة هي أفضل ضامن يمكن أن يجتمعوا عليه، وأما الاجتماع على الشعارات والأفكار الأيديولوجية فيه اجتماعات لا قيمة لها، وتسبب الخلافات والشقاق أكثر، ولذلك فإن الصراصير تعد أرقى الاجناس على وجه الأرض، لأنهم يهتمون فقط بالقضايا المعرفية الكبرى.
النهاية
يحاول الحكيم أن يشير في النهاية إلى ضرورة الكفاح والمحاولة للوصول إلى الهدف والغاية، وعدم الخضوع في شيء، وهذا من خلال شخصية عادل الذي رأى الصرصار في حوض الاستحمام يحاول الخروج دون جدوى، ويجب على الإنسان أن يظل يكافح حتى آخر أيام حياته.
اقتباسات من مسرحية مصير صرصار
تساعد بعض الاقتباسات القراء في التعرف على أسلوب الكاتب في المسرحية، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من مسرحية مصير صرصار:
- كل كفاح بشري عديم الجدوى أمام تلك القوة التي لا قبل للإنسان بها، ومع ذلك يكافح، وهنا مأساة الإنسان وعظمته.
- عندما تفقد الكلمات حجمها الحقيقي فإن كل شيء يفقد جديته.
- نحن لسنا مثل تلك المخلوقات الصغيرة التي تسمى النمل تلك التي تجتمع بالألوف في كل وقت للفارغ والملآن.
- لماذا يشاء حظي الأسود أن أن أطالب أنا دون كل من كان قبلي من الآباء والأجداد بمهمة البحث وحدي عن الحل.
- إن جنس النمل نفسه، لا تجتمع جيوشه إلا حول الطعام أو لحمل الطعام أو لتخزين الطعام.