نبذة عن مسرحية إيزيس
نبذة عن مسرحية إيزيس
نشرت هذه المسرحية أول مرة في عام 1955م، وهي من تأليف رائد المسرح الذهني في الأدب العربي الكاتب توفيق الحكيم، وقد جاءت المسرحية في نحو 124 صفحة، فقد وظَّف توفيق الحكيم الأسطورة الفرعونية القديمة التي تدور حول إيزيس في أفكار وقضايا اجتماعية وسياسية مهمة، كما أنَّ جعل المسرحية ميدانًا بي الواقعية والمثالية.
ولكنَّه طرح هاتين العقدتين المتجذرتين في النفوس البشرية من دون أن ينصِّب نفسه حكمًا في تديد أيهما أجدى أو أقرب للصواب، بل ترك ذلك للقارئ، حيثُ يمكن لكل قارئ أن ينظر وفق وجهة نظهر إلى ذلك الصراع ويحدد أي الفكرتين أقرب للصواب، وكأنَّه اعتمدَ في هذه الرواية مبدأ الغاية تبرر الوسيلة الذي طرحه ميكافللي.
ملخص مسرحية إيزيس
تدور أحداث مسرحية إيزيس حول أسطورة مصرية قديمة، تحكي الصراع حول العرش، وقد حولها توفيق الحكيم إلى مسرحية تشير إلى قضايا مهمة، وفيما يأتي تلخيص مسرحية إيزيس:
اغتصاب العرش
تبدأ المسرحية باغتصاب طيفون شقيق الملك أوزوريس باغتصاب الملك من شقيقه، وهو في الأسطورة الحقيقية اسمه "ست"، وقام بعمل حيلة بسيطة من أجل القضاء على أخيه، لأنَّ أخاه أوزوريس علّم الشعب المصري فنون الزراعة وتشريع القوانين وكيفية تخطيط القرى والمدن، فغضبَ منه أخوه وقرر التخلص منه، وذلك من خلال اتباع بعض الحيل والخداع.
أقام شقيق أزووريس حفلًا كبيرًا وصنع تابوتًا من الذهب، وأشار إلى أنَّه سيكون من نصيب من ينام فيه ويكون على مناسبًا لحجمه، وقد كان مصممًا ليناسب مقاس أوزوريس، وعندما دخل فيه أغلق عليه التابوت ورماه أخوه في نهر النيل، فأوصله النهر إلى البحر ومنه إلى شواطئ فينيقيا، فاستقر به المقام على شواطئ مدينة جبيل حسب الأسطورة.
الحيرة الكبرى
كانت الحيرة التي وقعت بها إيزيس هي اللجوء إلى الحيل والخداع من أجل الوصول إلى مآرب سامية وأهداف فاضلة، وقد تعددت الآراء في المسرحية حول ذلك، وكان مسطاط شخصًا مثاليًا يرفض تلويث الفضيلة بالحيلة والخدعة، وأما توت فإنه يرى أنَّ الفضيلة أحيانًا لا تنتصر وحدها، ولا بأس من الاستعانة بالحيلة والمكيدة للوصول إلى الحق.
استعادة العرش ونجاة أوزوريس
تمثل المسرحية والأسطورة من قبلها وفاء أيزيس لزوجها، وقد عملت إيزيس جاهدة من أجل استعادة زوجها واستعادة العرش، وقررت اللجوء إلى الخدع والمكيدة، واستعانت بشيخ البلد ودفعت له المال رشوةً رغم علمها بأنه رجل فاسد، حتى يقف إلى جانبها ضد طيفون شقيق زوجها، وقبل توت ذلك التصرف من إيزيس واعتبره طبيعيًا من أجل استعادة الحق.
أما مسطاط فقد رفضه لأنه رجل مثالي، واستطاعت إيزيس في نهاية المسرحية بانتصار إيزيس ونجاحها في تحقيق أهدافها، وهزمت طيفون، والذي ظهر فساده أمام الشعب كله، وتولى ابنها حوريس العرش وعاد الأمن والأمان إلى البلاد مرة أخرى.
اقتباسات من مسرحية إيزيس
يشتهر توفيق الحكيم بالعديد من الأقوال والاقتباسات معبرة، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من مسرحية إيزيس:
- صاحب الحق لا يحسن إظهار حقه، كما يحسن صاحب الباطل إخفاء باطله.
- اكتساب حب الناس عمل سياسي.
- حقًا إن اليد البارعة تستطيع أن تسرق تأييد الشعب أيضًا فيما تسرق.
- إن مسطاط ينسى أن زوجي أوزيريس كان معبود الشعب في يوم من الأيام، فما إن ظهر أخوه المغامر طيفون حتى استطاع ببراعته وحيلته وأساليبه وأكاذيبه أن يسلب من زوجي المسكين: ملكه وشعبه معًا.
- قوة الشعب مثل الشمس لا أثر لها إذا تفرقت أشعتها وتشتت، ولكنها تعمل عملها إذا تجمعت وتكتلت ونظمت.
- إذا كان لا بدَّ لانتصار رجل العلم والخير من أسلحة المغامر والمحتال، إذا كان لا بدَّ لنجاحه هو أيضًا من استخدام الرشوة والتدجيل والتضليل، فمعنى ذلك أنه لم يعد هناك أمل في القوة الذاتية للعلم والخير.
مؤلف مسرحية إيزيس
ولد المسرحي الشهير توفيق الحكيم في الإسكندرية عام 1898م، ويعدُّ من أشهر الكتاب العرب في القرن العشرين، وأحد أبرز كتاب المسرحية في تاريخ الأدب العربي الحديث، ورغم استقبال أعماله في العالم العربي على أنَّها نجاح كبير في عالم المسرح، إلا أنَّ كثير من الناس اعتبرها إخفاقًا كبيرًا، وقد كان للحكيم تأثير كبير على كثير من الكتاب من بعده.
واعتبر رائد المسرح الذهني منذ نشر رواية أهل الكهف عام 1933م، وهو المسرح الذي لا يمكن تجسيده على خشبة المسرح، واعتمدَ في كثير من مسرحياته على الرموز والدلائل التي يمكن إسقاطها على الواقع، ومن أهم مؤلفاته: أهل الكهف، شهرزاد، شمس النهار، رواية عصفور من الشرق ، رواية يوميات نائب في الأرياف، مسرحية سليمان الحكيم وغيرها توفي عام 1987م.