نبذة عن مسرحية أهل الكهف
نبذة عن مسرحية أهل الكهف
تعدُّ مسرحية أهل الكهف والتي نشرت أول مرة في عام 1933م، من أشهر وأهم روايات الكاتب والمؤلف المسرحي الشهير توفيق الحكيم، إذ تناول فيها قصة أصحاب الكهف التي وردت في القرآن الكريم والتي وردت في الكتاب المقدس بطريقة خيالية مضفيًا على الشخصيات أسماء وصفات وغير ذلك من تفاصيل، وذكر اسم الملك الذين ظهروا الفتية في زمانه.
وقد نالت هذه الرواية شهرة كبيرة منذ نشرها أول مرة، وقد ترجمت إلى عدة لغات منها: الإنجليزية، والإيطالية، والفرنسية، وهذا ما يدلُّ على شهرتها في ذلك الوقت، وهي من المسرحيات الدينية التاريخية الخيالية، وقد افتتح المسرح القومي في مصر بهذه المسرحية، ولكنها فشلت فشلًا ذريعًا، وعزى توفيق الحكيم ذلك إلى أنَّها كتبت لتكون من المسرح الذهني.
حيثُ أنَّ الكاتب توفيق الحكيم يعد رائد المسرح الذهني في الأدب العربي، ويقصد ب مسرحيات توفيق الحكيم الذهنية تلك التي يصعب أداؤها على خشبة المسرح، وإنَّما يمكن تخيُّلها في العقل دون شخصيات حقيقة وأداء مسرحي مثل بقية المسرحيات.
قصة مسرحية أهل الكهف
تدور مسرحية أهل الكهف حول الفتية الذين هربوا إلى الكهف خوفًا من الملك الظالم، وفيما يأتي ملخص مسرحية أصحاب الكهف :
الفصل الأول
تبدأ أحداث المسرحية باستيقاظ أهل الكهف، ويجسِّد توفيق الحكيم ثلاث شخصيات في مسرحية أهل الكهف منهم وهم: يمليخا الراعي، مرنوش، مشلينا، فقد هربوا من الملك دقيانوس الظالم، ويبدأ الحوار بعد الاستيقاظ، فيشعرون بالتعب والجوع، ويعتقدون أنهم ناموا عدة أيام، ويرسلون يمليخا الراعي ليحضر لهم الطعام، فيصادف صيادًا يخاف منه.
يقدم يمليخا عملة نقدية للصياد، فيعتقد أنه يوجد كنز في الكهف من عهد الملك دقيانوس، فيخبر أهل المدينة، ويتوجه عدد كبير من أهل المدينة إلى الكهف للتأكد من موضوع الكنز، ولكنَّه يصدمون لرؤية بشر بصور مرعبة، فيهربون وهو يظنون أنَّهم شاهدوا أشباح موتى.
الفصل الثاني
يصل الخبر إلى الملك صالح ويطلب إحضار أهل الكهف إلى القصر، ويشير إليه غالياس أنهم قديسون من زمن الملك دقيانوس، وهم المقصودون بالبعث في الكتاب المقدس، وعندما يحضرون يطلبون من الملك بعض الأمور الغريبة، فيطلب يمليخا أن يتفقد قطيع أغنامه، ويطلب مرنوش أن يذهب لرؤية زوجته وابنه، ومشلينا يريد أن ينتظر حبيبته.
يكتشف يمليخا أنَّهم ناموا 300 عامًا، ويتأكد من ذلك، وعندما يخبر صاحبيه يتهمانه بالجنون، فيتركهم ويعود إلى الكهف وحيدًا، ويسعى كل منهما في غايته حتى يتأكد من صحة قول يمليخا.
الفصل الثالث
تنتقل الأحداث إلى بهو القصر، إذ يكتشف مرنوش الحقيقة، ويعلم أنَّ ولده مات منذ سنوات طويلة في عمر الستين، وتحول مكان منزله إلى سوق، وقد حقق ابنه انتصارات كبيرة للدولة الرمانية ويرى قبر ابنه، ولكنَّ مشلينا لا يصدقه، ويتحدث إلى حبيبته بريسكا، ولكنه يكتشف أنها حفيدة حبيبته وتشبهها بالشكل والاسم، ثم يعود الصديقان إلى الكهف وينضما إلى صديقهما الراعي.
الفصل الرابع
يعود الأصدقاء إلى الكهف ويظنُّ يمليخا أن ذلك مجرد حلم، ولكن صديقيه يؤكدان له أن ذلك حقيقة، ثمَّ يموت بعد ذلك يمليخا ومرنوش، وبينما كان مشلينا يلفظ أنفاسه الأخيرة، تعود إليه بريسكا وتخبره أنها وقعت بحبه، وتفضل البقاء معه حتى الموت، ويغلَق الكهف عليهم.
اقتباسات من مسرحية أهل الكهف
يمكن أن توضح الاقتباسات أسلوب المؤلف توفيق الحكيم في صياغة هذه المسرحية، وفيما يأتي اقتباسات من مسرحية أهل الكهف ل توفيق الحكيم :
- "حياة جديدة، ما نفعها؟ إن مجرد الحياة لا قيمة لها، إن الحياة المطلقة المجردة عن كل ماضٍ وعن كل صلة وعن كل سبب لهيَ أقل من العدم، بل ليس هناك قط عدم، ما العدم إلا حياة مطلقة".
- "لا فائدة من نزال الزمن، لقد أرادت مصرُ من قبلُ محاربةَ الزمن بالشباب، فلم يكن في مصر تمثال واحد يمثّل الهرم والشيخوخة كما قال لي يومًا قائد جند عاد من مصر، كل صورةٍ فيها هي للشباب من آلهة ورجال وحيوان، كل شيءٍ شاب، ولكن الزمن قتل مصر وهي شابة وما تزال ولن تزال ولن يزال الزمنُ ينزل بها الموت كلما شاء، وكلما كُتب عليها أن تموت".
- "إنَّ الحب ليبتلع كلَّ شيء حتَّى الصداقة وحتى الإيمان، لأنه هو نفسه إيمان أقوى من كل إيمان".
- "إن القديسين لا يظهرون إلا في عصر يُنسَون فيه".