نبذة عن كتاب نونية القحطاني (العقيدة الإسلامية)
التعريف بنونية القحطاني
منظومةٌ طويلةٌ قاربت أبياتها أن تصل 668 بيتًا، نُظمت على بحر الكامل، تتمحور حول موضوع العقيدة، تُنسب للإمام أبي عبد الله القحطاني الأندلسي، تضمنت الأبيات ذِكرَ علومٍ شتى كالعقيدة والسيرة والفقه والآداب والأخلاق، وكان التركيز الأكبر فيها على ذكر عقيدة أهل الحديث والرد على من خالفهم من الفلاسفة والأشاعرة و الصوفية وغيرهم.
وقد اهتمّ العلماء بها قديمًا وحديثًا، حيث ضمّن الإمام ابن القيم نونيته بأبياتٍ منها، ويمكن القول إنه استوحى الفكرة منه حيث كتب منظومةً في العقيدة على منواله، وجعل رويها النون وشرحها جمال بن السيد الرفاعي، واهتم بها المعاصرون كثيرًا، فشرحها صالح السحيمي وعبدالرحمن البراك وغيرهم ولها تسجيل صوتي بصوت فارس عبَّاد.
أبيات من قصيدة القحطاني
- في الأسماء والصفات (عقيدة): في المقطع أدناه يتكلم عن صفةٍ من صفات الله تعالى وهي صفة الكلام حسب اعتقاد أهل السنة والجماعة.
فالله ربي لم يزل متكلما
- حقا إذا ما شاء ذو إحسان
نادى بصوت حين كلم عبده
- موسى فأسمعه بلا كتمان
وكذا ينادي في القيامة ربنا
- جهرا فيسمع صوته الثقلان
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا
- قول الإله المالك الديان
هذا حديث نبينا عن ربه
- صدقا بلا كذب ولا بهتان
لسنا نشبه صوته بكلامنا
- إذ ليس يدرك وصفه بعيان
- في القضاء والقدر (عقيدة): في المقطع أدناه يتكلم عن ركنٍ من أركان الإيمان وهو الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشرّه
ركن الديانة أن تصدق بالقضا
- لا خير في بيت بلا أركا
الله قد علم السعادة والشقا
- وهما ومنزلتاهما ضدان
لا يملك العبد الضعيف لنفسه
- رشدا ولا يقدر على خذلان
سبحان من يجري الأمور بحكمة
- في الخلق بالأرزاق والحرمان
نفذت مشيئته بسابق علمه
- في خلقه عدلا بلا عدوان
- وصف الجنة: في المقطع أدناه يذكر أوصاف الجنة وجزاء المؤمنين حين يدخلون الجنة.
في جَنَّةٍ طَابَـتْ وَطَـابَ نَعِيمُهَـا
- مِنْ كُـلِّ فَاكِهَـةٍ بِهَـا زَوْجَـان
أَنْهَارُهَا تَجْرِي لَهُمْ مِـنْ تَحْـتِهِم
- مَحْفُوفَــةً بِالنَّخْــلِ وَالرُّمَّــانِ
غُرُفَاتُهَــا مِــنْ لُؤْلُــؤٍ وَزَبَرْجَــدٍ
- وَقُصُورُهَا مِـنْ خَـالِصِ الْعِقْيَـانِ
قُصِـرَتْ بِهَـا لِلْمُـتَّقِينَ كَوَاعِبًـا
- شُــبِّهْنَ بِالْيَــاقُوتِ وَالْمَرْجَــان
بيضُ الْوُجُوهِ شـعُورهُنَّ حَوَالِـك
- حُمْرُ الْخُـدُودِ عَوَاتِـقُ الأجْفـان
فُلْجُ الثُّغورِ إِذَا ابْتسمن ضَـوَاحِكًا
- هِيفُ الْخُصـورِ نَـوَاعِمُ الأَبدَان
خُضْـرُ الثِّيـاب ثُـدِيُّهُنَّ نَوَاهِـد
- صُــفْرُ الحُلـيِّ عَــوَاطِرُ الأَرْدَانِ
طُـوبَى لِقـومٍ هُـنَّ أَزْوَاجٌ لَهُـم
- في دار عَــدْنٍ في مَحــلِّ أمــان
- في مدح الصحابة: في المقطع أدناه وهنا يمدح الصحابة ويخص بالذكر أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-.
قل إن خير الأنبياء محمد
- وأجل من يمشي على الكثبان
وأجل صحب الرسل صحب محمد
- وكذاك أفضل صحبه العمران
رجلان قد خلقا لنصر محمد
- بدمي ونفسي ذانك الرجلان
فهما اللذان تظاهرا لنبينا
- في نصره وهما له صهران
بنتاهما أسنى نساء نبينا
- وهما له بالوحي صاحبتان
أبواهما أسنى صحابة أحمد
- يا حبذا الأبوان والبنتان
وهما وزيراه اللذان هما هما
- لفضائل الأعمال مستبقان
وهما لأحمد ناظراه وسمعه
- وبقربه في القبر مضطجعان
التعريف بالإمام القحطاني
هو محمد بن صالح القحطاني المُعافري الأندلسي المالكي، كنيتُه أبو عبد الله: فاضلٌ من فضلاء الأندلس، تحديدًا من أهل قرطبة، ثقةٌ وحافظ، حجَّ ورحل إلى خراسان، كان كثير الكتابة للحديث النبوي، له كتاب في التراجم اسمه (تاريخ أهل الأندلس) تُنسب له القصيدة النونية واختُلف في نسبتها إليه.