نبذة عن كتاب مدخل إلى الفلسفة
تعريف حول كتاب مدخل إلى الفلسفة
وهو كتاب تمهيديّ للتعرف إلى علم الفلسفة، من تأليف الدكتور إبراهيم يوسف النجار، ومن إصدار المركز الثقافي العربي، في الدار البيضاء في المغرب، وصدرت الطبعة الثانية منه عام 2013م، ويقع في حدود 191 صفحة، ويضم العديد من الفصول حول أبرز الشخصيات الفلسفية، مثل سقراط، وأفلاطون وأرسطو، أما الفصل الأول فعنوانه، مبادرات فكرية قبل الفلسفة، كما أفرد فصلًا عن الفلسفة الإسلامية، وفصلًا آخر عن رينيه ديكارت.
أبرز الفلاسفة المذكورين في كتاب مدخل إلى الفلسفة
من أبرز الفلاسفة في كتاب مدخل إلى الفلسفة ما يأتي:
سقراط
مات سقراط عام 399 ق. م، وهو فيلسوف يوناني من مدينة أثينا، لم يترك كتبًا فلسفية إلا أنه كان يركز على المحاورات الفلسفية العفوية مع شباب أثينا والناس، وهو أستاذ للفيلسوف اليوناني أفلاطون، ومهد سقراط إلى العديد من النظريات الأفلاطونية، حتى أن العلماء انقسموا إلى تيارين فيما يخص المحاورات المنقولة على لسان أفلاطون:
- بعضهم يرى أنها فعلًا محاورات سقراط.
- بعضهم الآخر يرى أنها محاورات سقراط بصبغة أفلاطونية؛ لكونها احتوت على أفكار أفلاطونية، والسبب في ذلك هو تجنب أفلاطون أن يلقى مصير أستاذه.
والنزعة السقراطية هي نزعة مثالية، تعتقد أن الجسد سجن للحقيقة، كانت هذه الفكرة تمهيد لنظرية المثل عند أفلاطون، أما المنهج السقراطي في المحاورات التي كان يجريها مع طلابه وأصدقاؤه، فهو منهج التوليد، أي أنه ينطلق من فكرة سلم بها محاوره ثم يبدأ ب الاستنباط ، وطرح الأسئلة إلى أن يرجع المحاور للتشكيك في فكرته الأولى التي كان مسلمًا بها.
ومن أهم المحاورات التي أجراها محاورة الدفاع، ومحاورة أقريطون، وكنتيجة لتساؤلات سقراط، حكمت عليه المحكمة بالإعدام بتناول السم، ولم يتهرب من مصيره، ورغم أن هيئة المحلفين لم تكن قوية في حججها عندما حاورته، وحاكمته، إلا أنهم أجمعوا على إعدامه، بتهم واهية، مثل إفساد شباب أثينا، وتشكشكهم في عقيدتهم، رغم أن سقراط كان بطبيعته متدينًا.
أفلاطون
عاش في الفترة (427 -347 ق. م)، ولازم سقراط لعدة سنوات، واقتبس منه الكثير، كما دوّن الكثير من الشذرات الفلسفية التي قالها، ويمكن عد أفلاطون أول فيلسوف أكاديمي بالمعنى الدقيق، لأنه خلّف إرثًا فلسفيًا، وكتبًا كثيرة، أهمها كتاب الجمهورية ، الذي دون فيه خلاصة تفكيره السياسي ويعد من أمهات الكتب الفلسفية، وكتاب المحاورات، ويعد التيار الأفلاطوني تيار مثالي.
فنظريته في المثل، تقضي بأن النفس كانت في عالم مفارق للعالم المادي قبل أن تتجسد، وعرفت معنى الحق، إلا أنه نسيته عندما تجسدت، ولذلك يقال المعرفة الأفلاطونية تذكر، وأدنى درجاتها هي المعرفة الظنية، لأنها مرتبطة بالعالم المحسوس أما أعلاها فهو التعقل، ويكون من خلال الاتصال بعالم المثل، ولا يصل إلى هذه الدرجة إلا الفلاسفة.
أرسطو
أرسطو هو فيلسوف يوناني من مدينة استاجيرا عاش في الفترة (384 - 322 ق. م)، كما أنه كان تلميذًا لأفلاطون، ودرس في الأكاديمية مدة تقارب العشرين عامًا، فلم يغادرها إلا عند وفاة أفلاطون، ويقال أن أرسطو فيلسوف موسوعي بامتياز، فكان طبيبًا وعالمًا في النبات، وفيلسوفًا، وأسس المنطق الصوري المعروف باسم المنطق الأرسطي، وقيل أن معظم ما كتب في المنطق لغاية العصور الحديثة، يدين فيه الناس لأرسطو.
الفلسفة الإسلامية في كتاب مدخل إلى الفلسفة
كانت بواكير الفلسفة الإسلامية مع الفيلسوف الكندي، ويلقب بفيلسوف العرب، كتب العديد من الرسائل الفلسفية، أهمها رسالة الكندي إلى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى، كما أنه أسس لغويًا للمصطلحات الفلسفية التي تعود إلى أصول يونانية، ودخل في صراع من المتكلمين، وتلاه العديد من الفلاسفة الذين ازدهروا في العصر العباسي، والسبب في ذلك حركة الترجمة التي دعمها الخلفاء، الانفتاح على الثقافة اليونانية وغيرها.
ومن أهم الجدالات التي دارت في الفلسفة الإسلامية ، تلك التي دارت بين الغزالي وابن رشد، فالغزالي كفرالفلاسفة حول العديد من المسائل إلا أن ابن رشد رد على كتابه تهافت الفلاسفة بكتاب آخر اسمه تهافت التهافت، ويعد من أمهات الكتب في الفلسفة الإسلامية، إلى جانب كتابه الآخر فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من اتصال، الذي أقر فيه وجوب النظر العقلي.
ومشروعية التأويل، كما تناول إشكالية النظر في علوم القدماء، ويقصد بها علوم اليونان، إلا أن ابن رشد كان له نظرة نقدية، وفاحصة، فلم يقل بالأخذ عن علم الآخرين كما هي بل وجه انتقادات لما كان يحتاج النقد، وصوب الكثير من المفاهيم، لذلك كان ابن رشد صارمًا جدًا في كتابته الفلسفية.