نبذة عن كتاب روضة الناظر وجنة المناظر
نبذة عن كتاب روضة الناظر وجنة المناظر
يعتبر كتاب روضة الناظر وجنة المناظر من الكُتب المهمّة في أصول الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وهو من تأليف الحافظ موفق الدين ابن قدامة المقدسي، وقد اعتمد الحافظ ابن قُدامة في كتابه على كتاب المستصفى للإمام الغزاليّ -رحمه الله- وجعله أصلاً لكتابه، ويتمتعُ كتاب روضة الناظر بميزاتٍ عدَّةٍ، منها:
- جعل ابن قُدامة المقدسي في مطلع الكتاب مُقدماتٍ هامَّةٍ حول المنطق، وقد كانَ في طرح هذا مماثلاً للإمام الغزالي .
- اتّبع ابن قُدامة في ترتيب أبواب الكتاب ذات الترتيب الذي اتّبعه الإمام الغزاليّ في كتابه المستصفى.
- نقل ابن قدامة من كتاب الإمام الغزالي ولكن بتصرُّفٍ، وبإعطاء رأيه مع التنقيح والتدقيق.
- حرص الإمام ابن قدامة في كتابه أن يجمع آراءَ وأقوال الإمام أحمدَ بن حنبل، كما عمل على تغذية وتقويّة كتابه بأقوال الحنابلة، وعملَ على إثباتها.
- يلاحظ في الكتاب استقلال شخصيّة ابن قُدامه؛ وذلك من خلال تبيين آرائه واختياراته، والتي كانت مبنيةً على الحُجّة والدليل والبرهان.
منهج ابن قدامة في كتاب روضة الناظر وجنة المناظر
حرص الإمام ابن قدامة الحنبلي على أن يكونَ كتابه روضة الناظر وجنة المناظر مميَّزًا عن غيره من الكتب، نافعًا مشتملًا على كافة المسائل المتعلّقة بأصول الفقه، حسبَ المذهب الحنبلي ، وقد كانَ منهجه في الكتاب كالآتي:
- ذكر أقوال العُلماء في مسألةٍ معينة مع الأدلة عليها، وبعدها يذكر ما يرجحه هو من الأقوال.
- رتبّ الأدلة المعتمدة في المسائل كالآتي: القرآن الكريم، بعده السنّة النبويّة، ثمّ الإجماع ، وبعده الدليل العقليّ، وبعده ذكر الأدلة المختلف فيها، وأخيرًا اعتمد القياس.
- حَرَصَ ابن قدامة أن يكونَ كتابه مختصرًا، ولكنَّه أيضًا كان يُشير إلى المسائل المتقدّمة.
- بيّن ابن قُدامة في كتابه الخلاف والمسائل المنسوبة للمذاهب؛ فعرضَ الأقوال وبيّن الراجح منها وغيرَ الراجح.
- حرصَ على عرض آراء المخالف في كتابه، فلم يكتفِ بآراء المذهب أو رأيه فقط.
نبذة عن الإمام ابن قُدامة المقدسي
هو الإمام الحافظ موفق الدين وكنيته أبو محمد، عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن قُدامة المقدسي، ولدَ سنة 541 هـ في نابلس، وذهب إلى دمشق مع أسرته؛ فقرأ فيها القُرآن، وحفظ فيها مختصر الخرقي؛ وهو أحد المتون في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، بعدها رحلَ إلى بغداد هو وابن خالته الحافظ عبد الغني، وقد فاقَ أقرانه هناكَ في العلم والفهم والحفظ، وعلم أصولَ المذهب الحنبلي وفهمه فهمًا واسعًا، وكان مُشغِلًا لأوقاته بالعلم، وكان حريصًا على مجابهة الخصوم ومحاورتهم والرد عليهم، ومن أشهر شيوخه عبد الغني المقدسي، ومن أشهر تلاميذه شهاب الدين المقدسي.
أقوال العُلماء في ابن قُدامة المقدسي
ذكر العلماء أقوالاً في تصف فضل ومكانة الإمام ابن قُدامة المقدسي، ومن هذه الأقوال:
- قال سبط ابن الجوزي عنه: ابن قُدامة إمامٌ في العلوم والفنون، ولم يَكُن في زمانه من هو أكثرُ منه ورعًا، وقد كان سخيًّا، ومن رأى ابن قُدامة كأنّه رأى أحدًا من الصحابة رضوان الله عليهم.
- قال أبو شامة عنه: لقد كان ابن قُدامة إمامًا من أئمة المسلمين، وكانَ منارةً في العلمِ والعمل، وقد صنّف السبائكَ الثمينة في الفقه.