نبذة عن كتاب الوصية الصغرى لابن تيمية
نبذة عن كتاب الوصية الصغرى لابن تيمية
ابن تيمية هو شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني الدمشقي الحنبلي تقي الدين أبو العباس ولد سنة 661هـ من أعلام زمانه فقد فاق أقرانه في العلم والبحث، وكان مدافعا عن الإسلام بكتبه ومناظراته وجسده، ووقع له ابتلاء السجن والوفاة فيه ، إذ تم حبسه أكثر من مرة فما كان منه إلا أن نطق بكلمات ما زالت خالدة إلى يومنا هذا.
ومن هذه الكلمات: "ما يصنع أعدائي بي، أنا جنتي في قلبي وبستاني في صدري أين رحت فهي معي، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، فحري بالمسلم أن يتذكر هذه الكلمات في لحظات ضعف أو انتكاس"، وتوفي -رحمه الله- سنة 728هـ.
التعريف بالكتاب
كتاب الوصية الصغرى هو رسالة مصغرة من شيخ الإسلام ابن تيمية لأحد طلابه، وهي مستخرجة من كتاب مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام وهي ضمن المجلد العاشر من مجموع الفتاوى، وحقّقه وخرّج أحاديثه صبري بن سلامة شاهين، ونشرته دار الكتاب والسنة في باكستان ومكتبة دار الحميضي في الرياض، وكانت طبعته الأولى في عام 1996م.
معالم الوصية الصغرى
كانت هذه الوصية بعد أن طلب أبو القاسم المغربي من شيخ الإسلام أن يوصيه بما يكون فيه صلاح دينه ودنياه وبما يحقق له أرجح المكاسب وينبهه على أفضل الأعمال الصالحة ، فأجابه شيخ الإسلام بأن أنفع الوصايا هي تلك الموجودة في كتاب الله -سبحانه وتعالى- وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وذلك لمن عقلها واتبعها قال -تعالى-: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ).
ووصى النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل -رضي الله عنه- فقال: (اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأَتْبِعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ)، والوصية بتقوى الله -تعالى- هي جامعة لكل الوصايا وهي رأس الأمر؛ فمن اتقى الله حيثما كان نالته عناية الله ورعايته وهدايته.
وإنّ من هذه الوصية يتبين أن على العبد حقان كما يأتي:
- حقٌ لله -تعالى-
ويكون باتباع أمره والابتعاد عن نهيه، فإذا ما جانبت الصواب في لحظة ما وخالفت أمر الله فعليك بما يزيل موجبات ذلك الذنب، فإذا كان محو الذنب من جنسه فهو أبلغ في الكمال وذلك بالتوبة؛ فمن عق والديه فالتوبة تكون بالمبالغة في برهما والإحسان إليهم، ومما يكون تكفير الذنوب به أيضاً من خلال ما يصيب الإنسان من هم أو مرض أو حزن وغير ذلك، فهذا من حق الله -تعالى-
- حق الناس
وذلك عن طريق معاملة الناس بخلق حسن والتصرف بلطف ولين وإحسان مع الناس، ومما يُوصل الإنسان إلى مجامع حسن الخلق ؛ أن يصل الإنسان من قطعه، وأن يعطي من منعه، وأن يعفوا عمن ظلمه ويصفح عمن يؤذيه من الناس.